واس ـ لندن

الأمور المسيئة للإسلام تدمر العلاقات بين الديانات السماوية

افتتح صاحب السمو الملكي الامير محمد بن نواف بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين في المملكة المتحدة وايرلندا أمس معرض "سيرة وحياة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم" الذي ينظمه المركز الثقافي الاسلامي في لندن لمدة 5 أيام.حضر افتتاح المعرض السفير الدانمركي في بريطانيا توم يانسن وعدد من اعضاء السلك البلوماسي ومسؤولي المراكز والجالية الاسلامية في بريطانيا. واعرب سمو الامير محمد بن نواف عن سعادته لافتتاح هذا المعرض الذي يكرس حرص المسلمين في بريطانيا على نشر سيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم التي هي نبراس للجميع. وقال في كلمة لدى افتتاح المعرض ان الجالية المسلمة في بريطانيا ظلت تعيش في سلام ولاكثر من مائة عام وان ميلها الى السلام وراء تنظيم هذا المعرض.واكد سموه أن الصور النمطية الخاطئة عن الاسلام والمسلمين والاساءات التي وجهت الى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من خلال نشر رسوم مشينة في بعض الصحف جعل من المهم جدا ان يقف المسلمون معا للمحافظة على قيمهم السمحة التي ارساها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.واوضح سموه ان تلك الامور المسيئة للاسلام والمسلمين كان لها اثار مدمرة على العلاقات بين الديانات السماوية المختلفة فضلا عن أنها دمرت الحياة المتناغمة في المجتمعات المتعددة الثقافات مشددا على ان السبيل الوحيد لاستعادة التعايش وابعاد تلك الاثار المدمرة هو باظهار الصور الحقيقية للاسلام ولتعاليمه السمحة امام كافة للمجتمعات.واضاف سموه قائلا: لقد بعث الله سبحانه وتعالى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ليقود الانسانية الى الرحمة والتسامح مستعرضا سيرة وصفات الرسول القائمة على العفو والتسامح والعطف وبين ان سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت ترفض الاساءة او التسبب بالاذى وان الله سبحانه وتعالى امر رسوله الكريم أن يدعو الناس الى الاسلام بالحكمة والموعظة الحسنة ويجادلهم بالتي هي أحسن. وشدد على ان الاساءة ليست جزءا من شخصية او سلوك الانسان المسلم لذا فواجب علينا ان نعبر عن غضبنا بصورة متوازنة متبعين سلوك واعمال النبى محمد صلى الله عليه وسلم وان نتعلم منه كيف تسامح مع الذين اساؤوا له.وقال ان المطلوب منا ان نربي اطفالنا ليتبعوا سيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وان الرسول هو خير مثال وعلينا ان نتبع طريقه ليس بالاقوال فقط ولكن بالاعمال لان هذه رسالة رسولنا الى البشرية.وعبر سمو الامير محمد بن نواف بن عبدالعزيز في كلمته عن أمله في أن يجذب هذا المعرض اعدادا هائلة من الزوار والباحثين عن الحقيقة ليرجعوا بمعرفة صحيحة وحقيقية عن الاسلام ورسولنا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم وبأنه ليس رمزا للعنف او محلا للسخرية ولقد تم اختياره اكثر شخصية مؤثرة في التاريخ ومن جهته أعرب مدير المركز الاسلامى الثقافي في لندن الدكتور احمد الدبيان عن ترحيبه بسمو الامير محمد بن نواف وافتتاحه هذا المعرض الذي يقدم نبذة عن سيد المرسلين الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مشيرا الى دعم سموه لاقامة المعرض. وقال ان الرسالة التي يقدمها هذا المعرض هى ايضاح وشرح حياة الرسول الكريم التي هى نبراس لنا جميعا كمسلمين ولان فلسفة الاسلام تتجذر في حياته وسيرته صلى الله عليه وسلم وكذلك لاظهار مكانته عند المسلمين.واشار الدبيان الى ان المعرض يتوجه الى غير المسلمين من اتباع الديانات الاخرى الراغبين في معرفة الاسلام من خلال محتويات المعرض وذلك لازالة سوء الفهم الذي تولد عند البعض ولردم الهوة الموجودة وصولا الى الحوار الذي من الضرورى ان يسود بين اتباع كافة الديانات.واكد ان اهمية هذا المعرض تكمن في توقيته خاصة بعد الاحداث الذي جرت مؤخرا مثل تفجيرات لندن في يوليو الماضى ثم التطورات التي جرت بعد نشر الرسوم المسيئة في بعض الصحف الاوروبية كما القى السفير الدانمركي في بريطالنيا كلمة عبر فيها عن ارتياحه للمشاركة في افتتاح المعرض مشيرا الى ان دعوته لافتتاح المعرض امر حسن خاصة بعد الفترة الصعبة التي عاشتها الدانمرك مؤخرا مع العالم الاسلامي. وقال اننا نعيش الان في زمن العولمة التي تتطلب الحوار والتفاهم واهمية الاحترام بين كافة الثقافات والاديان بدلا من الصدام والمواجهة. وشدد على اهمية بناء الجسور بين الحضارات بدلا من المصادمات مشيرا الى الدور الذي يجب ان تقوم به الحكومات المسئولة والمنظمات الدولية في هذا الاطار معربا عن امله في رؤية مثل هذا المعرض في الدانمرك.