صحيفة اليوم

الإنسان في الأحساء يعلي قيمة التمسك بالموروث الشعبي بشكل كبير جدًا، ورغم المدنية التي يعيشها إلا أنه متمسك بموروثه، واستطاع أن يورثه لأجيال تعاقبت وتعهدت بالحفاظ عليه وتطويره بما لا يمس جوهره، ودلالات ذلك نعيشها كل يوم على أرض أكبر واحة نخيل متراصة في العالم والتي تواصل عمليات تسجيلها في شبكة المدن المبدعة التابعة لليونسكو ويدفعون ببعضهم نحو الحفاظ على الموروث الأصيل والتراث العميق نتاج حضارات سادت الأحساء وأكبر دلالة على ذلك عندما سفت سيدات ماهرات في الخوصيات بالأحساء أكبر سلة مصنوعة من الخوص ودخلت من خلالها المملكة العربية السعودية في موسوعة «غينس» العالمية للأرقام القياسية يوم الجمعة 7 مايو 2010م، التي أعدتها جمعية فتاة الأحساء التنموية بالتعاون مع أمانة الاحساء و شاركت في تصنيعها 56 سيدة أحسائية أعمارهن بين سن العشرين عامًا والثمانين عامًا، فيما كان تاريخ البدء في عمل السلة غرة ربيع الآخر 1431هـ حتى يوم الثلاثاء 20 جمادى الأول 1431هـ أي استمر زهاء 50 يومًا وبلغت كمية الخوص المستخدمة في صنع السلة قرابة 20 طنًا وذلك بالتعاون مع وزارة الزراعة، ويأتي مقاس السلة المنفذة 19 متراً * 11 مترًا وارتفاع 10 أمتار

وخلصنا من خلال انتاجها على قدرة الأحسائي على الابداع والمنافسة العالمية وعززت ورفعت قيمة العمل الجماعي والمهني، ولفتت انتباه المجتمع بكافة قطاعاته إلى امكانيات السيدات العاملات في حرفة الخوص، كذلك حماية حرفة الخوص من الإندثار.

ويأتي رمضان لينشر في كل ناحية بالأحساء موروثًا اكتسبناه من الزمن الجميل الهادئ يتمثل في بيع الأكلات الشعبية كالبليلة والكبيدة ولعب الفريرة مع ادخال الألعاب الرقمية للأطفال و الشباب التي حلت محل الدريهوه والشط بط، وبقيت البراحات في الأحياء الشعبية في مدن وبلدات المحافظة «الخيل، الشعيبي، العويس، بن درعان، المخيزيم، القهيوة، سيالة، السودان، الغوينم، الحويطة، الماجد، القصيبي، البدع...... وغيرها كثير في احتضان الشباب والأطفال وامتدت مظاهر الموروثات الشعبية الرمضانية لتجدها في نواصي الشوارع وساحات الحدائق وتناغمت سيارات الأطعمة المتنقلة والثابتة في تقديم الأكلات الشعبية الرمضانية وكم هي جميلة مظاهر رمضان في الأحساء بأهازيج بوطبيلة «المسحراتي».