عبدالرحمن السليمان - البحرين

الأعظمي تنقل حضارة وطنها .. ووجوه الغضبان تتجول في الرواق

نشاط متواصل تشهده قاعات العرض في البحرين وعروض متنوعة بين قاعاتها الأكثر شهرة (الرواق، البارح، مركز الفنون، قاعة جمعية البحرين للفنون التشكيلية) وفي كل من هذه القاعات معرض. فعقب انتهاء معرض الفنانة التشكيلية السعودية حميدة السنان في مركز الفنون جاء معرض جمعية البحرين للفن المعاصر، وهي التي أشرفت على معرض السنان. معرض الجمعية كان جماعيا مثّل تسلسلا في معارضها السنوية. على أن القاعات الخاصة تواصل تنظيم معارض من أواخرها معرض الفنان عبدالجبار الغضبان في الرواق ومعرض العراقية فريال الأعظمي في قاعة البارح. المعرض الأخير حمل الكثير مما تكنه الفنانة الأعظمي حيال وطنها خاصة ما يتعلق بآثاره وحضارته التي كانت المحرض لتقدم مجموعة الأعمال التي تنوعت مقاساتها وتقاربت في استعاراتها المباشرة لإبداعات الحضارة العراقية.تقول الاعظمي إن مأساة تخريب وسلب ونهب متحف بغداد عام 2003 هي الدافع بجانب مقالة روبرت فسك الذي عنونها بـ (حضارة مزقت إربا.. إربا) تضيف الفنانة: أعتصر ألما لهذه الفاجعة ولم أجد سوى فني في محاولة لاسترجاع القطع الفنية المفقودة وتخليدها في لوحات غنية بالألوان ونابضة بالحياة، لوحات تعكس تاريخ الوطن القديم في هذه الأيام المضطربة.جاءت أعمال المعرض وفق تقنية الكولاج بحيث تستعير في بعض الأعمال صورا للقطع الأثرية هي بنفسها كما قالت صورتها من مواقعها أو مصادرها الأصلية وضمنت الصورة عملها بجانب إضافاتها الفنية الخاصة. حملت الأعمال نقلا لألواح مخطوطة بكتابات قديمة وشكلتها بأمانة من حيث هيئة القطعة الأصلية، فهي ترسم الحجارة والصخور التي تتضمن الكتابة كما تشكل بها قطعها الأخرى التي تهتم فيها بتناول الوجوه، وهي في ذلك أمينة في نقل حالة القطعة، ولعل فريال في هذا السياق تلصق صورها بتقنية تندمج فيها بالرسم وخلفية الصورة بحيث تتداخل تلويناتها على الصورة الأصلية فتقدم عملها بشيء من المغايرة عن القطعة المصورة، تتخذ من ألوان مختلفة طريقة في تنويع الأعمال وهي بالتالي تقدم حلولها الخاصة عندما تندمج أو تتألف بعض المشاهد أو العناصر.بدأت فريال الأعظمي نشاطها الفني منذ قرابة العشرين عاما ونشطت في إقامة عروض في بعض البلدان الخليجية والعاصمة البريطانية، وهي في تلك المشاركات كانت تحمل ذات الهموم المتعلقة بحضارة العراق، ولدت الفنانة في بغداد ودرست وتخرجت في إحدى جامعاتها.وفي قاعة الرواق قدم الفنان عبدالجبارالغضبان معرضه الفردي حمل موضوعا واحدا هو الوجه الأنثوي المزين بالزخارف والتشكيلات الظاهرة في ألبسة بعض الوجوه. الفنان عُرف بأعماله الكرافيكية التي لم تخل هي الأخرى من الوجوه والمواضيع الإنسانية، إلا انه في هذه الأعمال كان أكثر مباشرة وحرصا على حلوله الفنية المتأنية في وضع ألوانه وأوضاع وجوهه وتراوحت أردية نسائه بين الاهتمام بتزويقها وزخرفتها وبين اكتفائه بألوان يدرجها حرصا على تقديم عمله وفق بساطة ورهافة، يقل فيها الانفعال ويبدو أكثر واقعية، ومع وجوهه الأنثوية الساكنة ينوع في تعبيراتها على حذر وتقارب وبدت بعض الأعمال أكثر خروجا عن هذه الهيئة عندما رسم ولون بدرجات صفراء وعلى نحو اكثر تلقائية، وهو مع ذلك يؤكد على الوجه نفسه الذي يرسمه في أوضاع مختلفة أو بحركات مسجلة بدت هي الأكثر أهمية عند الفنان.عبدالجبار الغضبان من مواليد البحرين عام 1953، درس الكرافيك في كلية الفنون الجميلة (جامعة دمشق) وتخرج فيها عام 1981 وبدأ إقامة معارضه الفردية في الحفر ولم يزل على مقاعد الدراسة عام 1978 وأقام معرضه التالي في العام1985 في دمشق وفي العام 1989 أقام معرضه الثالث. أسس مرسما للكرافيك تابعا لجمعية البحرين للفنون التشكيلية، أما عروضه فبعضها مشتركا وزميل دربه الفنان عباس يوسف، أما مشاركاته الجماعية فعديدة في معارض أقيمت داخل البحرين وخارجها.