محمد العصيمي

حتى لا يأتينا أحد فيقول إنك تكتب ما تكتب هنا من باب «أطعم الفم تستحي العين»، أؤكد أنني لم أنل من غبقة مطار الملك فهد في الدمام سوى تمرتين وفنجاني قهوة، وقد غاردت قبل أن تُمد السفرة العامرة لارتباطي بموعد آخر. ولذلك فإن ما سأقوله هنا عن المطار وتطوراته هو من باب الإنصاف وليست له علاقة بشحوم الغبقة ولحومها وسَلطاتها.

نحن المسافرين من هذا المطار، كما قلت لرئيس شركة مطارات الدمام، تركي الجعويني، نلاحظ الفرق أسبوعاً بعد أسبوع وشهراً بعد شهر وسنة بعد سنة. كنا نعرف المطار في حال والآن نعرفه في حال أفضل من السابق بكثير؛ سواء من حيث الصالات المفتوحة العامة أم صالات البزنس والدرجة الأولى. وهذا فضلا عن السوق الحرة الجديدة في المطار التي أصبحت تبيع أفضل الماركات العالمية، فضلا عن دورات المياه التي تحسنت وقال م. تركي إنها ستشهد نقلة نوعية خلال أشهر بعد أن أُقرت (موديلاتها) الجديدة.

نحن الكتاب لم نقصر من قبل في نقد منشآت المطار وأعماله وصالاته وخدماته وتكشيرات موظفيه، ويفترض ألا نقصر الآن في الثناء على تطوراته وقفزاته. ولأن يد الكاتب تحكه فإنني سأعود هنا، بعد أن شهدت شهادة حق لتطورات المطار، إلى النقد البناء لنفس الغاية التي تسعى إليها الشركة وهي أن نحقق أقصى ما نأمله لمطارنا ليكون نابضاً ومنتجاً ومنافساً قوياً للمطارات المجاورة.

هناك لدى أهل المنطقة الشرقية شكوى من أن رحلات السعودية الدولية، إلى أمريكا وأوروبا بالذات، لا تقلع من مطار الملك فهد الدولي بالدمام، ولا بد أن يسافر الراكب إلى الرياض أو جده ليأخذ رحلته من الصالة الدولية في إحدى المطارين. ولأن الشركة ليس لها علاقة بهذا الأمر فإن السؤال موجه لخطوطنا العزيزة: ما المانع أن تقلع طائراتكم في رحلات دولية إلى أمريكا أو أوروبا كما كان الحال في السابق؟!

الأمر الآخر، الذي لم تجب عنه الشركة ورئيسها، هو ما الذي يؤخر جعل هذا المطار مزاراً سياحياً وترفيهياً لأهل المنطقة؟! هو مطار هائل من حيث المساحة والإمكانات لكن أغلب أجزائه وأراضيه خاوية ومغبرة، والمنطقة تحتاج إلى أكثر من رئة ترفيهية. وبالتالي نريد أن نرى خطة استثمارية جديدة تستفيد من هذه الإمكانات وتفيد المنطقة ورجال أعمالها وأهلها.

ma_alosaimi@