عبدالرحمن المرشد



كتبت في هذه الصحيفة قبل شهر مقالا عن الجمعيات بشكل عام، وذكرت فيه أن أغلبها بدون فائدة تذكر، وأنها منبر للحضور والتلميع الإعلامي لقياداتها، أما على أرض الواقع فلا يوجد شيء ملموس، وبعد هذا المقال وردتني الكثير من الرسائل من مؤسسي الجمعيات التعاونية تؤكد على دورهم المهم وما يقدمونه من خدمة للاقتصاد الوطني ودعم للمستهلك في أغلب المجالات التموينية.

وللحق، فإن فكرة الجمعيات التعاونية جيدة جدا، ولكن كما هو الحال في الكثير من الأمور عندما تقرأ الأهداف الجميلة تشاهد على الواقع تطبيقا مختلفا، ولكن هنا يوجد عمل مميز يتحرك ببطء لا يعطي مؤشرا على إنتاجية كبيرة مما يجعل المستفيد يتساءل ما الهدف من هذه الأنواع من الجمعيات التي من أبرز مهامها أنها تساعد على جلب منتجات جيدة ومنخفضة السعر ولذلك لا يلمسون هذا الإنجاز بشكل واضح.

نحن نريد عندما نتحدث عن المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية في مجالسنا وأحاديثنا واتصالاتنا نقول سنذهب للجمعية التعاونية؛ لأنها الأرخص سعرا وعندما نصل لهذه الدرجة من اقتناع المستهلك نستطيع القول إننا حققنا أبرز مهامنا لكن عندما تتساوى المنتجات داخل الجمعية مع مراكز البيع في الخارج فما الفرق بينها وبين السوبر ماركت، لا بد أن تتميز الجمعية بسعر مختلف؛ لأنها من أسمها مختلفة عن مراكز التسوق الأخرى، وللحق لا يوجد لمثل هذه الجمعيات حضور كبير وبالذات في المدن الرئيسية ربما لديها اسم أكبر في المدن الصغيرة بحكم قلة المنافسين وتجانس المجتمع هناك، في رأيي أنها بحاجة إلى تطبيق تجارب ناجحة مثل نظام الجمعيات التعاونية في الكويت حيث يوجد في كل حي جمعية يساهم فيها من يريد من سكان الحي ويتم افتتاح مركز تسوق كبير يخدمهم بأسعار تنافسية.

يوجد لدينا في السعودية 235 جمعية تعاونية وتنقسم إلى سبعة أنواع هي الجمعيات التعاونية متعددة الأغراض، والجمعيات التعاونية الزراعية، الجمعيات التعاونية الاستهلاكية، الجمعيات التعاونية لصيادي الأسماك، الجمعيات التعاونية المهنية، الجمعيات التعاونية التسويقية، والجمعيات التعاونية الخدمية وتم البدء في نشاط هذه الجمعيات منذ أكثر من أربعة عقود.

يوجد نماذج مشرفة من هذه الجمعيات ولكنها تسير على استحياء برغم مرور عشرات السنوات على إنشائها مثل جمعية تعاونية الخفجي الاستهلاكية، وجمعية الدرعية التعاونية، وجمعية وادي فاطمة، ولديها جهد كبير حسب إمكانياتها، وتحتاج المزيد من الدعم لتحقيق الكثير من النجاحات والوصول إلى أكبر شريحة من المستفيدين.

تحقيق التميز في هذا المجال مرتبط بمدى ما تقدمه للمستهلك من أسعار تنافسية تجبره على الذهاب إلى هذه الجمعية أو تلك؛ لأنها الأرخص سعرا وأعتقد لو تم التنسيق بينها للشراء المباشر في بعض السلع الغذائية المهمة كالأرز والسكر من المصدر الأصلي لحققت نجاحات باهرة، وهي مهمة ليست مستحيلة تقع على عاتق مجلس الجمعيات التعاونية الذي تم إنشاؤه حديثا ويديره عدد من المتخصصين وأصحاب الخبرة في العمل التعاوني.

نريد عندما نتحدث عن المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية في مجالسنا وأحاديثنا واتصالاتنا نقول سنذهب للجمعية التعاونية؛ لأنها الأرخص سعرا وعندما نصل لهذه الدرجة من اقتناع المستهلك نستطيع القول إننا حققنا أبرز مهامنا

amarshad55@gmail.com