ربيع عبدالغفار

أعلن البنك الدولي أن مهمته الأساسية هي إنهاء الفقر المدقع خلال جيل واحد لتعزيز الرخاء المشترك، وتمت الموافقة على وضع هذا الهدف ضمن أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة. ولكن الواقع أن المؤسسة الدولية العريقة تفتقد إلى إستراتيجية مناسبة لتحقيق تلك الأهداف السامية. ويستدعي تحسين الأوضاع قيام رئيس البنك (جيم يونج كيم) بالبحث عن وسيلة أفضل للمضي قدما ويمكنه إنجاز ذلك بمراجعة لواحدة من أفضل قصص نجاحاته.

يقول الخبير (جيفري ساش) في مقال له بمجلة (فاينانشال ادفيسور): إنه عمل بالقرب من كيم في الفترة من 2000/‏‏2005 في برنامج لمحاربة وباء الإيدز لتحسين الجهود الدولية لمحاصرة المرض. وسبق وأن قاد كيم منظمة غير حكومية مع زميله بول فارمر الاستاذ في جامعة هارفرد تسمى (بارتنر ان هيلث)، حيث تم علاج ألف مواطن بأدوية مضادة للفيروسات في منطقة ريفية في جزيرة هاييتي لمساعدتهم على الشفاء واستعادة الصحة والأمل في الحياة.

ومن خلال تكرار هذه التجربة الناجحة لكيم ورفاقه يمكن الوصول إلى ملايين البشر بتكلفة منخفضة وبما يعود عليهم بفوائد اجتماعية مرتفعة.

وبالعودة 18 عامًا للوراء فقد أطلق الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة (كوفي أنان) في ذلك الوقت صندوق التمويل العالمي لمحاربة أمراض الإيدز والسل والملاريا.

ويفند المقال أربعة دروس مستفادة من هذا النجاح الكبير:

1- مشاركة القطاع الخاص كانت مؤثرة للغاية، حيث وفرت الأدوية لملايين البشر في دول فقيرة بسعر التكلفة وخاصة الأدوية التي لا تزال تخضع لحقوق الملكية الفكرية.

2- مشاركة الجمعيات الخيرية الخاصة في تقديم الدعم لصندوق التمويل العالمي التابع للأمم المتحدة ودعم منظمة الصحة العالمية ولجنة الاقتصادات الكلية والصحية.

3- الدعم كان في صورة منح مباشرة وليس قروضا؛ لأن محاربة الإيدز في الدول الفقيرة لا ينظر إليه على أنه مصدر للعائد الاستثماري.

4- الاعتماد على القيادات المدربة في مجال الصحة العامة لقيادة هذه الجهود مثل كيم وفارمر واللذين قدما نموذجا لتوظيف المحترفين في المواقع المناسبة.

ويؤكد «ساش» أن البنك الدولي يحتاج إلى وضع إستراتيجية شاملة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول 2030، لكنه ما زال قابعا في سكونه، بينما يلبس مسؤولوه رداء السلبية في تحركاتهم بين أروقة السلطة.