صحيفة اليوم

كلمة اليوم

هل تحمل نسائم الثلاثاء، حلاً نهائياً لأزمة الرئاسة اللبنانية بحيث يكون التأجيل السابع هو الأخير في سلسلة الاتفاق على اسم الرئيس؟ وهل يكون اتفاق التوافق المطلوب جاهزاً في الكواليس على الأقل؟ أم أن الفرقاء سيعيدون نفس الكرة، ويدخل البلد في دوامة جديدة؟ المؤشرات الراهنة تدل على طبخة ما غير محددة المعالم تجري، والمشاورات المحمومة في سباق الدقائق الأخيرة، تؤشر لقرب الوصول إلى حل، ربما يكون جاهزاً فعلاً، لكن الرتوش النهائية هي ما يختلف عليها الفرقاء السياسيون بحدة وضراوة، ويبدو أن العماد ميشيل سليمان أصبح الرئيس المقبل بدون منازع ـ ما لم يطرأ جديد ـ ويبدو أيضاً أن منشار الاختيار تجاوز عقدة الاختيار، ليقع أمام عقدة التشريع الدستوري، التي تصطدم أيضاً بتقاطعات الباحثين عن نصر ما في ظل الأزمة المعقدة والحسابات الطائفية والتوازنات الإقليمية وتوزيع الأدوار. المشكلة الأعمق، هي فيما سيحدث بعد انتخاب الرئيس.. الذي أصبح في النهاية مجرد «تشخيص» لحالة أمر واقع، وليس علاجاً لها، والخطأ الأكبر، أن البعض يعتقد أن مشكلات لبنان ستنتهي بمجرد شغل الكرسي الشاغر قانونياً منذ قرابة ثلاثة أسابيع، والمعطل بفعل الشد والجذب منذ التمديد السابق، وتحولت المشكلة إلى شخصنة محلية وإقليمية للمشكلة، وحصرها في مجرد كرسي شاغر.. فيما البلد يعاني حقيقياً مما هو أكثر من خلاف على مقعد الرئيس، يعاني جزءا محتلا، وانقساما طائفيا، وميتافيزيقا سياسية متعددة الألوان، وقبل هذا كله أصبح ساحة لتفريغ الصراعات وتصفيتها من كل الاتجاهات وتسبب تشتت النخب المتحكمة في خلل اجتماعي وشرخ بين مختلف الطبقات والشرائح. الواقع اللبناني المنقسم بضراوة مرجعياً وسياسياً، ما بين ولاءات وقوى متشابكة ومتنافرة، يتعلق اليوم، بما سيجري الثلاثاء، وهل سيكون العشاء الأخير لطي مرحلة الأزمة، وبدء مرحلة جديدة أم أن الأمر لن يعدو كونه مظهراً من مظاهر انتخاب «البابا».. عندما يظهر الدخان الأبيض؟، فذلك دليل على اتفاق.. أما الدخان الأسود، فيعني أن العطب ما زال مستمراً.