بدر الدوسري ـ قرية العليا

أسعار المواد الكيماوية تنقص فرحة مزارعي قرية العليا بالمكرمة الملكية

شكا عدد من مزارعي وأهالي محافظة قرية العليا ارتفاع أسعار المواد الكيماوية المستخدمة للمحاصيل الزراعية التي شهدت ارتفاعا باهظا في الآونة الأخيرة مما تسبب وبشكل فاعل إلى توقف الكثير من المزارعين عن الأعمال الزراعية التي كانت تحقق أرقاما مرتفعة تصل إلى ما يقارب 150 ألف طن من الإنتاج الزراعي خلال العام الواحد خاصة في مجال إنتاج القمح ، وقالوا ان ما يتم استخدامه من المواد الكيماوية يقدر بنحو 20 ألف طن من الأسمدة الفوسفاتية وغيرها وفي ذلك الكثير من الأموال الطائلة التي تنفق في هذا الجانب لاسيما مع ارتفاع أسعار هذه المواد الأمر الذي جعل الكثير من هؤلاء المزارعين يعيدون حساباتهم جيدا عند التفكير في إنتاج أي مشروع زراعي ، وربما هو الحال الذي قاد إلى توقف الكثير من المشاريع العملاقة في المحافظة لهذا السبب، مثمنين في الوقت ذاته المكرمة الملكية بتخفيض أسعار الوقود واعتبروها من القرارات الصائبة التي لامست جانبا هاما من حياة المواطنين.بالغ الأثر للمكرمة الملكيةيقول في البداية الشيخ مطلق بن حاكم الشقير الدويش ان المكرمة الملكية التي جاءت لتخفيض أسعار الوقود بما في ذلك (الديزل) كان لها بالغ الأثر على المزارعين والمواطنين في محافظة قرية العليا التي تعتبر من المحافظات الأكبر إنتاجاً في المملكة للقمح والأعلاف، وقال ان هذه المكرمة ستزيد وبلا شك النشاط الزراعي في المحافظة وبقية مناطق المملكة مما يسهم في رفع اقتصاد الدولة ، إلا أن هناك عقبة تواجه المزارعين تكمن في أسعار المواد الكيماوية التي تنتجها شركة سابك والتي ارتفعت مؤخرا إلى قرابة 40 بالمائة متمنيا أن تنخفض هذه الأسعار بعد مكرمة خادم الحرمين الشريفين التي جاءت لتحقق الكثير مما فيه مصلحة المواطنين والعناية بأوضاعهم الاقتصادية.عائق أمام صغار المزارعينوأشار الشيخ نايف بن محمد الأصقه الدويش إلى ما يعيشه الشعب السعودي - ولله الحمد - من طفرة اقتصادية هائلة انعكست على جميع نواحي الحياة في هذا البلد الكريم ، ولعل أبرز شاهد على ذلك القرار الأخير الذي كان الهدف منه تخفيض تكاليف المعيشة على المواطنين بتخفيض أسعار الوقود التي تشكل جزءا كبيرا من استهلاكهم المادي، ومضى يقول ان محافظة قرية العليا تعتبر منطقة زراعية وأكثر المزارع بها تعتمد على الديزل الذي يمثل الفاتورة الأكبر التي كان المزارع يدفعها ، ومع ارتفاع تكاليف الزراعة وتخفيض قيمة الإعانة كان قرار تخفيض قيمة الديزل بنسبة 33 بالمائة من القرارات الحكيمة التي اتخذها خادم الحرمين الشريفين ــ يحفظه الله ــ مؤكدا على ضرورة تخفيض أسعار الآليات والأسمدة الكيماوية والتي تعد ذات تكلفة باهظة على المزارعين وعائقاً أمام صغار المزارعين منهم، وتطلع إلى أن يتم السماح باستيراد هذه المواد لإشاعة روح المنافسة.المواد الكيماويةواستعرض رجل الأعمال محمد بن علي الصعنوني بعض الإحصائيات حول الإنتاج السنوي للقمح في محافظة قرية العليا حيث ذكر أن الإنتاج خلال الموسم الواحد يصل إلى 150 ألف طن من القمح ، ويبلغ استهلاك الديزل إلى ما يقارب 33 ألف طن في الموسم الواحد خلال الأربعة أشهر ، وتصل المواد المستهلكة من الأسمدة عن طريق شركة سابك حوالي 20 ألف طن ، أما المبيدات الفطرية والحشرية ومبيدات الأعشاب والعناصر الصغرى فذكر الصعنوني أنها تصل إلى حوالي 300 طن في الموسم الواحد ، وأضاف إنه وباستعراض هذه الإحصائيات يتبين أن أغلب مصاريف المزارع هي في المواد الكيماوية التي تعد أساسية لإنتاج المحاصيل ، وبارتفاع الأسعار فإن هناك الكثير من المشاريع الزراعية قد توقفت بسبب أن الزراعة في الوقت الحالي لا تكاد تتوافق مع الاستهلاك طوال الموسم الزراعي.توقف الزراعةوأكد المزارع طامي بن مطلق المطيري أن استهلاك المزارع من الأسمدة والمبيدات في الموسم بعد الزيادة قرابة 30 ــ 40 بالمائة عن التكلفة السابقة قد أثر في أسعار الكيماوي واليوريا والمبيدات على المزارع بشكل واضح حيث تراجع نسبة كبيرة من المزارعين عن زراعة الجزء الأكبر من مشاريعهم لعدم الاستطاعة ولعدم وجود الجدوى الاقتصادية من الوضع الراهن ، متمنيا أن تتدخل الدولة في الحد من هذه الارتفاعات وإلزام الشركة المصنعة بتسعيرة تتوافق مع الأوضاع المالية للمزارعين .