اليوم ـ مكة المكرمة

خادم الحرمين الشريفين أمر بحل مشكلة الأحياء العشوائية بمكة المكرمة

التقى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز امير منطقة مكة المكرمة رئيس مجلس منطقة مكة المكرمة،أمس،بأبناء منطقة مكة المكرمة في قاعة الملك عبدالعزيز التاريخية في جامعة ام القرى بالمدينة الجامعية بالعابدية،حيث سلّط الضوء على استراتيجية المنطقة والخطة العشرية لمشاريع المنطقة وما تم إنجازه خلال العام المنصرم في ضوء رؤية منطقة مكة المكرمة نحو العالم الاول وذلك من خلال الاهتمام ببناء الانسان وتنمية المكان.وفي بداية اللقاء القى صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل كلمة رفع فيها الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين على ما تحظى به هذه المنطقة من رعاية واهتمام من لدن القيادة الكريمة، كما تقدم بالشكر لصاحب السمو الملكي الامير متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية ورئيس هيئة تطوير منطقة مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة ولصاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية، الذين وجد سموه منهم كل دعم ومؤازرة للقيام بخدمة هذه المنطقة واهلها بكل امانة وصدق ان شاء الله.وقال سموه: تعرفون أن المملكة في هذا الوقت وفي هذا اليوم تمر بمرحلة انتقالية نوعية كبيرة من حالة حضارية الى حالة أخرى ومن مستوى ثقافي إلى مستوى آخر ومن حركة اقتصادية إلى حركة أعلى تطورا في المجال الاقتصادي والتجاري وأن المملكة تتبوأ الآن مكانة كبيرة سياسيا واقتصاديا وثقافيا في هذا العالم وهذا بفضل الله (سبحانه وتعالى) ثم بفضل القيادة الحكيمة التي تقود هذه البلاد والمملكة في مرحلة تهيئة لنا فيها فرص عديدة وكبيرة وثمينة يجب أن لا نتركها بدون استثمارها الى اقصى درجات الاستثمار والاستفادة منها ولدينا قيادة صاحبة مبادرة تقود الى الافضل ولها طموحات كبيرة ولها رؤى وآمال ولدينا في الوقت نفسه استقرار أمني وسياسي واقتصادي قل ان يوجد في بلد من بلدان العالم الثالث اضافة الى الوفرة المالية التي وهبها الله لهذه البلاد وإذا لم نستثمر هذا الوقت بالقفزات السريعة إلى الأمام فسيفوتنا الركب الحضاري الذي تسير عليه الأمم في إيقاع سريع.وأضاف قائلا: كما انه (سبحانه وتعالى) يسّر لنا رزقنا من كل اصقاع العالم، كما انه (سبحانه وتعالى) ميّزنا بأمور كثيرة .. كما ان الصلاة بهذه البقعة بمئة الف صلاة وان هذه المميزات تلزمنا بواجبات ومسؤوليات اولها ان نشكر الله تعالى على نعمه ، والشكر لا يتأتى إلا بالعمل الجاد والعمل المخلص الذي يرضي الله تعالى ثم الضمير .. ولكي نشكر الله لابد ان نخدم هذه البلاد وهذه البقعة المباركة وان نرقى بمستوى جميع الخدمات والمرافق وجميع الانظمة الى اعلى مستوى ان شاء الله وهذه مسؤوليتنا جميعا لذلك لابد لنا ان نضع برنامج عمل يتفق ومتطلبات هذه المنطقة وتطلعات مواطنها.وأوضح سموه أن خادم الحرمين الشريفين «حفظه الله» أمر بتشكيل لجنة وزارية برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية وعضوية كل من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة ومعالي وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف ومعالي وزير العمل الدكتور غازي القصيبي لدراسة تنفيذ وحل مشكلة العشوائيات والمتخلفين بمنطقة مكة المكرمة.كما بين سموه أن خادم الحرمين الشريفين وافق على طلب صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية رئيس لجنة تطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة المتضمن دعوة شركات عالمية لوضع مخطط شامل لمدينة مكة المكرمة يشتمل على خدمات النقل والخطوط الرئيسة بين مكة وجدة والطائف وربطها بمطار الملك عبد العزيز وميناء جدة الإسلامي والمشاعر المقدسة.ورأى سموه أن معالجة الأحياء العشوائية بشكل جذري ستسهم في معالجة 50 في المئة من المشكلات التي تحدث في منطقة مكة المكرمة. وأكد حرص خادم الحرمين الشريفين على تطوير المناطق العشوائية في المنطقة، وقال إن خادم الحرمين الشريفين يتابع شخصيا ويحث باستمرار على الإسراع في حل هذه المشكلة.وعد سموه الإستراتيجية التي أعدت للمنطقة برنامج عمل في إطار إستراتيجية الدولة التي ترتكز على أنظمة وخطط الدولة وعلى مشروع المخطط الإقليمي الثانوي الذي اعتمد لهذه المنطقة من وزارة الشؤون البلدية والقروية ، وقال إن هذه الإستراتيجية لتنفيذ الرؤى للمملكة في مجال التنمية ولتطبيق هذه الرؤى على أرض الواقع بوضع آلية لتنفيذ المشاريع ووضع جدول لذلك.ورأى سموه أن الخطة العشرية لا يمكن تنفيذها بالصورة التي تليق بهذه المنطقة دون تعاون القطاعين الحكومي والأهلي، وأضاف: كذلك لا يمكن أن تتوافر التنمية المطلوبة إلا إذا اشتملت على تنمية الإنسان والمكان ولا يمكن أن نغفل الإنسان ونهتم فقط بالمكان كذلك لا يمكن أن نركز هذه التنمية ومشاريع التنمية والاهتمام بها على المدن الرئيسية ونغفل المحافظات والمدن الصغيرة والقرى فلابد أن يكون هناك توازن في التنمية، وكل هذه الأمور اشتملت عليها الإستراتيجية».وأكد سموه أنه منذ اليوم الأول من تعيينه أميرا لمنطقة مكة المكرمة وفكره مشغول في كيفية البدء في العمل على وضع إستراتيجية وخطة عمل للنمو بهذه المنطقة، مشيرا إلى أنه «بعد تفكير طويل وجد أن نقطة الانطلاقة يجب أن تكون من الكعبة المشرفة ومكة المكرمة التي لولاها ما كانت هذه المدن جدة والطائف كما هي عليه الآن وما كانت هذه الوديان والجبال إلا كغيرها من الجبال والوديان».ورأى سموه أن وجود المسجد الحرام في هذه البقعة المباركة هو الأساس لكل تنمية ، وقال «لذلك لابد أن نفكر أولا وقبل كل شيء في الكعبة المشرفة وكل الحجيج والمعتمرين يأتون إلى هذه الديار بقصد الوصول إلى الحرم وأداء الحج والعمرة والوصول إليها والحركة منها وإليها هي الأساس لوضع خطة وتخطيط لمكة المكرمة».وأكد سموه أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز «حفظه الله» يولي مشروع معالجة الأحياء العشوائية بمكة المكرمة وتطويرها الذي تقدمت به إمارة منطقة مكة المكرمة جل اهتمامه ورعايته.وأبان أن الدولة مهتمة بتوفير المياه اللازمة لمنطقة مكة المكرمة، وقال « هذا الأسبوع بدأت أول بارجة تحلية لضخ المياه لمدينة جدة حيث ستضخ هذه البارجة بعون من الله وتوفيقه يوميا 25 ألف طن من المياه، كما ستتم إضافة بارجة أخرى خلال الشهرين القادمين لضخ المياه لمدينة جدة بكمية تبلغ 25 ألف طن من المياه يوميا ليصبح إجمالي كمية المياه المحلاة التي يتم ضخها لمدينة جدة من هاتين البارجتين 50 ألف طن يوميا».وأشار إلى أنه سيتم البدء في إجراء التجارب المبدئية على مشروع الشعيبة رقم 3 بعد انتهاء موسم الحج مباشرة بمشيئة الله.ولفت النظر إلى أن برنامج الخطة العشرية شارك في إعداده عبر حلقة عمل استمرت ثلاثة أيام عدد من أصحاب المعالي الوزراء ورؤساء الإدارات وطلاب الجامعة والأكاديميين ورجال الأعمال والمهتمين بالشأن التنموي.وأبان سموه أن الإستراتيجية تعتمد على عدة مرتكزات أهمها «إستراتيجية المنطقة» حيث ينطلق مشروع تنمية منطقة مكة المكرمة وتطويرها من مرجعيات ثلاث هي «نظام المناطق» و «الخطط الخمسية للدولة» و»المخطط الإقليمي التنموي للمنطقة».وتناول في لقائه ما تضمنته إستراتيجية تنمية المنطقة وتطويرها من محاور أربعة . . هي محور «الإنسان» ويتضمن رفع كفاءة التعليم والتدريب ومخرجاته ورفع مستوى أداء العاملين بالحج والعمرة وبناء مفاهيم واتجاهات ايجابية لدى إنسان المنطقة وتنمية الاجتماعية وتوفير الخدمات الثقافية والاجتماعية والترفيهية والرياضية وإعداد الشباب من الجنسين وتأهيلهم لتحمل المسؤولية وتمكين المؤهلين منهم للقيادة في القطاعين الحكومي والخاص. وتحدث سموه عن محور «المكان « والذي يتضمن توفير مصادر مياه كافية ونقية ومعالجة تسربها وهدرها وإيصالها إلى المستهلك وتطوير منظومة متكاملة للبنية التحتية ورفع كفاءة الخدمات الصحية كما وكيفا وتطوير مرافق النقل العام والمواصلات ومعالجة الأحياء العشوائية وتحويلها إلى أحياء نموذجية وحماية وتوفير وتطوير الأراضي العامة للدولة والاستفادة منها. كما تناول سموه المحور الثالث «القطاع الحكومي» الذي يتضمن تمكين وتفعيل مجلس المنطقة والمجالس المحلية للقيام بدورها والارتقاء بالأداء الحكومي ووضع خريطة تكاملية تنسيقية لأدوار المحافظات في الأنشطة الاقتصادية. وفي المحور الرابع «القطاع الخاص» أوضح سموه أن هذا المحور يشتمل على نشر وتفعيل ثقافة المسؤولية الاجتماعية لدى الأفراد ومؤسسات القطاع الخاص وتفعيل دور القطاع الخاص في تنمية قطاع التعليم والتدريب ومشاركة القطاع الخاص في مشاريع المنطقة التنموية بنسبة لا تقل عن 40 بالمئة وتحفيز إنشاء المشروعات المتوسطة والصغيرة وتطويرها والترويج لمكة المكرمة كعلامة تسويقية عالمية وتحسين المناخ الاستثماري بمنطقة مكة المكرمة لتكون هي الخيار الأفضل بعون الله تعالى.ولفت سموه إلى أن الإستراتيجية تضمنت « المبادرات السريعة المردود» وتتمثل في تحسين أداء القطاع الحكومي والبدء من إمارة المنطقة وتأمين إدارة الإستراتيجية وصيانتها باستحداث جهاز مختص بالتنمية في الإمارة والتعامل الراقي مع الحاج والمعتمر تحت عنوان «خدمة ضيوف الرحمن شرف نعتز به» وأصدقاء النظام للتعاون من أجل الارتقاء بالسلوكيات تحت عنوان «من لا يحترم النظام لا يحترم نفسه» والأحياء العشوائية دراسة وتحسين أحوال الأفراد والأسر صحيا واجتماعيا واقتصاديا وتوفير المياه وإيقاف هدرها بالتركيز على المنشآت ذات الاستخدام الأكبر وتوفير العمل الالكتروني بربط جميع الأطراف المعنية بالتوظيف من خلال شبكة معلومات الكترونية متكاملة مفيدا سموه أنه سوف تنفذ هذه المبادرات خلال الفترة من 12 إلى 18 شهرا بمشاركة فعالة للقطاع الخاص مع القطاع العام.وفيما يتعلق بالمجال الاجتماعي والاقتصادي أبان سمو أمير منطقة مكة المكرمة أن المشروع يتضمن تأسيس جمعيات أصدقاء النظام ومكافحة العنف الأسري وأصدقاء مرضى نقص المناعة ورعاية الأسرة والقيام بجولات تفقدية للمحافظات للوقوف على أحوال المواطنين والتحضير لبرنامج عمل لخدمة الشباب والرياضة والمجتمع والتحضير لبرنامج عمل لرفع مستوى خدمة ضيوف الرحمن ومنع التعدي على أراضي الدولة والمواطنين والحد من ظاهرة الافتراش خاصة حول الحرم والحد من ظاهرة التسول ومعالجة بعض معوقات عمل شركات الحج والعمرة ومعالجة أزمة الدقيق ومنع الاحتكار وتفادي حدوث النقص مستقبلا وتدريب الشباب والفتيات لسوق العمل وتوفير الفرص أمامهم. وعن الأعمال الثقافية أوضح سموه أنها تتمثل في بدء نشاط سوق عكاظ ودراسة منشآته وتأسيس مجلس مكة الثقافي للتأكيد على تأصيل الاعتزاز بالدين والانتماء للوطن والعمل على رفع مستوى فعاليات المهرجانات السياحية والثقافية ودراسة إنشاء جامعة أهلية للعلوم الصحية فضلا عن «التحفيز والتشجيع» ويتضمن تأسيس جائزة مكة المكرمة للتميز في مجالات خدمة الحج والعمرة والعمل الاجتماعي والإداري والبيئي والثقافي والعمراني وجائزة شاعر عكاظ وتأسيس جوائز للفنون الشعبية لأفضل عمل مقدم من المحافظات في سوق عكاظ ووضع آلية لتقويم الأداء الحكومي.
المواطنون أثناء اللقاء