سعد العبود

تعد ظاهرة التسول مرضا خطيرا يضرب جذور المجتمع، ويهدد بمحو صورته الحضارية. تتجه غالبية المتسولين للأسواق، وعند إشارات المرور والمساجد، مصطحبين معهم الاطفال لاستعطاف الناس، وخاصة خلال ايام رمضان المباركة. خطورتهم تكمن في تسرب هذه الاموال الى منظمات ارهابية، وفي الآونة الاخيرة ظهر لنا نوع جديد من المتسولين وهم عمال النظافة الذين يستوطنون اشارات المرور، وكأنها مكب نفايات تاركين بقية الشوارع غارقة في القاذورات، هو ذكي لا يطلب أموالا لكنه يمر بجانب السائقين وينظر اليهم بنظرة استعطاف حتى يحصل على مبتغاه، وبحسبة بسيطة لو افترضنا انه مع توقف الاشارة لمدة دقيقتين يستطيع هذا العامل ان يحصل على مبلغ وقدره 10 ريالات خلال ساعة واحدة سيحصل على 300 ريال وقس عليها اليوم كاملاً، هذا العامل الذي يتقاضى راتبا لا يعد فقيرا بل اصبح دخله من التسول يفوق مرتب مدير لاحدى الشركات المتوسطة، ضارباً بمهمته الاساسية عرض الحائط والنتيجة تراكم القاذورات في شوارعنا، فمن اراد ان يتصدق فيلجأ للجمعيات الخيرية فهي الأدرى بالمحتاجين.