سلمان الجمل

سلمان الجمل

قد تلهينا دوامة الحياة ودوامة العمل من ان نقدم الشكر والاعجاب للمقربين منا لاعتقاد البعض ان ذلك نوع من المجاملة غير المحببة، وان مابين الاحباب تسقط الاداب، ويرى البعض الاخر ان تقديم الشكر والثناء للزملاء والرؤساء والمرؤوسين نوع من النفاق. اما مع من يؤدي الينا خدمات فان البعض يعتقد ان من يؤدي عملا يستحق عليه اجرا لا يستحق عليه شكرا، كما ان النفس مع ميلها للجديد قد تنسي المرء اهمية القديم كالطفل يغار من اخيه الصغير لشعوره بان والديه منحا القادم الجديد الاهمية وصرفاها عنه. وكذا الموظف القديم يتدنى مستوى الانجاز لديه لانه لم يمنح الشعور بالاهمية التي منح اياها الموظف الجديد اما ترون الزوجة الاولى كيف تغار من الثانية لانها سوف تستأثر بالاهمية دونها.انه مهما بلغت منزلة الانسان فهو بحاجة الى من يشعره باهميته بالثناء الصادق واكرر الصادق من غير نفاق فشكر الناس من اداب المعاملة والدين المعاملة وفي الحديث (لا يشكر الله من لا يشكر الناس) فالثناء على الانجاز ولو بكلمة: شكرا.. جزاك الله خيرا ما قصرت عملك هذا اجميل.. واشراك الاخر في اخذ وجهة نظره حول موضوع يهمه، والتعبير ايضا عن الاعجاب بالاخر في اناقته الشخصية، وفي ادائه، والحديث معه عن نفسه، كل ذلك له مفعول السحر في العلاقات الانسانية وفي كسب ود الاخرين، واولى الناس بذلك الاهل والاصدقاء والزملاء وسائر من نخالطهم في الحياة العامة والعملية.قد نخسر الكثير ممن نتعامل معهم بسبب بخسنا حقهم في الشكر والثناء وفي عدم منحهم الشعور باهميتهم او الاعتراف بدورهم بقصد او بغير قصد، فما اجدرنا ان نبادر الان يمنح الاخرين الشعور بأهميتهم مهما كانت منزلتهم.