صحيفة اليوم

كلمة اليوم

مثلت جولات خادم الحرمين الشريفين في بعض المناطق، لتفقد مواطنيها، وتدشين بعض المشاريع التنموية بها، اختراقاً للمألوف المتعارف عليه في بعض الأنظمة السياسية، التي تعتمد غالباً على ما يأتيها من تقارير ومعلومات، وليس على الانتقال المباشر إلى حيث يكون المواطن.جولات المليك قدمت نموذجاً راشداً لطبيعة الحكم الراشد، استقت من أسس قيام الدولة الحديثة منهجها الرائع، وبساطته وقربه الحميم من المحكومين الذين هم مواطنون بالدرجة الأولى يهم هذه القيادة الاقتراب المباشر منهم وسماعهم، ومشاركتهم الهموم والأحلام، وأضفت الجولات بعداً معنوياً ورسالة صريحة، للمواطن أولاً، بغض النظر عن المشاريع النهضوية التي تدشن هنا أو هناك، باعتبارها جزءا من خطة التنمية العامة التي تحرص الدولة على ترسيخها ووضع أسسها الهادفة لمزيد من الرفاه والرخاء.الرسالة المعنوية تعني في المقام الأول، تدشين فكر المشاركة الذي يحرص عليه المليك، كجزء من الاستراتيجية الرئيسية، والتي تقوم على إشراك المواطن وجعله في بوتقة الحدث، دون تهميش أو تقليل من حجم مشاركته الوطنية في البناء، سواء بالرأي والمشورة، أو بالعمل الجاد والتخطيط المستقبلي، من هنا نفهم الجولات بطبيعتها وسلاستها، وليس ببروتوكولاتها أو إطارها الرسمي، خاصة إذا عرفنا أن الملك عبد الله، يشدد كثيراً على طبيعة المشاركة الشعبية وإذكائها وتنميتها من خلال الكثير من الأفكار المحورية التي نلاحظها بعمق في الفترة الأخيرة.. وجميعها تصب في خانة الانحياز للشعب، وللمواطن، ولغير القادرين وذوي الدخل المحدود.الجولات أفرزت لنا بعداً وطنياً يحق لنا أن نفخر به، ونستمد منه أصولاً جديدة لنوعية التعاطي مع الوطن/ المجتمع/ ومن ثم المستقبل، وهو ما تمثل في ذلك الالتفاف الكبير من قبل الجميع حول قيادته، ورد الفعل الذي لم يكن عاطفياً أو وليد لحظة مؤقتة، وهنا نثق أكثر بأن تلك الصيغة هي الواجهة الفعلية لطبيعة العلاقة بين القائد وشعبه، ولنراجع معاً تفاعل المواطن مع مليكه، ولندقق كثيراً في صور المليك وهو يتفاعل مع مواطنيه، هذه الصور التي ستبقى في الذاكرة محفورة وخالدة، بما يعجز عن الوصف أو التعبير.