د.عبد الوهاب القحطاني

التجانس قوي وواسع في جميع النواحي بين شعبي المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، لذلك فإن التعاون والتحالف والتكامل بين الدولتين أمر طبيعي، حيث دينهما الإسلام ولغتهما العربية واصولهما العرقية من الجزيرة العربية، ومتجانسان في القيم والثوابت والمصير مشترك.

وقد أعلنت المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة عن رؤية مشتركة للتكامل بين البلدين في الشئون الاقتصادية والتنموية والعسكرية والأمنية من خلال 44 مشروعا استراتيجيا مشتركا في «إستراتيجية العزم» التي عمل على تشكيلها 350 مسؤولا من البلدين من 139 جهة حكومية وسيادية وعسكرية خلال عام. وقد ركزت استراتيجية العزم على 3 محاور رئيسية هي المحور الاقتصادي والمحور البشري والمعرفي والمحور السياسي والأمني والعسكري. جاء الإعلان عن الاستراتيجية مع انعقاد الاجتماع الأول لمجلس التنسيق السعودي الإماراتي في مدينة جدة قبل عدة ايام، وذلك برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وأخيه ولي عهد ابوظبي الشيخ محمد بن زايد.

ويجسد ميثاق «استراتيجية العزم» صلابة العلاقات بين المملكة ودولة الامارات العربية المتحدة، ومدى حرص القيادتين على التعاون لمواجهة التحديات المشتركة. الجدول الزمني لتنفيذ الإستراتيجية والمقدر بخمس سنوات يؤكد على بعد الرؤية الثاقبة التي تهدف إلى بناء نموذج تكاملي استثنائي بين البلدين والذي يدعم مسيرة التعاون الخليجي المشترك، ويساهم في الوقت نفسه في حماية المكتسبات والمصالح الوطنية وخلق فرص جديدة أمام الشعبين الشقيقين في فترة زمنية تكثر فيها التحديات الإقليمية والدولية.

وتشمل استراتيجية العزم خطة تأسيس شركة للاستثمار الزراعي برأس مال يقدر بـ 5 مليارات ريال سعودي، وصندوق استثماري مشترك للطاقة المتجددة، وصندوق قفثالث للاستثمار في المشاريع الصغيرة والمتوسطة. لما لها من دور كبير في التنمية الاقتصادية في البلدين الشقيقين،

وستسهل استراتيجية العزم تدفق وانسياب وسرعة الحركة الاقتصادية واللوجستية بين البلدين في المنافذ البرية والبحرية والجوية، وبناء قاعدة بيانات صناعية موحدة، وتمكين القطاع المصرفي في البلدين، ومواءمة الإجراءات والتشريعات الاقتصادية بين البلدين، وتأسيس مجلس مشترك لتنسيق الاستثمارات الخارجية.

وتشمل مجالات التعاون التي حددتها استراتيجية العزم بين البلدين الشقيقين التعاون والتكامل في المجال الأمني والعسكري، وتنسيق المساعدات العسكرية الخارجية للدول الشقيقة والصديقة، وتوحيد المواصفات في قطاع الصناعات العسكرية. وسيقوم البلدان بتفعيل خطة الصناعات التحويلية ذات القيمة المشتركة، وتنفيذ مشروع الربط الكهربائي، وإطلاق خدمات وحلول إسكانية وتمويلية مشتركة بين البلدين وإنشاء مركز مشترك لتطوير تقنيات تحلية المياه وتعاون في إدارة مشاريع البنية التحتية التي تبلغ 150 مليار دولار سنويا، وتعاون في تطوير تقنيات التكنولوجيا المالية الحديثة.

وختاما أدعو الله بأن يحمي المملكة العربية السعودية وشقيقتها دولة الإمارات العربية من كل كيد وشر وينفع شعبيهما باستراتيجية العزم لما فيه الخير للعرب والمسلمين.