صحيفة اليوم

داء السكري وأهمية النظام الغذائي

إن داء السكري من الأمراض المزمنة المنتشرة بشكل كبير في المملكة العربية السعودية. وقد لوحظ زيادة كبيرة في مدى انتشاره في السنوات الاخيرة الماضية في المملكة العربية السعودية والدول العربية بشكل خاص وفي العالم اجمع بشكل عام.ويتوقع الخبراء انه بحلول عام 2025م سيرتفع عدد المصابين بداء السكري ليصل حوالي 300 مليون شخص للشعب السعودي منه نصيب كبير ومن هؤلاء المصابين 85 بالمائة هم من النوع الثاني.ويعود سبب الزيادة الملاحظة في زيادة نسبة انتشار داء السكري في الدول المتقدمة الى تزايد عدد المسنين. اما الدول العربية فترجع الزيادة في انتشاره الى التغير الحضاري الكبير والمفاجئ الذي تعيشه هذه الدول. فزيادة تناول الغذاء وقلة النشاط الجسدي لحرق هذه الطاقة المكتسبة تفشت الامراض المرتبطة بالغذاء، ومنها داء السكري. فينجم المرض عن نقص او انعدام افراز الانسولين او تدني فعاليته، ويترتب على هذا الخلل انخفاض معدل احتراق السكر بالجسم او انعدام احتراقه، ولذلك فان تحديد كميات السكريات والنشويات في وجبات المريض يعتبر جرءا مهما من العلاج، فيؤدي الافراط في تناول هذه المواد الى عرقلة العلاج وحدوث المتاعب للمريض، فمن هنا تكون العلاقة بين الغذاء ومرض السكري مؤكدة. من ناحية انه اذا كان الغذاء يعتبر سببا من اسباب الاصابة بهذا المرض. كذلك فان الغذاء يعتبر من اهم وسائل علاج المرض، فيعتمد العلاج على:-1- نوع وكمية الغذاء.2- موعد تناول الوجبات.فتثقيف مريض السكري وتوعيته بحقيقة مرضه يعتبر حجر الاساس بالنسبة للعلاج. والتنظيم الغذائي يكون الدعامة الرئيسية الاولى لهذا الحجر في معالجة مرض السكري.فالطبيب يضع قواعدها واخصائي التغذية يترجم هذه القواعد الى حمية غذائية سليمة. ولا تكون سليمة الا بـ 3 قواعد أساسية:1- معتدلة2- متوازنة3- متنوعةفنحن نهدف من التنظيم الغذائي لمريض السكري الى تحقيق:@ المحافظة على الوزن المرغوب (المثالي).@ المحافظة على النمو الطبيعي للاطفال والمراهقين المصابين.@ منع ارتفاع مستوى الجلوكوز بشكل كبير في الدم بعد تناول الوجبة.@ منع انخفاض مستوى سكر الدم اثناء تعاطي الانسولين او اية ادوية عن طريق الفم.@ المحافظة على المستوى الطبيعي لدهون الدم والكولسترول لتجنب او تأخير حدوث امراض الاوعية الدموية (أي المحافظة على صحة المريض).فتوزيع الغذاء على مجموعة الاطعمة، وكمية كل مجموعة ونوعها يعتمد على:-@ عمر المريض@ وزنه@ جنسه@ طبيعة العمل@ استساغة المريض لأنواع معينة من الاطعمة@ العادات الغذائية والخطة العلاجية بالنسبة له@ كيف ننظم هذه الوجبة الغذائية1/ الطاقةان احتياجات الشخص البالغ المصاب بالسكري غير المصاب بالسمنة هي نفس احتياجات الشخص العادي المماثل في الطول والوزن والسن والجنس وطبيعة العمل. اما المصاب بالسمنة فيجب تخفيض الطاقة بهدف الوصول الى الوزن المثالي. وبالنسبة للاطفال المصابين بالسكري وغير المصابين بالسمنة فان احتياجاتهم مثل اقرانهم، وذلك لمراعاة حصول نمو طبيعي. اما المصاب بالسمنة فيراعى انقاص الوزن للوصول الى الوزن المثالي.2/ البروتينان الحاجة للبروتين في الغذاء الصحي لا تتجاوز 15 - 20 بالمائة من اجمالي السعرات الحرارية المستهلكة في اليوم. وهذه الكمية يجب ان تقلل اكثر في حالة امراض الكلى المزمنة. فالاطفال يعطون بمقدار 9 - 7 ر1 غم/ كغم من الوزن في اليوم، والحوامل 3ر1 غم/ كغم من الوزن حيث لا تقل كميته عن 85 غم يوميا.3/ الدهونالاستهلاك الصحي للدهون يجب ان لا يزيد عن 30 بالمائة من اجمالي السعرات الحرارية في اليوم. بحيث 10 بالمائة منها على الاكثر من الدهون المشبعة. ويفضل ان يكون الباقي من الدهون غير المشبعة. وان لا يزيد الكولسترول عن 300 ملجم يوميا.4/ المواد الكربوهيدراتيةتكون من 55 - 60 بالمائة من السعرات الحرارية الكلية في اليوم.ويفضل تحديد كمية السكريات البسيطة سريعة الامتصاص وزيادة كمية السكريات عديدة التسكر اي 35 بالمائة من السكريات البسيطة و65 بالمائة من السكريات عديدة التسكر (الألياف الغذائية) لانها تحتوي على نسبة عالية من الكروميوم الضروري لزيادة القدرة على الاستفادة من الجلوكوز في الجسم، وذلك باعطاء الانسولين القدرة على اختراق الخلايا ولزيادة فاعليته.5/ الفيتامينات والاملاح المعدنيةلا يحتاج مريض السكري الى اضافة الفيتامينات الى غذائه (عن طريق الحبوب اذا كان يتبع نظاما صحيا للغذاء).اما الأملاح المعدنية.. فقد أفادت بعض الدراسات بحدوث تخلخل العظام لدى المصابين بالداء السكري بالمقارنة مع امثالهم الاصحاء. مما يجب اعطاء كميات اضافية من الكالسيوم ولك بمعدل 5ر1 جم اما على شكل مستحضرات صيدلانية او عن طريق زيادة كمية اللبن المنزوع الدسم.فداء السكري لا يحرم الانسان من تناول نوع معين من الأطعمة، وانما يلزمه بتناول الغذاء الصحي. والغذاء الصحي لمريض السكري هو ذاته الغذاء الصحي لجميع الناس والذي يحتوي على كميات قليلة من السكريات وقليل من الدهون والكثير من الخضروات وكميات معتدلة من اللحوم المنزوع منها الجلد والمستخلص منها الدهون، وكذا كميات معتدلة من الفواكه.فتوافقا مع اختلاف الناس في تفضيلهم لأنواع الاطعمة المختلفة والعادات الغذائية تم وضع نظام البدائل ليساعد على المرونة في اختيار الاكل حسب رغبة المريض وذوقه مع المحافظة على التوزيع الصحيح للسعرات الحرارية على انواع الاطعمة. وبامكان اختصاصي التغذية شرح هذا النظام لمريض السكري وتوجيهه الى النظام الملائم له.أخصائي الغذاء والتغذية ـ فهد بن عيسى الأحمد