واس- باريس

أكد أن الشراكة السعودية الفرنسية مهمة للغاية

وصف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، الشراكة السعودية الفرنسية بأنها شراكة مهمة للغاية خاصة في هذا الوقت الذي تمر فيه أوروبا والشرق الأوسط بالمتغيرات التي تحدث في العالم.

وقال سمو ولي العهد في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس إيمانويل ماكرون رئيس الجمهورية الفرنسية عقد في قصر الإليزيه اليوم، إن المصالح السعودية الفرنسية مصالح متعددة وكثيرة جدا في مختلف المجالات.

وأضاف سموه أن التنسيق السياسي والعمل السياسي مهم جداً بين بلدينا بحكم موقع المملكة في العالم الإسلامي وفي العالم العربي وفي دول الخليج وأيضاً موقع فرنسا في أوروبا.

وأشار سموه إلى أن المملكة ليست فحسب دولة من أكبر 20 اقتصاد في العالم أو دولة لديها قوة عسكرية وقوة سياسية مهمة، المملكة الدولة الوحيدة التي تقع من ضمن ثلاثة تحالفات، التحالف الإسلامي والعربي والخليجي، وموقع المملكة في هذه التحالفات موقع استثنائي ليس موقعا طبيعيا أو عاديا وهذه القوة وهذه العلاقات مع حلفائنا في الشرق الأوسط ومع فرنسا ومع حلفائها في أوروبا بلا شك سوف تكون مهمة جداً لمجابهة كل التحديات في الجانب السياسي.

«الجانب الدفاعي»

وبالنسبة للجانب الدفاعي، قال سموه إن هناك مبادرات كثيرة جداً نعمل عليها أهمها في دول الساحل .. وكنا نحذر مراراً في الثلاث السنوات الماضية من خطر انتقال الإرهاب بشكل كبير جداً لدول الساحل لأن أغلب الدول في تلك المنطقة اقتصادياتها ضعيفة والأمن فيها ضعيف جداً وتمركز الارهاب في موقع دول الساحل سوف يكون انتشاره سهل جداً وسوف نواجه غابة كبيرة جداُ من الارهاب تؤثر على أوروبا وتؤثر على الشرق الأوسط.

وأضاف سموه: مبادرة الرئيس الفرنسي بأخذ هذا الموضوع بشكل جدي لقيت ترحيبا واسعا في المملكة ودعما كاملا في كل الاتجاهات.

وأكد سموه أن العلاقة الاقتصادية بين البلدين مهمة جداً اليوم في ظل وجود مشروع تغيير وتجديد قوي جداً في فرنسا وأيضا مشروع مماثل في السعودية.

وأوضح سموه أن المملكة لم تستغل سوى عشرة في المائة من قدراتها وإمكانياتها مضيفا: هناك 90 في المائة نريد أن نستغلها سواء في قطاع النفط أو قطاع البتروكيماويات أو المواد المستخرجة من النفط أو في قطاع الغاز أو في قطاع الطاقة أو في قطاع المعادن أو في قطاع النقل والتجارة أو في قطاع الخصخصة أو في المحتوى المحلي أو ميزان المدفوعات أو في قطاع الاستثمار.

«مبادرات ضخمة»

وتابع سموه قائلا: هناك قدرات ومبادرات ضخمة جداً وكل خططنا في المملكة تتمحور حول القوى السعودية والامكانيات السعودية، وليس لتكرير أي نموذج أخر في العالم . في ظل وجود مصالح كثيرة بين السعودية وفرنسا سواء بفتح المجال للشركات الفرنسية للاستثمار والعمل في المملكة العربية السعودية أو الاستثمار في فرنسا بمقدرات التي لدينا في المملكة العربية السعودية فهناك فوائد كثيرة مشتركة وسوف تخلق وظائف في البلدين وتخلق نموا اقتصاديا في البلدين وتبادلا تجاريا إيجابيا للغاية.

«تعاون ثقافي»

وشدد سمو ولي العهد على أن التعاون الثقافي بين البلدين مهم جداً خاصةً للمملكة، مشيرا إلى أن هدف المملكة وفق رؤية 2030 أن تكون نقطة محورية بين القارات الثلاث آسيا وأوروبا وأفريقيا.

وأضاف: نحتاج أن نفهم ثقافات العالم وأهمها الثقافة الفرنسية كما أن فرنسا لها دور كبير جداً في حماية الآثار وتطوير الآثار وتطوير المنتجعات والأماكن السياحية المميزة في أنحاء العالم لذلك المملكة العربية السعودية سعت أن تكون فرنسا أحد أهم شركائها في مشروعها في محافظة العلا . هناك كثير من التفاصيل التي تخدم البلدين وتخدم أوروبا وتخدم الشرق الأوسط وتخدم العالم.

«دعم الإرهاب»

وحول إيران قال سمو ولي العهد: هناك مشاريع كثيرة في العالم هدامة وللآسف اليوم أن أغلب هذه المشاريع الهدامة موجودة في الشرق الأوسط .. وبجوارنا في المملكة هناك النظام الإيراني، ونعرف جميعاً هدفه أيديولوجي بحت ليس هدفه خدمة مصالح إيران والمواطنين الإيرانيين بل هدفه خدمة المصالح الإيديولوجية الإيرانية.

وأشار سموه إلى أن النظام الإيراني لم يستثمر الأموال لبناء شارع أو مجمع سكني أو مجمع صناعي في إيران، مضيفا: «دفعوا لإرسال صواريخ للسعودية ودعم منظمات إرهابية في أنحاء كثيرة في العالم، وعمل أيضا النظام الايراني على دعم الارهاب ليس فحسب في حزب الله والحوثيين أو هذه المنظمات بل نجد اليوم الكثير من قيادات القاعدة موجودة في ايران بما فيهم ابن اسامة بن لادن الذي ترعرع وتربى وكبر في ايران والآن هو يحاول أن يكون القائد القادم لتنظيم القاعدة.

وأردف سموه: الجميع يعرف هذه المخاطر وليس لدينا أي ضبابية على هذه المخاطر، ونحن نستطيع التعامل معها والتأكد أن العالم كله آمن وسليم سواء في الشرق الأوسط أو في أوروبا أو في أماكن أخرى في العالم من هذه الأفكار الهدامة.