اليوم ـ واس ـ الرياض

استكمال معامل النانو سيقفز بالتقنية الحديثة الى مستوى شمولي يخدم الوطن

رفع كل من مدير جامعة الملك عبدالعزيز وجامعة الملك سعود وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن باسمهم ونيابة عن منسوبي جامعاتهم خالص الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود حفظه الله على تبرعه السخي بمبلغ ستة وثلاثين مليون ريال للجامعات الثلاث لتمويل استكمال التجهيزات الأساسية لمعامل متخصصة في مجال التقنية متناهية الصغر المعروفة بتقنية النانو.وقال معالي مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور خالد بن صالح السلطان إن هذا الدعم السخي من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله سيكون له أكبر الاثر في الوصول بالتطوير التقنى لهذه التقنية الحيوية الى غاياته المثلى. وأضاف إن هذا الدعم سوف يعزز جهود الجامعة في تطوير هذه التقنية كما سيمكنها من اقتناء الأجهزة والمعدات التي تدعم دور الجامعة البحثي في هذا المجال وتجعلها تستثمر فوائد هذه التقنية التي تشمل عددا من المجالات الحيوية ومنها علم المواد الذي ينتج عنه تطوير في التصميم الهندسي بما يمثله من طفرة تقنية في معدلات التمدد والقدرة على توصيل الكهرباء والحرارة وكذلك عمليات التصغير التي يمكن أن تؤدى الى تصنيع محركات ميكروسكوبية للمساعدة في دراسة الخلايا والنظم البيولوجية والألياف.وأفاد معاليه أن فوائد هذه التقنية تشمل أيضا تحلية المياه وتنقيتها باستخدام أغشية نانوية كما تدخل في تصنيع أجهزة الرعاية الصحية والصناعات الدوائية وغيرها من الاحتياجات العامة وهو ما ينعكس بالإيجاب على تطور الجامعة بحثيا من ناحية وما يعزز من ناحية أخرى مسيرة الاقتصاد الوطني ويسرع خطوات تحوله باتجاه الاقتصاد المعرفي.وعدد بعض مظاهر اهتمام الجامعة بهذه التقنية الحيوية حيث تعمل حاليا على تأسيس معمل متخصص للأبحاث النانونية وتضم ضمن كفاءاتها البحثية العديد من العلماء والباحثين المتخصصين في هذا الحقل. وقال أن هذا الدعم وسام على صدر جامعة واكبت دائما أحدث المستجدات التقنية في العالم ومدت يد العون الى قطاعات المجتمع واستثمرت امكاناتها البحثية وقدرات باحثيها في تطوير علاقات التعاون مع القطاع الصناعي الى علاقة شراكة تقنية تسهم في توطين التقنيات الحديثة وحل المشكلات الفنية الناشئة عن تطبيقاتها العملية. كما أن هذا الدعم السخي سيمكن الجامعة من تنفيذ خططها في تطوير هذه التقنية التي تعتمد على توفير البنية البحثية الأساسية في مجال تقنية النانو وتشجيع العلماء والباحثين للدخول في هذه التقنية ودعم الشراكة مع القطاع الخاص لتلبية احتياجات الصناعة الوطنية.ورأى أن الاهتمام الشخصي من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بدعم هذه التقنية الوليدة يعكس اهتمام الدولة في أعلى مستوياتها بمواكبة المستجدات العلمية الحديثة وتوجيه مسار البحث العلمي لخدمة الأولويات التنموية التي بإمكانها أن تحدث طفرة تقنية تضع بلادنا في مصاف البلاد المتقدمة كما يجسد هذا الدعم التوجهات والثوابت التنموية التي تلتزمها حكومتنا الرشيدة بمواكبة المستجدات التقنية حيث من المتوقع أن تحدث تقنية النانو ثورة تقنية توازى الثورة الصناعية الناتجة عن اختراع المحركات أو تلك الناتجة عن تطوير الترانزستور مشيرا الى أن الدول المتقدمة تولى أهمية كبيرة لهذه التقنية التي ينتظر أن تدخل تطورات كبيرة في المجالات الصناعية.وقال معاليه إن الجامعة انتهجت منذ عدة سنوات أسلوب التعاون مع الشركات والمؤسسات الصناعية الكبرى حيث طالبت جميع الاقسام الاكاديمية والكليات بأن يكون لها لجان استشارية من الخبراء العاملين في الصناعة وفعلت سبل الشراكة الكاملة والحقيقية مع الصناعة الوطنية لتمكين الجامعة من تقديم خدماتها التعليمية والاستشارية والبحثية على الوجه الأكمل وقد توجت الجامعة هذه الجهود بالاعلان عن إنشاء وادى الظهران للتقنية الذي يهدف لخدمة الشركات والمؤسسات الصناعية والاقتصادية الوطنية عن طريق تهيئة المناخ المناسب لمساعدتها على الاستفادة القصوى من إمكانات الجامعة من أساتذة وباحثين وطلاب ومختبرات وغيرها لتطوير التقنيات في المجالات الحيوية المطلوبة في المملكة وتحويلها الى منتجات تقنية تساهم في زيادة النهضة التصنيعية للمملكة. وبين معالي مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن أن الجامعة سارت على نفس النهج في مجال تقنية النانو وتم التواصل بين المتخصصين في الجامعة ونظرائهم في شركة أرامكو السعودية وبعض الشركات الوطنية الأخرى للتعرف على احتياجاتها ولاستقراء الوجهات المستقبلية وقد نتج عن هذا التواصل تشجيع البرامج الأكاديمية للبدء في بحوث تطبيقية مشتركة إضافة الى عدد من المواد الدراسية عن التقنية النانوية ضمن المواد الاختيارية وما يتبعها من مختبرات تعليمية وبحثية.ورفع معاليه بالغ الشكر لخادم الحرمين الشريفين حفظه الله معتبرا هذا الدعم هو أحد التعبيرات العملية عن رعايته الكريمة للتعليم بوجه عام والتعليم العالي بوجه خاص الرعاية التي نلمس نتائجها في هذه النهضة التعليمية المباركة التي نشهدها في تطوير البرامج الأكاديمية وزيادة الطاقة الاستيعابية في الجامعات القائمة وإنشاء الجامعات الجديدة وعلى رأسها جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية وكذلك الاهتمام بالعلم والعلماء وتشجيع ثقافة الابتكار وتكريم المخترعين بمنحهم وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى والممتازة.كما قال معالي مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله بن محمد الفيصل إن اهتمام خادم الحرمين الشريفين رعاه الله بالبحث العلمي جلي وواضح فلم يمض وقت بعد عن تكريمه أيده الله لعدد من علماء الجامعة والجامعات الأخرى بوسام الملك عبدالعزيز من الدرجتين الأولى والممتازة نظير انجازاتهم المتميزة في البحث العلمي بعد حصولهم على براءات اختراع مسجلة عالميا كما أننا لا نزال نعيش بهجة إعلانه عن إنشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية على ساحل البحر الأحمر وتمويلها بعشرة مليارات ريال وهو ما يتبين حرصه حفظه الله على الدفع بالوطن قدما نحو مجالات تقنية متقدمة ولعل في تخصيصه هذا التبرع لتقنية متقدمة وهى تقنية النانو دلالة قاطعة على أن ثمة فكرا تطويريا عميقا يحمله ولي الأمر يستند على مفهوم أن التقنية هى المركبة التي يجب أن تقود بلادنا نحو أفق التقدم في دائرة عالم معاصر قوام اقتصاده على التقنيات الحديثة وبمشيئة الله أن ذلك سيتحقق وسنرى ثمرته في الوقت القريب.وأوضح معالي الدكتور الفيصل أن ما يميز جامعة الملك سعود خلال مسيرتها المشرقة هو مواكبتها لما يستجد في التقنية والعلوم الحديثة ولاشك في أن تنوع التخصصات من طبية وهندسية وعلوم حيوية وتقنية معلومات تجعل من تقنية النانو أهمية قصوى للبحث العلمي في الجامعة إذ إن هذه التقنية التي تعتبر ثورة علمية في العصر الراهن تدخل في كل هذه المجالات ولان تقنية النانو تعتبر حديثة على المستوى العالمي فإن خبرة الجامعة فيها محدودة نسبيا إلا أن هناك عوامل مشجعة لان تكون الجامعة رائدة في تطبيقات هذه التقنية من أبرزها وجود التخصصات العلمية الدقيقة في العلوم والطب والهندسة والحاسب وعراقتها البحثية من خلال ثمانية عشر مركزا بحثيا تنتشر بين كلياتها ومعهد الملك عبدالله للبحوث والدراسات الاستشارية وبرامج الدراسات العليا والبنية التحتية المخبرية والمشروع المستقبلي الواعد لواحة جامعة الملك سعود العلمية (كسب) الذي شرفت جامعة الملك سعود بوضع الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله حجر أساسه قبل بضعة أشهر كما أن الجامعة بدأت تأسيس وحدة أبحاث الجينوم (المورثات) وهي وحدة مؤهلة لان تكون مجالا خصبا لتطبيق تقنية النانو في المجال الطبى في الجامعة إضافة الى أن تأسيس كرسى أبحاث البوليمرات بتمويل من سابك يفسح المجال لان يكون نواة أخرى لتطبيق تقنية النانو في المجال الهندسي (مجال البتروكيماويات) في ضوء ذلك فإن الجامعة لديها الاساس لبوادر النجاح لتطبيق تقنية النانو فيها.وأفاد معالي مدير جامعة الملك سعود أن هذا الدعم المالي السخي من خادم الحرمين الشريفين أيده الله يأتي في وقت مناسب إذ إن الجامعة لديها استراتيجية لتعزيز البحوث في مجالات تقنية النانو المختلفة التي تمت الاشارة اليها وتركز هذه الاستراتيجية في السنوات الخمس القادمة على تأسيس معامل تقنية متقدمة تتضمن ما يعرف بالغرف النظيفة والتي تمثل مختبرات خاصة لأبحاث تقنية النانو بغض النظر عن مجال التطبيق كما تشمل الاستراتيجية دعم إنشاء وحدات بحثية متقدمة وقد بدأت الجامعة بالفعل بإنشاء ثلاث وحدات ذات أبعاد تطبيقية وهي وحدة الجينوم ووحدة أبحاث البوليمرات ووحدة تقنية الاتصالات كمرحلة عملية أولى حيث شرعت الجامعة بتمويل عدد من الأبحاث ذات الصبغة التطبيقية من خلال برنامج البحوث التطبيقية في مرحلتيه الاولى التي بدأت قبل نحو عامين والثانية التي مازالت مستمرة.وأضاف إن تأثير تقنية النانو في حال تنفيذ استراتيجية الجامعة كما هو مرسوم لها سينعكس إيجابا بمشيئة الله على الجوانب الاكاديمية والجوانب البحثية معا فإلى جانب انعكاساتها على تطوير مخرجات البحث العلمي في الجامعة فإنها ستكون نواة لتوسيع برنامج براءات الاختراع الذي بدأته الجامعة خصوصا أن الجامعة حظيت بأكثر المكرمين بوسام الملك عبدالعزيز للحاصلين على براءات مسجلة عالميا وبالتالي فإن تطبيق هذه التقنية والدعم في هذا الاتجاه سوف يعمل على توسيع دائرة الاختراع والابتكار في مجالاتها التطبيقية المختلفة وهو أمر سيوثق الشراكة مع القطاع الخاص حيث إن ذلك أحد أهداف البحث العلمي في الجامعة وبطبيعة الحال فإن التقدم البحثي التطبيقي في مجالات تقنية النانو سيعزز من البرامج الاكاديمية في تلك المجالات خصوصا على مستوى الدراسات العليا من حيث تطوير المقررات الدراسية والأطروحات العلمية لها.وقال معاليه لذا فإن تبرع خادم الحرمين الشريفين وفقه الله في المرحلة الحالية من استراتيجية الجامعة يجيء في وقت حاسم بالنسبة لنا في الجامعة للدفع بمسيرة أبحاث تقنية النانو لاستكمال البنية التحتية في هذا المجال والمضي في تمويل بحوث كانت في انتظار للدعم المالي وقبل ذلك كله فإن هذا التبرع الكريم له أثر بالغ من ناحية تشجيع الباحثين في الجامعة وتحفيزهم معنويا إذ إن حرص قيادتنا الحكيمة بدعم التقنية المتقدمة بمثل هذا المستوى تدرك آثارها الايجابية على المجتمع البحثي الاكاديمى على المدى الطويل وفي نفس الوقت يحمل الباحثين مسئولية تحقيق طموحات قيادة بلادنا وجعلها واقعا ملموسا.ورفع معاليه خالص الشكر لخادم الحرمين الشريفين رعاه الله لكل ما يقدمه للعلم والعلماء في بلادنا الغالية وقال إن اهتمامه وتبرعه الشخصي لتقنية في مجال متقدم مثل النانو يعطينا دلالة على أن هم خادم الحرمين الشريفين ليس له حدود رغم المسئوليات الجسام التي يحملها على عاتقه من أجل عزة هذه الأمة ورفعتها ولان تكون في ناصية التقدم العلمي التقني.وقال معالي مدير جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور أسامة بن صادق طيب إن هذا الدعم المادي من الملك المفدى سوف يكون له الأثر القوي للبدء في إنشاء مركز للتقنيات النانية في الجامعة ليكون قادرا على إجراء الأبحاث المتقدمة في هذا المجال بما فيه فائدة الوطن والمواطن. وثمن معاليه مبادرة خادم الحرمين الشريفين أيده الله حين وجه بالاهتمام بدارسة تقنيات النانو أبان تكريمه مجموعة من المتميزين في الجامعات السعودية وقال لاغرو فقد جاء هذا الدعم في سياق ما وعد به وفقه الله لدعم كل ما من شأنه الارتقاء بالوطن والمواطن في المجالات العلمية والتقنية.وأوضح معالي مدير جامعة الملك عبدالعزيز أن الجامعة تملك بحمد الله وتوفيقه رصيدا من مقومات نجاح المشروع من الكوادر البشرية والمرافق والمعامل لهذه التقنية التي يمكن تصنيفها حسب التعريف العلمي للتقنيات متناهية الصغر 5/100 نانومتر وتسخيرها في مجالات أبحاث التقنيات متناهية الصغر ومن بين الامثلة غير الحصرية التالية مختبرات أبحاث الحمض النووي والمورثات وكذلك وحدة زراعة الخلايا والانسجة بمركز الملك فهد للأبحاث الطبية بالجامعة وعدد من الطرازات الحديثة جدا من المجاهر الالكترونية الماسحة والنافذة.وأفاد معاليه أن الجامعة تتمتع بتنوع الاختصاصات العلمية مما يسمح بدخول الجامعة في شتى اختصاصات التقنيات متناهية الصغر هندسيا وطبيا وتقنيا وفي شتى مجالات العلوم كالكيمياء والفيزياء إضافة الى وجود الآليات المناسبة للتفاعل مع المجتمع العلمي والعملي التطبيقي من خلال وجود منظومة الأعمال والمعرفة بالجامعة وكذلك وجود الجامعة في مدينة جدة وقربها من مدينة الملك عبدالله الاقتصادية.وبين معالي مدير جامعة الملك عبدالعزيز أن رؤية الجامعة واضحة في هذا المجال وتركز على العمل على نقل التقنيات النانية وتسخيرها للأبحاث العلمية المتميزة المركزة على المجالات التطبيقية هندسيا وطبيا وحيويا وعلى مختلف مجالات المعرفة بإذن الله تعالى. وقال إن الجامعة في ظل هذه اللفتة الكريمة تؤكد عزمها على تطوير هذا المركز الذي يعتبر نقلة نوعية في مجال التقنية الحديثة على مستوى شمولي والارتقاء به علميا وتقنيا تمهيدا ليصبح في المستقبل القريب بإذن الله مركزا متميزا يخدم الوطن والمواطن والتقدم العلمي بصفة عامة.