سعيد الحصان

سعيد الحصان

من حقنا ان نفتخر امام أبنائنا وامام العالم اننا شهود على مرحلة من أهم مراحل التاريخ.. نعم لقد كنا ـ جميعا ـ شهودا على رحلة ارامكو السعودية آباء وأبناء وأحفاد، هذه الرحلة التي أهدت الى العالم المصدر الرئيسي للطاقة.لقد كان تاريخ التاسع والعشرين من مايو عام 1933 ميلادية تاريخا محفورا بالنور في ذاكرة كل مواطن سعودي وعربي حينما وقّع الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - اتفاقية الامتياز للتنقيب عن النفط مع شركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا «سوكال» بعد أن أنعش اكتشاف النفط في جزيرة البحرين المجاورة الآمال بوجود مخزونات من الذهب الأسود في الأراضي السعودية، وأعقب التوقيع توافد عشرات الجيولوجيين ومهندسي الحفر الى المنطقة الشرقية، وكانت الدمام كما الظهران وقتها مجرد مستوطنات صغيرة تلفها الصحراء ومياه الخليج.واحتاج العلماء والجيولوجيون إلى نحو خمس سنوات قبل أن تشي لهم الصخور بأهم ما تكتنزه من أسرار، فقد عثر على الصخر الذي يحمل في خباياه الذهب الأسود في الطبقة التي منحها الجيولوجيون اسم (المنطقة الجيولوجية العربية).واذا لم نكن شهودا على هذا الحدث فإن اباءنا كانوا شهودا على هذه المرحلة الهامة كذلك كان تاريخ الرابع من مارس عام 1938، لحظة حاسمة في تاريخ صناعة النفط على المستوى العالمي، ففي هذا اليوم تدفق البترول من أول بئر اختبارية في الظهران، أطلق عليها بئر الدمام رقم 7، لتنصّب السعودية كأكبر دولة في احتياطي النفط، وأهم مصادر الطاقة على مستوى العالم. هذه البئر، التي جرى حفرها الى عمق 1441 مترا تقع على التل المعروف باسم (جبل الظهران)، وعرفت فيما بعد بالاسم الذي أطلقه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (بئر الخير) تقع اليوم بالقرب من معرض ارامكو السعودية.وكانت البئر رقم 7 التي حفرت في التكوين الجيولوجي المعروف باسم (قبة الدمام) بعد محاولات عديدة ومريرة في البحث والحفر، هي بشارة الخير العميم على البلاد، وترتب على هذا الحدث الكبير ان أصبحت السعودية بعد سنوات في طليعة الدول المنتجة للنفط. وكان من الطبيعي أن ينعكس ذلك على كل شيء فيها، فتزدهر، وتتوافر فيها عوامل البناء اللازمة لتشييد المستقبل، وترسخ موقعها الدولي ويرتقي شعبها لمصاف الشعوب المتقدمة.كل هذه الملاحم مازالت تتناقلها الاجيال.. ذاكرة ما قدمه الملك المؤسس من اعمال خالدة لأبناء وطنه.. ومازال يقدمه مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين.. اننا نفتخر بقيادتنا وسعيها نحو رفاهية المواطن.. ونفتخر بو طننا الذي نعيش على ارضه.. ونفتخر بصناعتنا وكوادرنا الوطنية القادرة على صنع المستحيل.. من جيل الى جيل.