منال الصالح - الهفوف

الأسرة المتماسكة .. حصن لأطفالها من الاضطرابات النفسية

أكدت اخصائية الامراض النفسية في مستشفى الصحة النفسية بالهفوف الدكتور هدى عبد العزيز الخوفي على اهمية الدور الذي تلعبه الاسرة لحماية ابنائها من التعرض للأزمات والهزات النفسية ، وكشفت عن أكثر الفئات السنية التي تتعرض للهزات النفسية ، كما كشفت عن أكثر الامراض النفسية الشائعة بالاضافة الى قضايا مختلفة تتعلق بالصحة النفسية ، و د. هدى عبد العزيز الخوفي حصلت على عدة دورات في مجال عملها منها على سبيل المثال 9 شهور في الطب التبادلي في المسشتفى الجامعي بالخبر و3 شهور طب نفسي أطفال وناشئة بمملكة البحرين و3 أشهر بقسم الادمان بمجمع الأمل للصحة النفسية بالدمام و3 شهور في الطب الشرعي بالطائف حول تلك القضايا وغيرها يدور معها الحوار التالي .أمراض عصبية@ ما هي الامراض النفسية المنتشرة في المستشفى واية فئة عمرية اكثر اصابة؟ أكثر الفئات العمرية ترددا على المسشتفى لتلقي العلاج والاسشارة من 16-45 عاما وعلى سبيل المثال وليس الحصر مثل الامراض العصابية كالقلق والخوف والاكتئاب والوسواس القهري والإرهاب الاجتماعي وتوهم المرض والاضطرابات النفسية نتيجة سوء استخدام العقاقير والادمان وايذاء النفس وتليها المشاكل الاسرية والمشاكل الزوجية والاضطرابات الجنسية ومشاكل المراهقين أيضا هناك الاضطرابات الذهانية مثل الفصام والهوس والهزاء ، تليها الفئة العمرية من 55 وما فوق مثل أمراض الشيخوخة ( حالة ذهانية ) الاكتئاب والعزلة والتقاعد ، أما الفئة العمرية الثانية فهي الاطفال والمشاكل السلوكية المتعلقة بهم مثل الاضطرابات السلوكية كالكذب والعناد والغيرة والخوف والعدوانية والسرقة والتبول اللارادي ورهاب المدرسة وضعف التحصيل الدراسي ومنها اضطرابات سلوكية ذات علاقة عرض عضوي مثل الصرع والتشوهات الخلقية وتوابعها والتخلف العقلي وأمراض نفسية مثل فرط الحركة وتشتت الانتباه والخوف والقلق والصدمات العصبية والتوحد .عوامل بيئية@ ما هي الاسباب التي تؤدي الى تلك الامراض النفسية ؟ تكون عادة نتيجة تفاعل لاسباب متعددة وكثيرة سواء داخلية من الانسان أو خارجية من البيئة واسباب أصلية أو مهيئة و تكون بسبب غير مباشر لحدوث المرض لكونه عرضة للمرض النفسي دون غيره اذا كان هناك استعداد لذلك وكامنة لعدة سنوات وتراكمات سابقة بسبب اسباب اصلية مهيأة كالعيوب الخلقية وخبرات سيئة في مرحلة الطفولة واسباب مساعدة والتي تعمل بظهور المرض النفسي تحت ظروف معينة مثل الصدمات الانفعالية وسن البلوغ والزاوج والانجاب والازمات الاقتصادية او الانتقال من بيئة الى اخرى وأسباب حيوية مثل الاضطرابات الفسيولوجية والوراثية من خلال المورثات من الوالدين للابناء على سبيل المثال العته الفصام الهوس الصرع التشوهات الخلقية .. الخ واسباب بيئية و اضطراب التنشئة الاجتماعية والاسرية غير السوية وعدم تحمل المسؤولية وسوء العادات اللاخلاقية والتفكك الاسري والخلافات الزوجية والطلاق وهجر الانفصال وظروف عمل المرأة وانشغال الوالدين وتدخل الشغالات محل الام العاملة وضغوط الحياة والتمدن واسباب نفسية وتتمثل اضطرابات منذ الطفولة مثل الاحباط والحرمان والعدوان وحيل الدفاع والخبرات السيئة والصارمة عدم النضج النفسي والصراعات المختلفة ثم أسباب التمدن والجرى وراء الكسب والتطور الحضاري السريع والانشغال عن الاسترخاء والاستجمام وزيادة المسؤوليات الاجتماعية وعدم القدرة على التحمل وتصادم الثقافات والصراعات بينها وأسباب دينية وتتركز بالبعد عن الدين وعدم ممارسة العبادات والصراع بين الخير والشر وضعف الضمير مثل التحلي بالصبر والعفة والايمان بالقدر والطمأنينة وذكر الله بالدعاء فهي سبيل للتوازن بين الجانب الروحي والمادي للسلوك السوي مثل علاج الخوف والقلق . مشاكل الزواج والادمان والمشاكل الجنسية على سبيل المثال في بعض الأمراض .دور الأسرة@ ما هو العلاج الصحي لمواجهة تلك الأمراض من وجهة نظرك ؟يبدأ العلاج أصلا بالتوقف على جذور واساس المشكلة ودراستها دراسة متكاملة بواسطة كل من الاخصائي الاجتماعي والاخصائي النفسي بمساعدة الاسرة كالوالدين والمربين وأحيانا المدرسين والازواج والزوجات على حد سواء حيث يتم التعامل مع الحالات كل على حدة حسب التشخيص والحالة الاجتماعية للمريض بالاضافة الى تدخل الطبيب النفسي التي تتطلب استخدام العقاقير على سبيل المثال مضادات الذهان ومضادات القلق والتوتر والاكتئاب يليها العلاج السلوكي والمعرفي الذي لا يقل اهمية عن العلاج في معظم الحالات .دور الوالدين@ ما هو دور الوالدين في مساعدة ابنائهم في تخطي تلك الازمات ؟ على الوالدين العبء الاكبر للمساهمة في تخطي تلك الازمات النفسية والتخفيف منها مثل التماسك الاسري وخلق مناخ متزن ومتكامل فالاسرة لها دور كبير في تنشئة شخصية الطفل وهي اللبنة الاولى التي يتعلم فيها الطفل أنماط الحياة المختلفة لتكوين العادات فالاباء ومعاملتهم لها دور كبير في تشكيل الشخصية واستقرارها فعلى الاباء تنشئة ابنائهم على تربية اجتماعية اسلامية صحيحة وتربيتهم على الاستقلالية والترابط الاسري للتحرر من الاضطرابات النفسية فعلى الاباء الاهتمام باسلوب معاملة الوالدين لابنائهم وعدم الانشغال عنهم وتخصيص وقت لسماع مشاكلهم والمشاركة فيها وبناء السلوك العاطفي وتجنب الشجار الدائم بين الوالدين أو المقارنة بين الاخوة ، وعدم القسوة معهم وتجنب الحماية الزائدة او الاهمال ، وكلما كانت شخصية الابوين سوية كان الابناء اقل مشاكل سلوكية ونفسية فالاسرة السعيدة تعتبر بيئة نفسية سليمة وصالحة للنمو النفسي والجسمي والعقلي والاجتماعي للطفل ، والعكس فالاسرة المضطربة تجعل من الابناء أكثر اضطرابا وانحرافا سلوكيا والقسوة والاهمال في المعاملة والنبذ يؤدي الى اثار سيئة وسلبية وجنوح . كفاءات عالية@ هل المستشفيات النفسية الحكومية لديها الكفاءة الطبية لمواجهة تلك الامراض ؟توجد بالمستشفى لدينا كفاءات عالية والاطباء من فئات مختلفة من استشاريين وأخصائيين مقيمين لديهم امكانات وكفاءات عالية لمعالجة تلك الامراض وكذلك هناك وعي للتوجه للطب النفسي للاستشارة عن الفترات السابقة .مشاكل سلوكية@ بوصفك اخصائي نفسي ولديك عيادة خاصة بالاطفال فبم تفسرين المشاغبة والمشاكسة التي تبدو من اغلب الاطفال سواء بنات او اولاد ؟ المشاكل السلوكية لدى الاطفال موجودة عند معظم الاطفال وهي لا تدل بأية حال من الاحوال على اضطراب الطفل او فساد طبعه ولكن هي جزء من تطوره الطبيعي وتفاعله مع البيئة المحيطة من حوله ولكنها تحتاج للتدخل السليم وحسن التعامل معها وان تحسن علاجها وتلافيها لتمر بسلام ولكن اذا لم يكن هناك التدخل السليم واسيئ علاجها تتفاقم المشاكل مثل السرقة والكذب والعناد والعدوانية ونوبات الغضب ورهاب المدرسة أو أمراض نفسية او عصبية مثل التبول اللاارداي والتخلف العقلي واضطراب الحركة وتشتت الانتباه أو مشاكل صحية ذات علاقة عضوية مثل الصرع وتشتت الانتباه ، وهناك عوامل منها جسمانية مثل الوراثة وضعف الصحة العامة ووجود عاهات جسمانية تؤدي الى ظهور المشاكل والاضطرابات السلوكية والنفسية كالشعور بالنقص والحرمان مثل التشوهات الخلقية والعلامات الفارقة وعوامل نفسية مثل تدني مستوى الذكاء والتخلف العقلي والقلق والتوتر والشعور بالنقص والانطواء والخوف والعناد .. الخ و عوامل أسرية وهي النواة الاساسية والمسؤولة الاولى عن أية مشكلة وتفاقمها بشكل مباشر فاضطراب العلاقة بين الوالدين والاخوة من اهم الاسباب وضعف الترابط الاسري وسوء التنشئة الاسرية وعدم التوافق بين الوالدين وانشغالهم عن الابناء وكبر حجم الاسرة وضعف الرقابة الاسرية واخيرا عوامل دراسية ومنها عدم التوجيه والارشاد من خلال المجتمع طرق الوقاية@ ما هو توجهك وارشادك لمجتمعنا بالاحساء للنهوض الى تطوره ونموه النفسي للمساعدة على التخلص من امراض كثيرة والتعامل معها ؟ تكمن في البداية بالوقاية وهي خير من العلاج دائما وهناك 3 أشكال للوقاية الاولى من الدرجة الاولى لمنع حدوث المرض والاضطراب وبحث العوامل الاجتماعية والنفسية المسببة له او التي تساهم في نشوئه ومعرفة العوامل الايجابية التي تسهم في تنمية الصحة وتعزيزها مثل البرامج التوعوية للوقاية من المخدرات التدخين برامج الوقاية من الضغوط النفسية وبرامج ارشاد الوالدين والمعلمين والشباب وكيفية استقبال الحياة العائلية وبرامج تدريب الوالدين باسلوب التعامل مع الابناء وتدريب الازواج على إدارة الحياة الزوجية وتحقيق التكيف الزوجي وتدعيم الوالدين للتعامل مع المعاق ورعايته وهذه الوقية الاولية من اهم الخطوات لتفادي حدوث الاضطرابات النفسية و الوقاية الثانوية من الدرجة الثانية من الوقاية وتكون موجهة للفئات التي تعاني من شكل من اشكال الامراض والاضطرابات النفسية والاجتماعية اما بالشفاء او التخفيف من التأثيرات الضارة بالامراض لمنع انتشار الاثار السلبية وتحقيق الشفاء ان امكن واعادة التأهيل للوقاية من الدرجة الثالثة للاضطرابات النفسية التي يصعب علاجها وشفاؤها لاسباب كثيرة كالامراض المزمنة والعاهات الجسدية والعقلية وتهدف هذه الوقاية للحد من الاثار الاجتماعية والنفسية للاعاقة وليس التغلب على الاعاقة نفسها لتساعدها على التأقلم مع مرضهم للتخفيف من اعتمادهم على الاخرين .
التربية المتوازية تنعكسعلى سلوك النشىء