ربيع عبدالغفار

يشهد العالم طفرة كبيرة على صعيد تقليل الاعتماد على الفحم كمصدر للطاقة، ورغم توجه دول العالم لخفض عدد محطات الطاقة التي تعمل بالفحم على مدى العامين الماضيين، إلا أن دول آسيا تقود طفرة مقابلة في بناء قوة جديدة للخام الذي يعد المصدر الأول للانبعاثات الملوثة للبيئة.

وبحسب تقرير لمجلة (إيكو بيزنيس) الآسيوية تقوم 13 دولة من بين أكبر 20 مستخدمًا ببناء قدرات جديدة في مجال الفحم بآسيا في مقدمتها الصين والهند وفيتنام وإندونيسيا وبنجلادش.

ويشير التقرير إلى أنه خلال الفترة بين 2016 إلى 2017، انخفضت محطات الفحم التي اكتملت حديثًا بنسبة 41% بينما انخفض بناء محطات جديدة بنسبة 73% في جميع أنحاء العالم.

وكشف التقرير أن آسيا هي أكبر منطقة منتجة للفحم في العالم، بنسبة 85% من طاقة الفحم الجديدة حيث توجد بها أكبر 20 دولة منتجة للفحم. وفي مقدمتها الصين وذلك على الرغم من تشديد بكين القيود على مشاريع محطات الفحم الجديدة من قبل السلطات واطلاق مبادرات الاعتماد على الغاز الطبيعي.

ووجد التقرير أن محطات الفحم الحالية التابعة للقوى الآسيوية تفوق بالفعل احتياجات الطاقة المحلية مع وجود محطات وقود إضافية بالفحم تمثل مليارات الدولارات من رأس المال الضائع. ونوه التقرير إلى أن الهند أضافت قدرة إنتاجية قدرها 152 جيجاواط من الطاقة المنتجة بالفحم من عام 2006 إلى عام 2017 تليها الصين في المرتبة الثانية، على الرغم من تراجع واسع النطاق في تمويل الفحم من جانب القطاع الخاص وتجميد إنشاء محطة وقود بالفحم في عام 2017.

وتعتبر فيتنام أيضا نقطة ساخنة رئيسة للفحم بسبب أعداد كبيرة من المشاريع المقترحة في مجال التطوير النشط بتمويل كبير من الصين واليابان وكوريا.

وبحسب التقرير فإن المحطات التي بدأ العمل فيها تقوض الميزانية المخصصة للحد من كربون الفحم وفقا لاتفاقية باريس بشأن المناخ لعام 2015، والتي تهدف إلى الحفاظ على معدل ارتفاع درجة حرارة الأرض لأقل من درجتين مئويتين.

ويوصي التقرير بالإسراع في إلغاء أعمال تطوير مشروعات الطاقة التي تعمل بالفحم وتسريع خطط إغلاق محطات الفحم القديمة في أوروبا والولايات المتحدة. وبالإضافة إلى ضرورة عدم اعتماد محطات جديدة بعد عام 2020، يجب زيادة استثمارات مشروعات الطاقة المتجددة لنحو 700 مليار دولار. وتهدف هذه الخطط الطموحة الى جعل الموارد المتجددة تشكل ما لا يقل عن 30% من إمدادات الطاقة في العالم بحلول عام 2020.