تثليث - مناحي القحطاني

'صحة تثليث'.. أخطاء طبية والبنادول لجميع الأمراض

في عام 1407هـ افتتح مستشفى تثليث العام وكانت فرحة المواطنين لا توصف ابتهاجا بافتتاح ذلك المستشفى وكانت الخدمات الصحية في ذلك العام حتى عام 1415هـ تقدم حسبما يرام وذلك لوجود كوادر طبية وإدارية متخصصة وفي عام 1416هـ انقلبت تلك الخدمات رأسا على عقب حيث بدأت تتدهور وتنحدر تدريجياً وفي مطلع عام 1419هـ بدأت تظهر على السطح أخطاء طبية تتمثل في كتابة وصفات على ورق أبيض دون توقيع الطبيب أو ختمه ثم بدأت المعاملة السيئة للمرضى وكذلك الفوضى وعدم التنظيم وعدم صرف أدوية من الصيدلية حيث تكتب وصفات على الصيدليات الأهلية دون إبداء أسباب مقنعة، كما قامت المديرية العامة بعسير بسحب جميع الكوادر الطبية المتميزة في مستشفى تثليث مع بداية عام 1420هـ واستبدالهم بأطباء تعاقدت معهم المديرية عن طريق الشركة القائمة على صيانة وتشغيل مستشفى تثليث العام (IDG) المعروفة بشركة المجموعة الدولية و90 بالمائة منهم من فئة طبيب عام وتم وضعهم في عيادات متخصصة ليسوا على مستواها ومنذ ذلك العام وحتى هذا العام والخدمات الصحية في تدهور مستمر ، حيث تم تعيين موظفين في عامي 1421-1422هـ على وظائف عمال وتم تقليدهم مناصب قيادية فمنهم مدير عيادات خارجية ومنهم مديرو مراكز صحية . (اليوم) تفاعلت مع شكاوى المواطنين لمدير عام الشئون الصحية بعسير التي أصطدمت بطريق مسدود وتم حفظها أو نسيانها ولم تعط ولو قليلا من الاهتمام أو حتى الاعتذار واصبح شغل المواطنين الشاغل هو تلك الخدمات الصحية الضائعة وما يعانونه يومياً من هموم وتهديد حيال أسرهم من أخطاء طبية فادحة وأمراض تفتك بهم دون علاج تقابل بمسكنات فقط وتشخيص بمجرد النظر للمريض. كما قامت (اليوم) بمرافقة أحد المرضى في مركز الرعاية الصحية الأولية بتثليث فإلي تفاصيل تلك المرافقة ومعاناة المواطنين اليومية:أخطاء طبيةأثناء جولتنا في مركز الرعاية الأولية بتثليث التقينا بالمواطن/مفلح بن عايض القحطاني الذي روى لنا خطأ طبيا تعرضت له أمرأته في الأشهر القليلة الماضية قائلاً في احد الأيام القليلة الماضية راجعت سيدتان مستشفى تثليث العام وهما من سكان البادية الأولى متزوجة وحامل في الشهر الأخير من حملها والأخرى غير متزوجة وتشتكي من بعض الآلام فقاموا بإدخالها قسم التنويم وتم إعطاؤها جرعة من الطلق الصناعي الذي من المفترض بأن يعطى للحامل فإصيبت بنزيف داخلي حاد وكادت تفارق الحياة وأدخلت قسم العناية المركزة بالمستشفى ولم تستقر حالتها وقام الأطباء المعالجون والمرتكبون الخطأ الطبي بتحويلها لمستشفى عسير المركزي ونومت بقسم العناية المركزة ما يقارب سبعة أيام حتى استقرت حالتها الصحية وبعد خروجها من المستشفى تقدمت بشكوى ضد الطبيب الذي كاد يقضى عليها بسبب خطئه الطبي وتم رفع الشكوى للمديرية العامة للشئون الصحية بعسير وتم حفظ المعاملة وبسبب ضعف المرأة وقلة جهدها لم تستطع متابعة شكواها وترك الطبيب يزاول أخطاءه دون رقيب أو حسيب وكأن شئياً لم يحدث . ويقوم مفلح القحطاني انه إذا استمر الطاقم الطبي بمستشفى تثليث العام فسوف يقع ما لا يحمد عقباه من وفاة المرضى أو إصابتهم بعاهات دائمة فجميع الأطباء غير مؤهلين تأهيلاً طبياً وهم أطباء بدرجة طبيب عام وإسعافات أولية فقط.سوء التشخيصالمواطن : محمد آل سعد تحدث لنا قائلاً : من الأخطاء الطبية التي يرتكبها الأطباء يوميأً بمستشفى تثليث العام ومراكز الرعاية الأولية هو تشخيص المريض نظريا حيث ينظر الطبيب للمريض ثم يوجه له سؤال : ماذا تعاني من آلام ؟ ثم يكتب له الوصفة الطبية التي غالباً ما تكون خارجية (على الصيدليات الأهلية ) على ورق أبيض ، وكان من المفترض وحسبما هو معمول به في جميع المستشفيات والمراكز الصحية بأن يتم أولاً قياس الضغط ثم قياس درجة الحرارة ثم عمل أشعة طبية إذا كان يحتاج لذلك المريض وخاصة عندما يكون يشتكي من آلام في العظام أو عمل تحليل طبي للمريض حتى يتم تشخيص المريض على الوجه الصحيح ثم يصرف له الدواء المناسب . كما روى لنا موقفا في أحد الأيام القليلة الماضية مع أحد الأطباء بمركز الرعاية الأولية بتثليث يقول : كنت أعاني من آلام شديدة في المفاصل والعظام والرأس وعندما ذهبت للمركز الصحي بتثليث طلباً للعلاج بادرني الطبيب بذلك السؤال ثم نظر إلى قليلاً : وقام بكتابة الوصفة التي مضمونها مسكنات فيفادول فقلت له ماهذا يادكتور ؟ فقال لي توكل على الله وتوجهت للصيدلية وطلبت من الصيدلي أن لا يصرف لي الدواء وأن يتكلم مع الطبيب ويطلب تشخيصي بعد التحاليل والأشعة اللازمة وخاطبه الصيدلي فقال الطبيب للصيدلي أطلب منه العودة إلى مرة أخرى وقام بعمل تحليل طبي أما الأشعة فلا يوجد قسم للأشعة بالمركز وتم تحويلي لمستشفى تثليث العام وعملت الأشعة هناك وبعد ذلك بيومين راجعت الطبيب وشاهد جميع الفحوصات الطبية الخاصة بي وقام بوصف دواء مناسب غير الدواء السابق قبل إجراء الفحوصات الطبية . كما روى لنا السعدي أنه قبل ما يقارب شهرا سقطت على قدمه اليسرى قطعة حديد ثقيلة وتوجه لمستشفى تثليث العام وقاموا بلف قطعة شاش أبيض على القدم وشخصوها بأن القدم بها شص وليس كسرا ولكنها لم تشف وأخذت تؤلمه وذهب لمستشفى القوات المسلحة بخميس مشيط حيث له ملف هناك وقاموا بعمل إشاعة لها ووجدوا أن القدم بها كسر وتحتاج لعمل جبس وقاموا باللازم.أطباء وموظفون على بند العمالأثناء جولتنا بمستشفى تثليث العام ومراكز الرعاية الأولية بتثليث وجدنا أن مدير مركز الرعاية الأولية هو موظف على بند الأجور فئة (ج) ويحمل مؤهل الكفاءة المتوسطة ولا يجيد اللغة الايجليزية ولا يستطيع توجيه الأطباء لعدم إلمامه بالعمل الصحي مما يجعل الأطباء والممرضين في إنفلات تام . عندما كان في احدى الليالي ضمن جولتنا الميدانية في مستشفى تثليث العام التقينا بالمدير المناوب في ذلك اليوم وهو موظف على بندر الأجور فئة (د) ليس لديه دراية بالعلوم الطبية لأنه غير متخصص في العلوم الطبية كذلك لا يجيد التخاطب مع الأطباء أو الممرضات أو الممرضين في قسم الإسعاف والطوارئ وخاصة الذين لا ينطقون اللغة العربية حيث لا يجبد اللغة الإنجليزية . كذلك وجدنا أن مدير العيادات الخارجية موظف على فئة (د) غير متخصص طبياً ولا يجيد اللغة الإنجليزية. فهل يعقل أن يتم تكليف هؤلاء الموظفين الذين يحملون هذه المؤهلات العلمية المتدنية وبهذه المسميات الوظيفية على مناصب هامة مثل تلك المناصب في مستشفى سعة مائة سرير ويراجعه يومياً بقسم الطوارئ ما يزيد على مائة وخمسين مريضا حسب آخر إحصائية حصلنا عليها ؟ وهذا مما يجعل متابعة الأطباء في عيادتهم شبه مستحيل فالمدير المناوب بمثابة مدير المستشفى ويجب أن يكون على أقل تقدير ممرضا إذا لم يكن طبيبا . ومدير العيادات يجب أن يكون على أقل تقدير خريج معهد صحي في أحد التخصصات الطبية ويجيد اللغة الإنجليزية ليتسنى له متابعة شكاوى المرضى ومعرفة ماذا يسجل بملفاتهم الصحية وما هو التشخيص الذي شخصه الطبيب للمريض ومتابعة الأطباء ، فإذا كان مدير العيادات لا يفقه شيئاً في العلوم الطبية فمن الطبيعي أن يعمل الدكتور ما يريد أن يفعله وبإمكانه لا يقوم بعمله على الوجه الصحيح . أما الأطباء فعلمنا من مصادر خاصة لنا أن 97بالمائة منهم على شركة (IDG) والقائمة بصيانة وتشغيل المستشفى وأكثرهم بتخصص طبيب عام وبرواتب متدنية تتراوح من 3000إلى 5000ريال وتم وضعهم في عيادات متخصصة حيث يحتوي المستشفى على 12عيادة متخصصة في تخصصات مختلفة . وهذا مما يجعل الأخطاء الطبية تظهر يوماً تلو الآخر وتتدنى الخدمات الصحية بتثليث . وحسبما رأيته لا بد من تدخل المسئولين بوزارة الصحة لتفادي ما يمكن تفاديه من حدوث كوارث إنسانية محتمل وقوعها فالسكان 90بالمائة منهم من الطبقات الضعيفة مادياً وإذا استمر مستشفى تثليث ومركز الرعاية على ما هو عليه بوضعه الحالي فالأمر خطير جداً خاصة أنه يتعلق بصحة أكثر من 150ألف نسمة جميعهم في ذمة معالي وزير الصحة د/حمد المانع ، وكما رأيت وشاهدت فهناك أناس بهم أمراض خطيرة لم يكتشفها الأطباء بمستشفى تثليث العام لضعف درجاتهم العلمية ومن ذلك هناك أرملة ترقد حالياً في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض مصابة بمرض السرطان كفانا الله شره وكانت تعاني منه منذ ما يقارب 3سنوات وكان الأطباء بمستشفى تثليث العام يعطونها ابرة مسكنة عندما يشتد بها المرض ويسكن عليها المرض لمدة شهر تقريباً ثم يعاودها وهكذا حتى تمكن منها المرض وذهب بها ابن شقيقتها لمستشفى عسير المركزي الذي قام بتنويم الحالة وقال بأن لا يمكن أن يقدم لها شيئا ثم قام بإخراجها وتم إدخالها مستشفى الملك عبدالله بمحافظة بيشة الذي قام بعمل اللازم وعندما اكتشف المرض قام مباشرة بتحويلها لمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض ووضعها حالياً خطير جداً ، فهذا يدل على أن الأطباء في مستشفى تثليث غير متمكنين وليس لديهم إلمام بتخصصاتهم الطبية.إمكانيات ضعيفةأثناء جولتنا بمركز الرعاية الأولية بتثليث بمرافقة أحد المرضى في البداية دخلنا عيادة الأسنان الوحيدة بالمركز وعلى مستوى محافظة تثليث بجميع مراكزها وهجرها الإدارية التي يجلس أمامها الكثير من المراجعين وأكثرهم من النساء والعيادة للجميع من نساء ورجال بدون استثناء وفي أثناء انتظارنا أتي رجل يحمل الرقم (9) وكان قبله مريض في العيادة يحمل الرقم (5) فدخل بطريقة ملتوية وقال انه معلم ولديه حصص بالمدرسة فقام الطبيب وأدخله دون الأستئذان من المراجعين الذين في الانتظار لمعالجته فقام المراجعون وصرخوا عليه وطالبوا بإخراجه من العيادة للانتظار حاله كحالهم ، وعندما أتي دورنا دخلنا داخل هذه العيادة المتواضعة التي يوجد بها كرسي مهتدئ وإضاءة ضعيفة وأدوات أسنان قديمة وطبيب واحد وممرضة واحدة فقاموا بخلع السن من المريض الذي نرافقه وقال لي الطبيب انه يعاني ازدحام المرضى وقلة الأيدي العاملة وضعف الإمكانيات بالعيادة . وفي اليوم التالي توجهنا للمختبر لعمل تحاليل طبية للمريض فوجدنا ان هناك غرفة ضيقة تزدحم بالأطفال والنساء والرجال مع بعضهم البعض ويوجد بهذه الغرفة ممرضة من جنسية عربية وتقوم بأخذ التحاليل من المرضى من خلف الطاولة وبطريقة غير جيدة حيث لا يوجد كرس مخصص لجلوس المريض لأخذ الدم منه كذلك لا يوجد أدوات ربط للأيدي لشد يد المريض لمشاهدة مجاري الدم لتصويب الابرة بها ، وعندما أتى دورنا وبعد سحب الدم لم تضع الممرضة لاصق لمنع خروج الدم فقلت أين قطعة القطن واللاصق لوضعها على مكان الابرة فقالت لا يوجد لدينا ذلك القطن ولا نعرفه في هذا المختبر فقمنا بشراء قطن ولصق من الصيدلية الأهلية بعد خروجنا وهذا أبسط شيء يمكن توفيره في أي مركز صحي . أقسام مفقودةيقول كل من عايض بن محمد المجهجل وشقيقه على بن محمد المجهجل ان هناك أقساما مفقودة في مستشفى تثليث العام وأولها (قسم معالجة الحروق ) فلا يوجد أقسام أو عيادات خاصة لمعالجة الحروق حيث انه في الأسابيع الماضية وعندما تعرض شقيقنا عبدالله وابنه محمد وشقيقتنا لحريق جراء اشعال نار للتدفئة من شدة البرد لم يستطع العاملون بالمستشفى تقديم أي خدمة طبية لهم لعدم درايتهم في الحروق وقاموا بتحويلهم لمستشفى الملك عبدالله بن عبدالعزيز بمحافظة بيشة لوجود قسم خاص بالحريق هناك بعدما تم رفضهم من قبل مستشفى عسير المركزي بحجة عدم وجود سرير وكادوا أشقائنا أن يفارقوا الحياة نظراً لبعد المسافة بيننا وبين محافظة بيشة التي تزيد على 351كم عن طريق الأسفلت أما عن طريق البر فلا تبعد بيشة عن تثليث سوى 120كم ولكن سيارات الإسعاف لا يمكن أن تسلك طريق البر وهذا الطريق يزيد من معاناتنا ، فنأمل من المسئولين بوزارة الصحة استحداث قسم للحروق بكامل مرافقه بمستشفى تثليث العام ودعمه بالأطباء المختصين في الحروق.صيدليات المستشفى لا تصرف أدويةيقول المواطن/ناصر بن رميح الشبوي وعدد كثير من المواطنين: عندما نراجع مستشفى تثليث العام سواء قسم الطوارئ أو العيادات الخارجية مباشرة يكتب لنا وصفة طبية على أوراق بيضاء وغير مختومة لشراء هذه الأدوية من خارج المستشفى رغم وجود عدد صيدليتين أحداهما بقسم الطوارئ والأخرى بجوار العيادات الخارجية وممتلئة بالأدوية ولكن لا يصرف لنا منها وانما تصرف لاناس مخصصين من أصحابهم وأقاربهم وهذا هو ديدن العاملين في مستشفى تثليث العام منذ ما يقارب أربع سنوات رغم أن الأدوية التي تصرف لنا أدوية فيفادول أو كافوسيد أو أدوية سكر أو ضغط وهذه أدوية ضرورية ويجب توافرها في جميع الصيدليات بالمستشفيات والمراكز الصحية. معاناتنا هل نجد لها حلا؟ يتسـاءل كل من المشرف التربوي /محمد بن عايض المعيض والشيخ /علي بن محمد المجهجل وعايض بن محمد المشعلي ومفلح بن عايض القحطاني ، ومحمد السعدي هل هناك حل لمعاناتنا المطروحة وأوضحوا لنا أن احتياجاتهم تتلخص في (توفير أطباء متخصصين سواء من السعوديين أو أطباء من خارج البلاد يتم التعاقد معهم عن طريق وزارة الصحة ويعمل لهم الاختبارات اللازمة غير الموجودين حالياً والذين يعملون بعقود مع شركة المجموعة الدولية القائمة على صيانة وتشغيل المستشفى وهؤلاء غير مؤهلين ، تعيين مديرين مناوبين بالمستشفى من أصحاب التخصصات الطبية ، تعيين مديرين للمراكز الصحية مؤهلين طبياً بدرجة طبيب أو فني حاصل على درجة الدبلوم من الكليات الصحية حتى تسير الخدمات الصحية بشكل صحيح ويسعد كل مواطن عند مراجعة المستشفى أو المركز الصحي ليجد ما يتمناه من خدمه صحية فائقة ، عدم صرف دواء من خارج صيدليات المستشفى أو المراكز الصحية مراعاة لأحوال السكان المادية الصعبة إلا أن يتعذر ذلك تماماً ) هذه كل متطلباتنا ومع تحقيقها تنتهي معاناتنا جميعاً فهناك من هجر المستشفى والمراكز الصحية خوفاً من أن يقع في خطأ طبي يقضي عليه أو يجعله معاقا طوال حياته ، ونحن نتوجه لمعالي وزير الصحة بنداء خاص بأن ينقذنا ضمن 150ألف نسمة يتجرعون يومياً الأخطاء الطبية الفادحة وسوء العناية الصحية ونقص الأدوية ومنذ خمس سنوات ، كما ندعوه بزيارة محافظة تثليث للوقوف على معاناتنا اليومية أو تكليف من يراه من منسوبي وزارة الصحة بزيارة مفاجئة لمستشفى تثليث ومراكز الرعاية الصحية الأولية بتثليث بالمراكز الإدارية التابعة لمحافظة تثليث حتى يرى العجب العجاب وله منا جزيل الشكر والعرفان.
المركز الصحي الوحيد في تثليث