كلمة اليوم

ما بين الضربات الانتقائية التي توجهها قوات التحالف لميليشيات الحوثي، وقوافل مركز الملك سلمان للإغاثة على كافة الساحة اليمنية، لا يمكن أن تجد صفة أدق لما يجري هناك سوى هذا الوصف الذي يحمله العنوان، حيث يحاول مبضع الجراح أن ينقذ اليمن الجريح من مدية المختطفين، بأقل الخسائر، فيما يحاول مركز الملك سلمان ربط أنبوب جلوكوز المساعدات في الوريد اليمني للحفاظ على حياته.

ولو كانت قوات التحالف تخوض حربا لما استدعى الأمر أكثر من بضعة أسابيع، لكنها بالفعل كانت تمارس شيئا من الجراحة الضرورية لإنقاذ اليمن من علته، أو إيجاد مصل ناجع يمكن أن يشفيه منها، وهذا ما تفسره أرقام الإغاثة التي كشف عنها المركز، في سياق تبرع المملكة مؤخرا بمبلغ 500 مليون دولار أمريكي لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن لعام 2018م، والتي سُلمت للأمم المتحدة، حيث أشار الدكتور عبدالله الربيعة خلال كلمته في مؤتمر المانحين، والذي تنظمه الأمم المتحدة في جنيف بالتعاون مع سويسرا والسويد، وتتقدم المملكة الدول الداعمة فيه للعمل الإنساني والتنموي على مستوى العالم، وحظي اليمن على وجه التحديد بجزء وافر من الدعم السعودي تأكيدا على الروابط التاريخية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية بين البلدين، كما تصدرت المملكة وفقا لإحصائيات الأمم المتحدة ومنظماتها الإغاثية، دول العالم في دعم اليمن بمساعدات بلغت قيمتها (10.96) مليار دولار لدعم البرامج الإنسانية والتنموية الحكومية الثنائية والبنك المركزي اليمني، دون تمييز بين الفئات أو الطوائف أو المناطق، كما وصل عدد المشاريع التي يمولها مركز الملك سلمان في اليمن 217 مشروعًا بتكلفة 925 مليون دولار.

كل هذا رغم ما تواجهه هذه الحملات الإنسانية من تحديات كبيرة، وانتهاكات من قبل الميليشيات الانقلابية المدعومة من إيران، حيث تقوم بمنع وصول المساعدات، ونهبها أحيانا، وعرقلة دخولها، أو تفرض رسوما كبيرة على مرورها دون أي وازع أخلاقي، أو ضمير إنساني، إلا أن كل هذه العراقيل لم تقف حائلا دون المضي قدما في مد أنبوب الجلوكوز إلى الجسد اليمني في مختلف أصقاع البلاد حماية لأمنه المعيشي والصحي، وإنقاذا له من علته التي تتمثل في استيلاء قوى التمرد على زمام الأمور فيه، وإدارته بمنطق العصابات الميليشياوية، إنفاذا للمخططات الإيرانية التي لا هم لها سوى تخريب المنطقة توطئة لتمرير مشروعها.