الوكالات ـ واشنطن

فضيحة محاباة تودي بعراب غزو العراق

فضيحة مدوية ألمت برئيس البنك الدولي الأمريكي بول وولفوفيتز الذي جاء إلى البنك باعتباره من مجموعة المحافظين الأمريكيين الجدد الذين يبالغون في وطنيتهم ونزاهتهم, كما يبالغون في حبهم لإسرائيل والدفاع عنها . ويعتبر وولفوفيتز المسئول عن ملف العراق وعراب الغزو في الإدارة الأمريكية قبل أن ينتقل للعمل في البنك الدولي.وبدأت العزلة المتزايدة تضغط على وولفوفيتز أمس بعد مطالبة موظفي المؤسسة المالية الدولية باستقالته وتخلي مجلس الادارة عنه إثر فضيحة مباحثاته مع صديقة، وإمدادها بأموال من ميزانية الصندوق بعد انتقالها إلى عمل آخر.واعلن مجلس الادارة في بيان اصدره بعد اجتماع ليل الخميس الجمعة ان وولفوفيتز لم يبلغه بزيادات الراتب التي منحها شخصيا لصديقته شاها رضا.وبهذا الموقف سقط خط الدفاع الاخير لوولفوفيتز الذي ألمح، حتى الآن، الى انه عمل بموافقة ضمنية من المجلس.واشار مجلس الادارة الى ان بنود وشروط الاتفاق لم تكن موضع تعليق او بحث او موافقة من اي من لجنة الشؤون الاخلاقية او رئيسها او مجلس الادارة. واضاف البيان ان مجلس الشؤون الاخلاقية نفسه بما فيه رئيسه لم يشارك في المناقشات مع الموظفة المعنية شاها رضا.وكانت شاها رضا مسؤولة الاتصال سابقا في البنك الدولي انتقلت من هذه الهيئة الى وزارة الخارجية الامريكية في سبتمبر 2005 بعد ستة اشهر من تعيين وولفوفيتز على رأسها.وقام وولفوفيتز لدى توليه منصبه الجديد باطلاع مجلس الادارة على ارتباطه بعلاقة مع الموظفة فأوصى المجلس بفصلها الى ادارة اخرى طوال ولايته.غير ان البنك استمر في دفع راتب شاها رضا وكشفت وثائق داخلية للبنك الدولي نقلت الى الصحافة انها حصلت على زيادات في الراتب تزيد على ستين الف دولار مما رفع اجرها السنوي الى اكثر من مائتي الف دولار.ولم تنتظر جمعية موظفي البنك الدولي موقف مجلس الادارة وطالبت منذ الخميس باستقالة وولفوفيتز معتبرة في رسالة وجهتها الى الموظفين انه يجدر به التصرف بكرامة والاستقالة.ودعت الرسالة مجلس ادارة المصرف الى مباشرة البحث على الصعيد العالمي عن رئيس جديد قادر على اعادة النزاهة الى المصرف.واذ اكد مجلس الادارة الجمعة ان وولفوفيتز تصرف من تلقاء نفسه، ذكر انه وجه مذكرة الى نائب الرئيس المكلف الموارد البشرية، امره فيها بالتوصل الى اتفاق مع الموظفة محددا الشروط بشكل مفصل.واكد المجلس انه على ضوء هذه المعلومات سوف يتصرف بسرعة لتحديد الاجراءات الواجب اتخاذها، موضحا انه سيأخذ في الاعتبار كل ما يترتب على المصرف على صعيد حسن الادارة.ولم يقترح اعضاء مجلس الادارة حتى الآن اي "معالجة" للخروج من الوضع الراهن مثلما اقترحه وولفوفيتز الخميس حين قدم اعتذارات علنية.وقال وولفوفيتز : ارتكبت خطأ واعتذر عنه ، مضيفا : كان يجدر بي الاصغاء الى حدسي اساسا والبقاء خارج اي مفاوضات.وتابع : اقترحت على المجلس تحديد آليات تسمح بالبت فيما اذا كان الاتفاق الذي تم التوصل اليه منطقيا وساوافق على اي معالجة يقترحها.وانكشفت هذه الفضيحة في وقت يعقد البنك الدولي جمعيته الربيعية في عطلة نهاية الاسبوع في واشنطن بموازاة جمعية صندوق النقد الدولي. واختطفت فضيحة وولفوفيتز الأضواء عن اجتماعات وزراء مالية مجموعة السبع وأصبحت محل أسئلة في واشنطن منذ تفجرها. ويعتقد مراقبون أن الفضيحة سوف تضعف وولفوفيتز الذي جاء إلى البنك الدولي من وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون حيث كان نائباً لوزير الدفاع دونالد رامسفيلد الذي طرد هو الآخر من الوزارة بعد حصول الديمقراطيين على الأغلبية في الكونجرس . وكان وولفوفيتز يمثل جناح الصقور في إدارة الرئيس بوش ويقود خط المحافظين الأمريكيين الجدد الذين خططوا وحرضوا الرئيس بوش على غزو العراق . وتولى وولفوفيتز ملف الغزو ولم يترك الإدارة حتى أنجزه وتأكد أن العراق قد عاد عقوداً إلى الوراء.وبعد اقراره بالمطالبة بزيادة راتب شاها رضا التي استمرت في تقاضي اجرها من البنك بعد انتقالها الى وزارة الخارجية الامريكية في سبتمبر 2005، عرض ولفوفيتز القضية على مجلس ادارة البنك الدولي طالبا منه البت في مستقبله.وعرف من نأي مجلس إدارة البنك عن وولفوفيتز أنه تلميح إلى التخلي عنه.