اليوم - وحدة التقارير المالية

وفقًا للنتائج الفصلية للربع الأول من العام الجاري 2018

يُعد قطاع الأسمنت من القطاعات الحيوية في كل دول العالم، حيث إنه من الصناعات الأساسية التي يعتمد عليها قطاع التشييد والبناء، ولكن وعلى ما يبدو أن عدة أمور تكاتفت على الشركات العاملة في القطاع في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي؛ ما أدى إلى انخفاض ربحيتهم وبشكل ملفت خلال الفترة الماضية، إلا أنه وفي الوقت ذاته فإن هناك ضوءا في نهاية نفق تراجع الربحية، يشير إلى إمكانية عودة تلك الشركات إلى النمو مرة أخرى.

40 % تراجع

وفقًا لرصد وحدة التقارير المالية بـ اليوم سجلت أرباح 27 شركة أسمنت مدرجة بأسواق المال الخليجية 183.6 مليون دولار في الربع الأول 2018 متراجعة بما نسبته 39.73% مقابل 304.7 مليون دولار بالربع الأول من 2017.

وكان الأكثر تراجعا على مستوى الدول الشركات السعودية والتي تراجعت أرباحها لقرابة النصف (49.64%) إلى 106.3 مليون دولار مقابل 211 مليون دولار، مع العلم بأنها تستحوذ على أكثر من نصف الشركات التي تعمل بمنطقة الخليج، والتي تناولها التقرير (14 من 27 شركة). تلاها شركات عُمان (شركتان) وبنسبة تراجع 30.38% من 13.8 مليون دولار إلى 9.6 مليون دولار، ثم الكويت (ثلاث شركات) وبنسبة 25.80% من 33 مليون دولار إلى 24.5 مليون دولار، وأخيرا الإمارات (سبع شركات) وبنسبة 21.75% من 23.7 مليون دولار إلى 18.5 مليون دولار، بينما ارتفعت أرباح الشركة الوحيدة الموجودة في قطر بنسبة 6.49% من 23.3 مليون دولار إلى 24.8 مليون دولار، وحسب القوائم المالية للشركة ترجع هذه الزيادة إلى نمو الإيرادات الأخرى وتحقيق ربحية من الشركات الزميلة، بجانب تخفيض المصاريف العمومية والإدارية ومصاريف البيع والتوزيع.

6 شركات

وتأتي المنافسة وارتفاع التكاليف التشغيلية وتكاليف التمويل على رأس الأمور التي تضغط على مستويات ربحية الشركات، حسب الأسباب التي ذكرتها تلك الشركات، ويأتي ذلك مع التباطؤ الذي يشهده قطاع البناء والتشييد في منطقة دول الخليج من ناحية ووجود فائض لدى كل دول المنطقة ما يجعل كل منها يلزم مكانه.

وعلى الجانب الآخر، فقد ذكرت الشركات التي استطاعت أن تحقق نموا في أرباحها (ست شركات من 27 شركة) أن تلك الأرباح جاءت نتيجة للإيرادات الأخرى وتخفيض المصاريف وانخفاض الضرائب وكلها أسباب غير بعيدة عن الأسعار والإنتاج والمبيعات.

58 % للسعودية

على الرغم من تراجع أرباح شركاتها، وبشكل كبير، لا تزال السعودية تستحوذ على نصيب الأسد من أرباح القطاع خليجيا وبنسبة 57.86% لتفقد بذلك 11.38% من حصتها بالربع الأول 2017 والتي كانت عند 69.25%، والنسبة المفقودة استولت الشركة القطرية على 5.86% منها لترتفع حصة قطر من أرباح القطاع إلى 13.51% مقابل 7.65% بالربع المقابل، تلاها الكويت وبنسبة 2.5% لترتفع حصتها من 10.82% إلى 13.32%، ثم الإمارات وبنسبة 2.32% لترتفع حصتها من 7.77% إلى 10.09%، وأخيراً عُمان وبنسبة 0.70% لترتفع حصتها من 4.52% إلى 5.22%.

الأكثر ربحية

وعلى مستوى الشركات، جاءت أسمنت السعودية بالصدارة من حيث حجم الأرباح المحققة، وبقيمة 37.93 مليون دولار، تلاها أسمنت الجنوبية وبقيمة 27.13 مليون دولار، ثم قطر الوطنية لصناعة الأسمنت وبقيمة 24.81 مليون دولار، وأسمنت القصيم وبقيمة 15.25 مليون دولار، ثم أسمنت بورتلاند الكويت وبقيمة 13.66 مليون دولار. وهذه الشركات الخمس ومع استبعاد الشركات الخاسرة تستحوذ على 62% من الأرباح المحققة خلال الربع الأول 2018.

حدثان هامان

وتنتظر منطقة الخليج حدثين على درجة من الأهمية للمنطقة، ومن المفترض أن يدفعا بعدد من الصناعات وعلى رأسها صناعة الأسمنت، وخلال السنوات القليلة المقبلة، لتحقيق معدلات ربحية أعلى مما كانت تحققه بالسابق.

والحدثان أحدهما إكسبو 2020 في الإمارات، والآخر مونديال كأس العالم 2022 بقطر.

وتكمن أهمية الحدثين في اعتزام دول مجلس التعاون الخليجي استثمار نحو 210 مليارات دولار لهذين الحدثين العالميين حيث تخصص استثمارات بقيمة 120 مليار دولار لقطاعات البنية التحتية والنقل وبناء الطرق والجسور.

ولكن وعلى الرغم من ذلك فإن الظروف الجيوسياسية والتي تمر بها منطقة الخليج ربما تضر بشكل أو بآخر بهذه الاستثمارات المتوقعة، حيث هناك تلميحات باحتمالية إلغاء استضافة مونديال كأس العالم بقطر، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى وفي حال عدم الإلغاء واستمرار التوتر بين قطر والدول المقاطعة لها فإن هذا سيقلل من أهمية الحدث الموجود بها.

وفي حالة عودة العلاقات الخليجية إلى طبيعتها، فإن هذين الحدثين وبجانب إعمار اليمن وسوريا (في حالة انتهاء حالة الحرب بهما) سيكفل لشركات الأسمنت تحقيق طفرة ربما تكون غير مسبوقة في ربحيتها، وربما لا تستطيع أن تكفي الطلب بطاقتها الإنتاجية الحالية، ما قد يدفع بعضها (الشركات التي لديها ملاءة مالية) إلى تدشين خطوط إنتاجية جديدة لسد الطلب.