كلمة اليوم

ما زالت الزيارة الحالية التي يقوم بها للولايات المتحدة، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، تحقق الكثير من أهدافها وغاياتها الحيوية؛ دعما للشراكات القائمة بين البلدين الصديقين، لا سيما في المجالين الاقتصادي والصناعي تحديدا، ويهم المملكة وهي تشرع في تطبيق رؤيتها المستقبلية 2030 أن تفعل تلك الشراكات، بما يخدم خططها الإستراتيجية الطموحة، القائمة على توطين الصناعة ونقل التقنية وتنويع مصادر الدخل.

وإزاء ذلك، فقد زار سموه ضمن ما زاره من مرافق ومنشآت وشركات أمريكية كبرى، مجموعة «فيرجن قالاكتين» وميناء موهافي للطيران والفضاء في كاليفورنيا، واطلع سموه على التقدم المحرز في المجموعة وخطط الميناء، حيث وقف على خطة إطلاق أول مركبة فضاء تمكنها من مراقبة الكرة الأرضية ووقف على نظام «الهابيرتوب» للنقل عالي السرعة الذي يصل المدن ببعضها ويختصر المسافات.

وقد استعرض سموه مع المسؤولين ف

ي المجموعة والميناء مجالات الشراكة القائمة بين الرياض وواشنطن، وتطويرها، لا سيما فيما له علاقة بالخدمات الفضائية وتعميق التعاون في مجال التقنيات الحديثة، من خلال البحث والتصنيع وتدريب الطاقات السعودية وتحويل المملكة من دولة مستهلكة إلى منتجة للتقنية، وهو استعراض سوف يعود بفوائد جمة على البلدين الصديقين وفقا للشراكات الموقعة بينهما.

من جانب آخر، فإن زيارة سموه في شقها السياسي أدت إلى تقزيم النظام الإيراني وعزلته، فقد حمل سموه راية التسامح ونبذ الطائفية، وكراهية التطرف، ترجمة لمبادئ وتعليمات العقيدة الإسلامية السمحة، وهذا يعني فيما يعنيه أن تلك الراية أدت إلى تحجيم إيران، وقد كان سموه صريحا، حيث أكد خلال زيارته أن «العقوبات ستخلق مزيدًا من الضغط على النظام الإيراني» وإنه «يجب بذل الجهود؛ لتجنب صراع عسكري في المنطقة تسببه إيران».

من هذا المنطلق، فقد أوضح سموه خلال الزيارة أيضا، أن إيران ما زالت تقوم بتزويد الميليشيات الحوثية بالأسلحة الصاروخية التي استخدمتها ضد المملكة، وتلك هجمات تدل على الضعف وأدت إلى عزلة إيران، كما أن العقوبات المفروضة على طهران أدت إلى زيادة عزلتها وستغدو أكثر عزلة عن العالم مع اقتراب إنهاء الولايات المتحدة لاتفاقها النووي معها.

فالزيارة أدت إلى تحقيق غرضين أساسيين، أولهما: تعميق مفاهيم الشراكة السعودية الأمريكية وتفعيلها وتحويلها إلى واقع مشهود على أرض البلدين الصديقين، وتلكم المفاهيم سوف تؤدي إلى زيادة التعاون بينهما في مختلف المجالات بما فيها المجالان الاقتصادي والصناعي. كما أن الزيارة ساهمت بشكل فاعل في عزلة النظام الإيراني؛ بسبب حماقاته واعتداءاته المتكررة على المملكة ودول المنطقة، وبسبب تصميمه على تهديد العالم من خلال امتلاكه لأسلحة الدمار الشامل واستمرارية تصنيعها.