نيويورك تايمز

كارثة انسانية تبحث عن حل

وصف مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين الوضع في السودان بأن مشكلة إنسانية تواجه العالم اليوم ، وقال: إنه يتحتم على المجتمع الدولي أن يلح على التوصل إلى اتفاقية سلام في السودان لتجنب وقوع كارثة إنسانية.وأوضح مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين أنطونيو جوترز أن الوضع في إقليم دارفور السوداني حرج وأن ما يشهده الإقليم من عدم الاستقرار يؤثر على التوتر على الحدود بين تشاد والسودان، الأمر الذي يمثل دواعي قلق عميق لدى وكالات الإغاثة الإنسانية التي تقدم حاليا العون والمساعدة لـ 200 ألف لاجئ في المنطقة الحدودية.وقال المفوض السامي خلال اجتماعه بأعضاء مجلس الأمن الدولي: إن الوضع في ولاية دارفور الواقعة في غرب السودان أخذ يتدهور تدهورا شديدا خلال الأشهر الستة الماضية.وأردف :إن العنف الحاصل الذي لا يخضع لأية رقابة أو قيود، قد عاود الحدوث بشكل يومي؛ بحيث صار عمال الإغاثة ينقطعون بانتظام عن الوصول إلى النازحين وعن الأشخاص الذين يسعون إلى مساعدتهم.وقال المفوض السامي: لقد اضطررنا هذا الشهر إلى رفع مستوى التهديد الذي يتعرض له الموظفون في مناطق دارفور، حتى في الوقت الذي يلاحظ فيه الموظفون التدمير المنظم للمحاصيل وارتفاع أعمال العنف. وشدد غوترز على أن تجنب وقوع كارثة في دارفور سيتطلب اتخاذ إجراءات جريئة ومشاركة تامة من طرف الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة على حد سواء.وقال لأعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر: إنني على علم بالمناقشات الجارية بشأن تطور قوة أمن أكثر قوة، ومسألة طبيعتها وتركيبتها الحساسة. غير أن منع وقوع خسائر بشرية في دارفور بأعداد كبيرة يتطلب التوصل إلى اتفاق سلام، وذلك لا يعني أنها تمثل حلا للمشكل وإنما بداية لعملية معقدة من أجل التوصل إلى مصالحة ووفاق وطنيين. وقال المفوض السامي إننا بحاجة إلى التزام تام من قبل المجلس وبأن يعمل كافة أعضائه سوية من أجل دعم السلام وممارسة الضغوط على سائر الأطراف المعنية. إذ إنه لا يمكن لأحد أن يتحدانا إذا ما تكاتفنا وتصرفنا بشكل جماعي.وأوضح غوترز أن الأوضاع في مناطق أخرى من السودان هشة أيضا وأنها بحاجة للمساعدة. وأكد أن الدعم الاقتصادي والسياسي الدولي الضخم يعد أمرا حاسما لتحمل نفقات عودة اللاجئين والنازحين السودانيين في أعقاب التوصل إلى اتفاقية السلام التي تم إبرامها في جنوبي السودان. وأضاف: إن الدعم مطلوب الآن وليس عندما يصبح كل شيء قائما وكل الشروط المطلوبة قد استوفيت. فعندها ربما يكون قد فات الأوان. وقال: إنه لا يوجد في جنوب السودان سوى 14 كيلومترا من الطرق المعبدة، ولا تكاد توجد أية مدارس ولا مستشفيات والإدارة المدنية الموجودة على الأرض هزيلة جدا.