صحيفة اليوم

جاء الشرع الحنيف بأحكام خاصة بالعيد، توجِه سلوك المسلم في هذه المناسبة وفق شرع الله وسننه، لبعض الأحكام والآداب، ومنها: أنه يحرم صوم يوم العيد، وهو اليوم الأول من أيام العيد، لما رواه البخاري ومسلم عن عمر رضي الله عنه أنه صلى قبل الخطبة ثم خطب الناس، فقال: (يا أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهاكم عن صيام هذين العيدين، أما أحدهما فيوم فطركم من صيامكم، وأما الآخر فيوم تأكلون نُسُككم).

ويستحب الإكثار من التكبير في ليلة العيد، لقوله تعالى: {ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم} (البقرة:185)، والتكبير يبدأ من غروب شمس آخر يوم من رمضان، ويستمر حتى صلاة العيد، ويكون عاما في الأماكن كلها، ولا تكبير في عيد الفطر عقب الصلوات المفروضة، كما يُسنُ الاغتسال للعيد والتنظُف له، وقد ثبت أن ابن عمر رضي الله عنه كان يفعل ذلك، وهو معروف باتباعه للسُنة وشدة تحريه لها. ويُستحب كذلك لبس أفضل الثياب، وتناول شيء من الطعام قبل الخروج للصلاة، ويفضل التمر، كما يُستحب أن يخرج إلى صلاة العيد ماشيا، لحديث عليٍ رضي الله عنه، قال: (من السنة أن تخرج إلى العيد ماشيا، وأن تأكل شيئا قبل أن تخرج) رواه الترمذي وحسنه.

ولا بأس بالتهنئة في العيد، كأن يقول لمن لقيه: تقبل الله منا ومنكم، وأعاده الله علينا وعليكم بالخير والبركة، وعيدكم مبارك، فطوبى لمن التزم شرع ربه، ووقف عند حدود أمره ونهيه، وجعل الدنيا وسيلة للآخرة، فهي خير ما تُشدُ الرحال إليه، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون وليعمل العاملون.