إعداد - محمد الخباز

العرافة والعابسي:

يعتقد البعض أن عمل المراسل الميداني غاية السهولة، وأنه لا يعدو مجرد الظهور أمام التلفاز لعدة دقائق، لكن الواقع يشير إلى العكس من ذلك، وعبر بوابة «المواجهة» نتطرق إلى عدد من المحاور المتعلقة بالمراسل الميداني، حيث نجمع بين شخصيتين رياضيتين تتحدثان عن آرائهما بكل حرية، ودون أي قيود، من أجل أن تصل بكل سهولة إلى قلب القارئ.

وفي مواجهة اليوم، نستضيف الاعلاميين المتميزين خالد العرافة وعبدالرحمن العابسي، للحديث عن (4) محاور تتعلق بـ «المراسل الميداني»، وهي: أبرز الصعوبات التي يعاني منها المراسل الميداني، أهمية تواجد المراسل الميداني وسط اعتقاد البعض بهامشية أدواره، المراسل الميداني بين الثقافة والاطلاع والتحضير، والغيرة بين المراسلين الميدانيين في ظل البحث عن التميز.

** أبرز الصعوبات التي يعاني منها المراسل الميداني

في البداية، تحدث الاعلامي المتميز خالد العرافة مؤكدا أن هنالك العديد من المصاعب، التي يتعرض لها المراسل الميداني، ولعل من أبرزها سوء التنظيم، الذي يساهم في تحجيم العمل والدور الذي يقوم به المراسل الميداني، مبينا أن هذه المشكلة باتت نادرة خلال الوقت الحالي، مع التطور الكبير الذي يشهده تنظيم مختلف المسابقات المحلية، التي باتت تضاهي في دقة تنظيمها البطولات الآسيوية والعالمية.

أما فيما يتعلق بتهرب الضيوف عن الاجابة عن أسئلة المراسل الجريئة، فقال: «ذلك يعتمد على اسلوب المراسل وطريقة حواره مع الضيف، وحقيقة هنالك بعض الاسئلة التي يجب ألا توجه للضيف في أي توقيت، فالمراسل الميداني يجب أن يختار الوقت الصحيح لأسئلته، وكذلك الأسلوب المناسب».

فيما يرى عبدالرحمن العابسي أن صعوبة عمل المراسل الميداني تكمن في بعض الأحيان في المعني بالتغطية، فأحيانا يكون صاحب الحدث غير متعاون أو قليل الخبرة، مما يصعّب على المراسل الميداني ايجاد المعلومة ونقلها للمشاهد.

** أهمية تواجد المراسل الميداني وسط اعتقاد البعض بهامشية أدواره

ويعتقد العرافة أن المجتمع الرياضي ملم بالدور الكبير، الذي يلعبه المراسل الميداني، مؤكدا أنه لو ذلك لما اتجه لهذا المجال، ولا يمكن أن يقاس رأي أفراد معينين بهامشية أدوار المراسل الميداني على بقية الأفراد، الذين يرى أنهم يمتلكون الوعي الكامل حول المجهودات الكبيرة، التي يقدمها المراسل الميداني، الذي وصفه بـ «الوسيط» بين ما يحدث في الملعب ومَنْ هم خارجه، سواء مَنْ يتواجد في الاستديو التحليلي أو مَنْ يتابعون الحدث الرياضي في منازلهم خلف الشاشة.

العرافة أكد أن المراسل الميداني بات خلال الوقت الحالي، احد أهم ركائز النقل التليفزيوني، ليس على المستوى المحلي وحسب، بل وعلى مستوى كل البطولات العالمية.

أما العابسي، فيؤكد أن على المراسل الميداني أن يكون صاحب حضور كبير وملحوظ، كي يجبر المتابع على الانصات والاستماع لكل ما يطرحه، خاصة أن المراسل الميداني بدأت أهميته بالانحسار في عصر التقنية، فالمشاهد بات يصعب الحفاظ عليه عقب نهاية كل مباراة بسبب التقنية، التي سهلت لهم اختصار اللقاءات من خلال الأجوبة المباشرة.

** المراسل الميداني بين الثقافة والاطلاع والتحضير

خالد العرافة يرى أن المراسل الميداني يجب أن يمتلك ثقافة عامة في الأساس، ليساعده ذلك على الحديث بسلاسة مع الضيوف، كما أنه يجب أن يمتلك ثقافة رياضية مميزة واطلاعا مستمرا على أبرز الاحداث والمتعلقات بالحدث الرياضي الذي يقوم بتغطيته، كي يكون ملما بكل التفاصيل، ولا يصبح اضحوكة أمام المشاهدين، الذين قد يمتلكون من المعلومات ما يفوقه.

وأضاف: «ثقافة الوقوف أمام الكاميرا والتعامل معها ولو لفترة قصيرة، مهم جدا في نجاح المراسل الميداني، الذي يتطلب عمله الكثير من التحضير والجهد، على عكس ما يتوقع المتابعون، فيكفي رهبة الوقوف أمام الكاميرا، التي تسببت في رحيل الكثير من المراسلين الميدانيين، وكذلك كثرة السفر، وتحمل الاستفزازات التي تصدر من بعض الجماهير والمنتسبين للوسط الرياضي».

في الوقت الذي يؤكد فيه عبدالرحمن العابسي أهمية الثقافة لدى المراسل الميداني، وأن يكون ذا تحضير عالٍ للحدث الذي سيكون فيه، وهو ما يساعده على الحوار مع الضيوف بأريحية، ويمكنه من احداث ردة فعل ايجابية، وكذلك يساعده ذلك في قدرته على امتلاك ردة فعل سريعة لكل ما يقوله الضيف.

وأضاف: «أضف إلى ذلك أن المشاهد أصبح ملما بكل شيء عبر التقنية، لذلك يجب أن تأتي بالجديد وإلا لن يكون لحديثك أي أهمية».

** الغيرة بين المراسلين الميدانيين في ظل البحث عن التميز

ووصف العرافة الأجواء في الوسط الميداني بـ«الأسرية»، مؤكدا أنه ومن خلال عمله مع أجيال مختلفة، يرى أن المراسلين الميدانيين يمتلكون من الوعي والذكاء الكثير، مما يجعلهم قليلي المشاكل وقلوبهم على بعض.

وأبان: «لا تعلم مدى الفرحة التي نشعر بها حينما يتميز أحد زملائنا، ولعل التغريدة التي حوت لقاء الزميل بدر رافع ومحمد الشلهوب دليل على ذلك، فالكثير من المراسلين الميدانيين قاموا بإعادة تغريدها، وحقيقة كلنا يستفيد من الآخر في عمله الميداني».

فيما أكد العابسي أن الغيرة فطرة انسانية خلقها الله في الجميع، ولكن هنالك اختلافات كبيرة في الغيرة، فبعضها ايجابي ويؤثر في عمل المراسل إلى الأفضل، وبعضها ملحوظ، مما يسبب التفرقة بين المراسلين، خاصة اذا ما تعدت المعقول.

وأوضح: «أعتقد أن المراسل الناضج أصبح يبحث عن الخبر بطريقة أسهل من الماضي، والتعاون المعقول بين المراسلين ليس عيبا ولا يخرق المهنية، بل يزيد من قوة الترابط ويؤدي إلى النجاح اذا ما كان في المصلحة العامة»