أدار الندوة د. مبارك الخالدي

مثقفون يناقشون فعاليات وتوصيات الملتقى الأول للمثقفين السعوديين

قبيل انعقاده راودتنا في (اليوم) فكرة ندوة حول الملتقى الثقافي ولكنا اثرنا وقتها ان نقدم مجموعة من المحاور تكشف عن اراء المثقفين حول الموضوعات والقضايا التي سيتناولها في انتظار النتائج والتوصيات.وبعد انعقاده وخروج توصياته الى النور كانت هذه الندوة التي دعونا اليها مجموعة من المثقفين والمثقفات ممن شاركوا في فعاليات الملتقى او تابعوها من الخارج وذلك لتقصى ابعاد انعقاد الملتقى والنتائج التي خرج بها والامال والاحلام المتوخاة والاحباطات والمخاوف التي راودت المثقفين.القضايا كثيرة والاراء اتسمت بالمصداقية والجرأة والهدف اثراء الثقافة المحلية والخروج بها الى دائرة الاخر.التقارب مع الشخوص@ اليوم: ما رأيكم في المتلقى الثقافي وتقييمكم لفعالياته وكافة القضايا التي نوقشت فيه كونه حدثا رائدا على الساحة الثقافية؟ـ بدأت الكاتبة والمشاركة في الملتقى ايمان القويفلي الحديث قائلة: عندما استرجع افكاري عن الملتقى اجد ان الباقي في ذهني منه ليس الفعاليات الرسمية التي شاركت في صياغتها والمحاضرات التي استمعت اليها في القاعات المخصصة لذلك، الحقيقة الذي بقي في ذهني اكثر من اي شيء آخر هو التقارب مع شخوص المثقفين بذواتهم سواء كان ذلك من خلال الاحاديث والمناقشات التي دارت بيني وبين الكاتبات او الاعلاميات وهي مناقشات هامشية ولا تأخذ طابعا رسميا وتعتبر بالتالي شيئا ثانوي الاهمية او شارحا للمتن، ما جرى من احاديث على هامش الملتقى كان هو الاهم بالنسبة لي. لذا لا استطيع التطرق الى ما دار ونوقش في محاضرة كانت مدرجة ضمن فعاليات الملتقى ولكن استطيع ان اتذكر جيدا الحديث الاخير الذي جمعني مع الدكتورة ثريا العريض قبل مغادرتي (الملتقى).@ (اليوم) ما الذي دار بينك وبين الدكتورة ثريا العريض فحتى لو كان حديثا هامشيا لابد ان يتطرق للملتقى ويكون وثيق الصلة بما حدث فيه من فعاليات؟ـ ايمان القويفلي: اعتقد ان ما جرى على هامش الملتقى يجب التكتم عليه وعدم اعلانه ولا اعتقد انكم تستطيعون نشره.@ (اليوم) : ولم لا فربما يستحق النشر ولا يستدعي التكتم عليه؟ـ ايمان القويفلي: في احد الايام التي تزامنت مع الملتقى كان هناك لقاء تليفزيوني للاستاذة سهير زين العابدين تحدثت خلاله عن جمعية حقوق الانسان ودافعت عنها بشراسة مبالغ فيها وتتكلم عن كون الجمعية لا يمكن ان تكون منتخبة وكان حديثها ما هو الا مجرد صدى للمناقشات التي دارت بيني وبينها بحضور الدكتورة ثريا العريض وبعض الاخوات وبذلك اعتقد اننا سربنا لها رؤية كان من المفترض ان تتطلع عليها لكونها احدى العضوات في هذه الجمعية. ولا ابالغ اذا قلت ان الملتقى كان اضافة جيدة لشخصي وتجربة مرضية بالرغم من عدم ارتياحي للتوصيات التي صدرت من خلاله والفعاليات التي نظمت في فترة انعقاده.وقالت الفنانة التشكيلية زهرة ابو علي: في البداية اثني على كلام الاخت ايمان ولكن اود ان اقول ان فكرة اقامة الملتقى لاول مرة تعد انجازا قويا لنا كمثقفين ولكل المسؤولين عن الحركة الثقافية ولذا كان لابد لنا ان نحتفي وان نوجه كل طاقاتنا لاجل انجاحه كون ذلك واجبا علينا بغض النظر عن النتائج.وفي النهاية يصب هذا الملتقى في مصلحة الوطن ويساهم في النهوض بالمنجز الثقافي ولكنني احمل هذا الملتقى الكثير من المسؤولية والآمال والتطلعات التي طال انتظارها.تفوق نوعي@ وتساءل جبير المليحان (من المشاركين في الملتقى) قائلا: اود ان اسأل الاختين زهرة وايمان عن المشاركة النسائية في الملتقى هل هي كافية وترتقي لطموحاتهن؟ـ ايمان القويفلي: بهذا السؤال تذكرني بسؤال الاخ جعفر الجشي الذي دار حول نفس هذا المضمون وكان لدي جواب حول ذلك السؤال سأذكره لكم. الا وهو ان عدد الاوراق المقدمة من المدعوات والمشاركات كان بكل تأكيد عدد بسيط جدا ورغم ذلك كانت متفوقة نوعيا على ما قدم من المشاركين من الرجال واقول ذلك بدون اي تحيز.قنبلة البشر@ الاستاذة بدرية البشر ذكرت في حديث عن الجانب النسائي من الملتقى ما اصفه بـ (القنبلة)، حيث قالت: ان بعض المشاركات كن يأتين الى الملتقى لمجرد كونهن يحضرن لاجتماع حريمي فقد كن يتسابقن على الاهتمام بالمظاهر وكن لا يحترمن الوقت ولا المكان الذي يتواجدن فيه وكن يتحدثن بجوالاتهم ويتلقين الاتصالات بدون حرص على التركيز فيما يدور في الملتقى من فعاليات ومناقشات رسمية او جانبية ووصفت خلال حديثها بان معظم المنافسات بينهن كانت تدور في فلك الفكر القديم والمتهالك والذي يتناول قضية الفوارق بين الرجال والنساء وبانهن مظلومات من الرجال فما تعليقكن على ما ذكرته الاخت بدرية؟@ ردت ايمان القويفلي وهي ضاحكة: هذا الكلام لا غرابة فيه فمقابل الاجتماعات واللقاءات النسائية كان الرجال ايضا يلتقون في قاعات الملتقى ويتبادلون القبل ويصافحون بعضهم بعضا ويتحدثون بالجوالات.وتدخلت زهرة في النقاش: اتمنى الا يتحول النقاش الى صراع بين الرجل والمرأة ام سيكون بشكل عام عما دار في الملتقى.تحيز التخصص@ الفنان التشكيلي عبدالرحمن السليمان المشارك في الملتقى يقول: اود التعليق على ما دار من نقاش بيننا بصفتي فنانا تشكيليا سأوضح لكم ان لقاءاتنا نحن كفنانين تشكيليين كانت محدودة ومحصورة في نطاق تخصصنا وكنا نطالب دائما بلقاءات تجمعنا مع الادباء والمثقفين بشكل عام.ولذا كنت من اكثر المتفائلين بالملتقى لمجرد اقامته دون النظر في فعالياته ولكن في الجلسات الخاصة بالتشكيليين افتقدنا الادباء فقد كان معظم المتواجدين فيها من ذوي الاختصاصات المتعلقة بالفن التشكيلي او طلبة الجامعة وبصراحة مثل هذه الجلسات جعلتني اشعر بان هناك تحيزا للتخصص وكانت بعض الجلسات خالية وقد يكون ذلك بسبب سوء اختيار الوقت الذي اقيمت فيه او خصص لها خاصة ان التوقيت لم يكن ملائما وكان لابد من التنسيق لاختيار الوقت الملائم لكل فعالية او جلسة في الملتقى. مهم جدا ان يستمر هذا الملتقى حتى ولو من خلال اقامته كل عامين على الاقل في مدن المملكة فليس من الضروري اقامته في الرياض فقط واعتقد انه لابد من طرح موضوع معين لكي يناقش بين المثقفين ويكون من خلال حوار اخوي فقد لاحظت ان بعض الجلسات كان يسودها التوتر وهذا امر لابد من القضاء عليه حتى نكون على مستوى كبير من الوعي وانا هنا لا اقصد المثققفين ولكن فئات اخرى كانت مشاركة في الفعاليات. التنظيم بصفة عامة كان جيدا، لكن من وجهة نظري المنطقة الشرقية لم تأخذ حقها فقد شارك منها فقط رجل وامرأتان وهذا الامر لا يكفي والمناطق الاخرى شارك منها عدد اكثر من المشاركين القادمين من الشرقية وكان الامر فيه تحيز لبعض المناطق على حساب الاخرى. وكانت لدي ورقة في الفعاليات الخاصة بالفنون التشكيلية تطرقت من خلالها الى وضع تصور يتعلق باهمية اهتمام وزارة الثقافة والاعلام بالفن التشكيلي ولو من خلال تبنيه وكانت معظم الاوراق التي قدمناها كتشكيليين متشابهة لعدم وجود محاور محددة يمكن لنا من خلالها التطرق لجوانب متنوعة واستعرضنا مطالب وتصورات عديدة وورقتي تتحدث عن الواقع الراهن للساحة التشكيلية من خلال عرض وجهة نظر تتحدث عن السلبيات الموجودة في الساحة.@ (اليوم): دعونا ننظر نظرة عميقة للاوراق والمناقشات التي كانت ضمن فعاليات الملتقى بدلا من الخوض في الحديث حول انطباعنا عنه ورأينا المباشر فيه بشكل عام؟فعاليات مستهلكةوداخل جبير المليحان قائلا: فكرة اقامة الملتقى جيدة وقد يكون هناك تطور للملتقى وتدارك لكل سلبيات حدثت فيه خاصة ان هذا الوضع طبيعي كونه يقام للمرة الاولى فقد يكون الملتقى مساهما في خلق مناخ مناسب لتأسيس نظام مؤسساتي خاص بالادباء والمثقفين وهذا ما كنا ننتظره منذ اعوام طويلة فمن الضروري ان يكون هناك كيان واضح ومعترف به من قبل الدولة للادباء كاتحاد خاص بهم يضم شمل جميع المثقفين باطيافهم وانماطهم المختلفة وبذلك يكون الملتقى خطوة جيدة في هذا الاتجاه وقد يؤدي الى ايجاد هياكل تنظيمية خاصة باهل الثقافة. واعتقد فيما يخص الفعاليات ان بعضها مستهلك وعادي ولا يرقى للهم الثقافي الذي يعيشه الاديب او المثقف وقاصرة ولا تشمل كل الجوانب فلم يتم التطرق للنشر الالكتروني وكذلك ما يتعلق بالكتابات الابداعية وغيرها من الجوانب وقد يكون ذلك بسبب اعداد الاوراق في وقت قصير وبدون مشاركة من الاخرين خاصة اننا حضرنا الملتقى وناقشنا بعض الاوراق والنقاط المكتوبة والمعدة سابقا.وكانت لدينا تحفظات كثيرة حول بعض الاوراق وهذه من السلبيات التي تؤخذ على الاعداد فبعض الاوراق كانت اقل من طموح المثقف فهي توصيفية وانشائية وكتبت على عجل دون ان تمثل رأي شخص معين ولا تلمس الهم الثقافي بشكل كبير.الجرأة@ (اليوم): هل ما طرح في الملتقى يؤهل لتأسيس استراتيجية للثقافة في المملكة خاصة ان الصيغة التي تم اعداده من خلالها اعتمدت على الصوت الواحد بمعنى انه لم تكن هناك تعددية لانشاء هذه الاستراتيجية؟ـ وعلقت زهرة ابو علي: قبل مناقشة هذا الامر اود العودة الى ما ذكره الاستاذ عبدالرحمن السليمان فالفن التشكيلي ظلم في الملتقى بشكل كبير وكنت اتمنى واتوقع بان يخصص يوم كامل لتناول هموم الفن التشكيلي واحتياجاته وتطلعاته والخطوات العملية الخاصة به فقد كان زمن النقاش المخصص له قصيرا جدا وهذا كان مؤثرا لان النقاش يثري بوجود شخصيات مختلفة واراء متعددة وانا مع الاخ عبدالرحمن السليمان عندما تحدث عن الحضور فقد كان قليلا جدا من الجانب النسائي خصوصا فقد كان عددهن لا يتجاوز خمس عشرة سيدة فقد تأخرت الندوة التشكيلية في الوقت ولا اعلم ما السر خلف الغياب الموجود في الفعاليات الخاصة بالفن التشكيلي كان من المفترض ان يعطى حقه بشكل اكبر مما حدث، اما فيما يتعلق بالملتقى والاوراق التي تناولها. اعتقد انها كانت كثيرة وطويلة بالرغم من كون وقت الملتقى قصيرا واخذت الجانب الرسمي بشكل مبالغ فيه. فلم تكن اوراقا عملية بشكل مرض ومكثف وخالية من الجرأة وكنا نتوقع هذا الشيء لكون الملتقى يقام للمرة الاولى فالوقت (ضيق) وكان من المفترض ان يأخذ كل محور يوما كاملا للنقاش فيه بشكل واف ومفصل. وعلى ضوء الملتقى ذكر في التوصيات انه من المتوقع حدوث ملتقيات اخرى ولكن اتوقع ان يتفرع من هذا الملتقى العديد من الملتقيات المتخصصة كورش عمل لكل جانب من الجوانب الثقافية قبل اقامة الملتقى الرئيسي واتمنى ان يتم حدوث ذلك بالفعل.ـ ايمان القويفلي من جانبها علقت على كلام القاص جبير المليحان الذي تناول ناحية انشائية الاوراق حيث قالت: كانت بالفعل كما ذكر وتحتوي على سرد تاريخي ولا اعلم ما الموجب لهذا السرد التاريخي؟! ولفت نظري الاستاذ محمد رضا نصر الله فقد اكد اكثر من مرة ان الاوراق المقدمة لابد ان تكون اوراقا اجرائية واكد على كلمة اجرائية اكثر من مرة وقد فوجئت في الايام الثلاثة في الملتقى بان قلة من الاوراق احتوت على خطوات اجرائية وهذا اثر على التوصيات فقد كانت تحتوي على كم كثير من النوايا والطموحات الحسنة التي لا اعرف كيف سيتم تنفيذها فمن المفترض ان تكون الاوراق المقدمة اجرائية وليس هناك داع لان تقول ان الحرية مهمة دون ان نضع هذه التوصيات نحن متفقون على اهمية الحرية ولكن لابد ان نحدد ماهية وكيفية حماية الاديب والكاتب والفنان التشكيلي من العوز والفقر.@ (اليوم): لماذا كانت الاوراق المقدمة خالية من الاجرائية هل بسبب سوء فهم فيما يتعلق بالاتصال بين من تم استكتابهم وبين وزارة الثقافة والاعلام ام ان هؤلاء قدموا اوراقا جاهزة مسبقا بغض النظر عما قدمته الوزارة؟ـ ردت ايمان القويفلي قائلة: عفوا هذا من سوء الاداء في اعتقادي فمن غير المقبول والمنطقي ان تأتي بورقة جاهزة كمقال او بحث في ملتقى يعد الاول من نوعه للمثقفين بما عليه من رهانات كثيرة وواسعة.عقليات عتيقةوتطرق عبدالعزيز السماعيل (مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام) الى الجانب الفني في الملتقى حيث قال: لقد كان متواضعا فيما يخص التنظيم والتخطيط وهناك بلا شك العديد من الملاحظات ولكن من الممكن ايجازها فجميل ان يكون هناك ملتقى وتجمع للفنانين والمثقفين. كيف تم هذا الملتقى وكيف حصل هذا لا يهم فهو ملتقى يتم لاول مرة ويعد كتجربة اولى ولذلك اتمنى تكرار هذه التجربة مع تفادي السلبيات والاخطاء المصاحبة لها ولدي ملاحظة اود التأكيد عليها وهي تصب في اتجاه ما ذكره الاستاذ عبدالرحمن السليمان وهي دعوة المفكرين والمثقفين في المنطقة الشرقية فقد كانت دعوات قليلة جدا وكنا نتمنى ان تكون متعددة خاصة للمشاركين بالاوراق حتى تكون مساهمتهم افضل.. لفت نظري ايضا نقطة كنت اتمنى من المنظمين الالتفات لها وهي ان الملتقى للمستقبل لذا كان لابد من الاهتمام بتوجيه الدعوات لشريحة كبيرة من الشباب المنتمين للثقافة والفن لان المراد من الملتقى التخطيط للمستقبل، فمن المفترض ان يكون لهم حضورهم القوي في الفعاليات المتنوعة المدرجة في الملتقى ولابد من الاشارة الى ان بعض من قام باعدد وصياغة الاوراق لم يكن يتمتع بالنظرة المستقبلية للساحة الثقافية المعاصرة مع احترامي لهم ولخبراتهم فهم لا يزالون يفكرون بطريقة وعقلية تعود لاكثر من اربعين او ثلاثين عاما ماضية وهذا كان اوضح من خلال بعض الاوراق التي طرحت للحديث عن الموسيقى او في المسرح فقد كان التفكير فيها قديما بدون النظر الى ان الحياة اختلفت ولم يعد ايقاع العصر على ما كان عليه في الماضي وطرق الحياة ونظرتنا اليها، بالتأكيد اصبحت الان مختلفة ولدينا نظرتنا المختلفة تجاه تطلعاتنا ووضعنا المستقبلي ولذا كنت اتمنى ان تكون اصوات الشباب متوافقه مع الجيل السابق لهم. ولو سمحتم لي ساتطرق لجانب اخر وهو ان هناك جانبا مهما من الممكن ان يخلق من الملتقى تجربة مفيدة من التوصيات بشرط تقديم وزارة الثقافة والاعلام مشروعا محددا وخطة عامة للشأن الثقافي فعدم وجود خطة عمل لدى الدولة ممثلة في وزارة الثقافة والاعلام جعل الكثير من الكلام والاوراق التي قدمت فيه الكثير من الضبابية وعدم الوضوح وكان مجرد امنيات او اهداف لا اعلم على اي امر تم بناؤها. بصراحة نحن نريد خطة عمل ومشروعات محددة تطرح من قبل الوزارة تتم مناقشتها واضافة التوصيات والملاحظات عليها، فمن غير هذا المشروع تصبح جميع الاوراق رغم اهميتها اوراقا تنحصر في الحديث حول الجدوى واللا جدوى والقيمة والاهمية لعدم وجود صورة واضحة او شبه واضحة لما يمكن ان يحدث وفي اعتقادي ان غياب خطة العمل امر غريب واذا استمر الوضع سيربك كثيرا ولا يسمح بظهور الملتقى بالصورة المرضية.@ (اليوم): يبدو ان المراد من هذا الملتقى وضع استراتيجية وخطة عمل للملتقيات الاخرى وقد يكون ذلك تقصيرا من جانب الجهة التي تمت استشارتها في الاعداد وهي الهيئة الاستشارية كما يبدو؟ـ قال عبدالعزيز السماعيل: قد يكون المراد من الملتقى الاستماع الى الاراء والتوصيات ولكن تأخر كثيرا وضع هذه الخطة واتمنى ان تكون النتيجة واضحة للجميع وان نشاهد مردود هذا الملتقى في اسرع وقت ممكن على الاقل.شمولية العنوانوداخل القاص عبدالله الوصالي قائلا: اضم صوتي لصوتكم في امتداح فكرة اقامة الملتقى ولكن منذ بداية هذا الملتقى طغى نوع من التوفيقية على عنوانه وعلى توصياته فعندما نقول الملتقى الاول للمثقفين السعوديين يبدو لي ان هذا العنوان سبب حرجا للداعين، لذلك قاموا بدعوة كل شخص يدعي او يعتقدون انه مثقف ويبدو ان هذه التسمية اثارت جدلا قديما عن الوسط الثقافي ومن هو المثقف وغيرها من الاسئلة والمحاور ووجدنا ذلك في العديد من الاوراق كالتي قدمها الدكتور السريحي او الدكتور معجب الزهراني وابراهيم التركي وهذا بسبب العنوان الذي لم يسعف القائمين على الملتقى ويساعدهم على دعوة المثقفين المعنيين فقد كان في العنوان نوع من الشمولية فكان من لم يشارك في الملتقى لا يدخل ضمن مصطلح او مسمى المثقفين السعوديين وهذا الوضع ضغط كثيرا على الداعي وتم توجيه الدعوة الى ناشطين من خارج النطاق وطغت التوفيقية على التوصيات ايضا وعندما يأتي دورها سنذكر اكثر من توصية متعارضة او تحاول ان تمسك العصا من المنتصف كل هذا بسبب ضغط المصطلح وماهية المثقف الذي اثاره عنوان الملتقى وكأن نطاق الملتقى ضيق ولذلك كان هناك عتب لعدم دعوة بعض الاشخاص فهناك من يعتقد انه غير مثقف لمجرد عدم دعوته للملتقى ولهذا لابد من دعوة شخصيات متنوعة ومختلفة عن كل عام لتدراك هذه الاشكالية وللاهمية لابد من التطرق لورقة الاستاذ معجب الزهراني التي يؤكد فيها ان لكل شخص الحق في ان يعتبر نفسه مثقفا وذكر ذلك في الصفحة الرابعة منها بينما يحاول السريحي ترشيد وتنقية مصطلح المثقف بالتفريق بين المتعلم والمثقف، ذكر ذلك في الصفحة الثانية منها وكذلك ينفي مسمى الثقافة عن الكثير من المتعلمين بمن فيهم المبدعون ما لم يكن لهم حظ من الاهتمام بالشأن العام. وهناك ايضا قول للاستاذ ابراهيم التركي الذي اكد نقلا عن الاستاذ محمد بن عيسى وزير الثقافة المغربي السابق ان المثقف المناط به في كل عصر مسألة القيام وبذلك دخلنا بسبب او باخر في مجال من المثقف ومن غير المثقف.وهذه فسيفساء اتوقع حدوثها في الملتقيات الاخرى التي تقام للمثقفين في الكويت او في الدول الاخرى بشكل عام لانها حالة خاصة في الملتقى الاول للمثقفين السعوديين وقد يكون الداعي يريد تبرئة نفسه من تهمة الانحياز الثقافي ونحن نعرف ان الثقافة لدينا على مدار الثلاثين عاما الماضية وللاسف تمت مهاجمتها ووصفت بأنها امر سيء وتم اصدار مصطلح قديم مواز لمصطلح المثقف وهو مصطلح (طالب العلم) ولكن هذا هذا المصطلح يحمل نوعا من الطهرانية والسمو ويتقازم امامه المثقف وكأن الداعين ارادوا ان يأكلوا التفاحة ويتفرجوا عليها في نفس الوقت وهذا مستحيل.الاعتراف بالمثقفوداخل الزميل احمد سماحة قائلا: اسمحوا لي بان اتدخل في هذه المناقشة لكوني طرفا متورطا في الثقافة السعودية منذ فترة طويلة جدا ولدي بعض الملاحظات فقد تابعت الملتقى وفعالياته وأؤيد كلام بعض الزملاء المرتبط بتحديد هوية المثقف وماهية الثقافة ومن الملفت ان الملتقى عومل بسرية فلم يعرف المثقفون ماذا سيحدث وما الاوراق المقدمة وبرنامج الملتقى الا قبل فترة وجيزة من انطلاقته اذ لم يسبق الملتقى اي تمهيد اعلامي يستطيع من خلاله ان يجمع الافكار المسبوقة للطرح ليمكن من خلالها الاهتداء لما يجب ان يكون عليه الملتقى ومن وجهة نظري الشخصية اعتبر مجرد اقامة الملتقى كفكرة وبكل ما فيه من سلبيات حدث غير مسبوق منذ مؤتمر الادباء الذي عقد في مكة المكرمة عن طريق جامعة الملك عبدالعزيز في عام 1415هـ تقريبا كما اعتبره اعترافا بدور المثقف المطموس الهوية وغير المعترف بدوره والضائع في اطار المجتمع بشكل عام والجانب الآخر هو ان وزارة الثقافة والاعلام ارادت بصدق وبسرعة وهي لم تتمهد بعد, ان تقوم بدورها بالرد على ما يدور في الصحافة المحلية بضرورة قيام الوزارة بعمل ما يكون من شأنه دعم الثقافة بأي شكل من الاشكال وهذا الدور تم رغم عدم وجود تراكم خبرات لاقامة مثل هذه الملتقيات وهذا جانب لابد ان يؤخذ في الاعتبار فهذه الملتقيات تحتاج بدون شك الى دراسات موسعة تتطرق للثقافات والمساحات الجغرافية المتنوعة في المملكة تمهيدا لاقامة الملتقى وتحديد المشاركين فيه والاوراق التي ستطرح ولكنه رغم كل شيء يظل بادرة جيدة جدا واستشهد هنا بما ذكره الاستاذ محمد رضا نصر الله في احد المنتديات عندما قال انهم سيقومون باللجوء للجان عربية لدراسة التوصيات وايجاد الامكانية للعمل على تفعيلها وايجاد الاسس المعنية والكفيلة بهذا الجانب.عقدة الاجنبيوعلق الدكتور مبارك الخالدي على ما صرح به نصر الله قائلا: لا اتفاءل بهذه الدراسات رغم تصريح الاستاذ محمد نصر الله الذي كشف خلاله انه سيستعين باليونسكو فقد تشاءمت لان هذه الهيئة لن تقدم اي شيء ويبدو اننا لا نرى مقيدين بعقدة الاجنبي لتعود وتطل برأسها من جديد من خلال الثقافة واسمحوا لي فالبلد لا يحتاج الى الاستعانة بأي شخص من دول عربية او اجنبية فالقدرات موجودة وهو بلد غير (ناشف) من الاسماء القادرة على صناعة الاسس الخاصة بالثقافة وهناك تجارب واضحة تؤكد ذلك والاوضاع صريحة ومحاولة الاستعانة بهم ستساهم في تأخير تشييد الاستراتيجية الثقافية التي تريدها وهذا من وجهة نظري الخاصة.محاضرات نائمةواوضح القاص جبير المليحان: مسألة تعريف المثقف وحسمها يبدو انها اشكالية صعبة جدا ولو بحثت فلن تنتهي.. فلن يتفق الكثيرون على هذا المصطلح ولكن المسائل المهمة في رأيي هي المسائل الاجرائية والفعاليات التي تمت.. فالملتقى تم في ثلاثة ايام فقط والجانب الرسمي اخذ معظم الوقت وكانت هناك محاضرات مملة سببت النوم لبعض المشاركين وهناك الكثير ممن حضر لم يستفيدوا ولم يعبروا عن رأيهم ولم يمنح لهم الوقت للمداخلات ولابد هنا من طرح بعض الامور المتعلقة بالمستقبل لان في ذلك ناحية ايجابية ويجب ان يكون الملتقى القادم افضل من الاول وان يكون الملتقى يقام بصفة دورية ومنتظمة وارى انه اذا كان المراد هو اشراك المثقف في فعاليات الملتقى بحيث يأخذ دورا ايجابيا فانه لابد من عقده على شكل ورش وليس من خلال ندوات ومحاضرات تسبب النوم.التقنية والاوراق المملةواشارت ايمان القويفلي: الى مسألة لابد من التطرق اليها وهي الجانب التقني في عرض الاوراق فقد اشار عثمان الصيني الى ان النساء استعن بها الا انها غابت لدى الرجال وانا اعتقد ان الاوراق المطروحة كانت مملة فلم تتم الاستعانة بالشرائح الضوئية والتقنيات بالرغم من كونها متوافرة وميسرة للجميع وانا كمشاركة لم استخدم التقنية والوم نفسي على ذلك كما الوم جميع المشاركين الآخرين واتوقع انه لو تم استخدام التقنية فسيتم ضغط الكثير من المعلومات خاصة في ظل الافتقار للاحصائيات في المتلقى, فمثل هذه الوسائل التقنية تثير الانتباه وتجلب تركيز المتلقي وقد يكون ذلك بسبب عدم لجوء الوزارة الى استقطاب باحث لتقديم المعلومات والاحصائيات بطريقة حديثة.اجواء متوترةوتحدثت زهرة ابو علي عن ادارة الجانب النسائي كونها كانت مهملة جدا حيث قالت: شعرت كل مشاركة بانها مهمشة خاصة ان التنسيق لم يكن موجودا بين قاعة الرجال وقاعة النساء خاصة في ترتيب الادوار فيما يتعلق بالمناقشات ودور كل مشارك ليقول رأيه او ليشارك في الفعاليات وكان بعض رؤساء الجلسات لا يعدلون في مراعاة ذلك مما ادى الى توتر الاجواء واويد ما ذكره الاستاذ عبدالعزيز السماعيل حول غياب الشريحة الشبابية فقد كان بودي وجود عدد منهم لطرح مرئياتهم وتطلعاتهم خاصة انهم شريحة لديها رؤية مستقبلية مهمة بدلا من انفراد رؤية جيل محدد.وبين عبدالعزيز السماعيل انه كان من المفترض ان تكون الجلسات في نفس مكان سكن المشاركين لصعوبة التنقل من مكان لآخر فلو اعدت قاعات متخصصة في نفس مقرات السكن لكان الامر سهلا.خبرات اليونسكوورأى احمد سماحة انه يجب ان نعلم بان هذه الملتقيات لا يمكن ان تجمع كل الاشخاص والاطياف المتنوعة وكان من المفترض ان تسبقها ورش عمل في عدة مناطق بمسألة تدريجية وفي الثقافة جانب خبراتي لا يمكن تجاهله فلدى المملكة مثقفون جيدون ولديهم مشاركات متعددة على المستويين العربي والدولي واسماؤهم معروفة والاستعانة بالجهات والاسماء العربية والجهات الدولية لا تقلل اطلاقا من كفاءة المثقف السعودي.. ولدى (مصر) تجربة في الاستعانة باليونسكو في ترميم الآثار وكانت تجربة مميزة.الدكتور مبارك: ربما نجد المبرر لمصر في الاستعانة بالخبراء الاجانب لترميم الآثار لعدم توافر الخبرات محليا, لكن موضوع الاستراتيجيات مسألة مختلفة وتتعلق بأمور وقضايا لا يحلها الخبراء.وقال جبير المليحان اعتقد ان مدة الملتقى يجب اعادة النظر فيها لانها كانت مجرد ثلاثة ايام ومن هنا كانت عدة جلسات غير رسمية على جانب الفعاليات الا انها غابت ولم تتضح ملامحها الابداعية لذا نريد معارض تشكيلية متنوعة ضمن الفعاليات ومشاركة الادباء المميزين والعروض المسرحية والندوات واتمنى ان يقدم ذلك في الملتقى القادم.خلل التوصيات@ (اليوم): لماذا لم تكن التوصيات في مستوى طموح المشاركين في الملتقى واين يكمن الخلل؟اجابت ايمان القويفلي: عندما القيت التوصيات في اليوم الختامي للملتقى لم اكن متفائلة وشعرت بنوع من الخيبة وعندما نشرت في الصحف وجدت اكثر من نقطة وكنت اتحدث عن التوصيات الاجرائية التي تتناول الكيفية واعجبت بنقطة الاستعجال في الترخيص لجمعية الكتاب والادباء ووضع خطة طويلة الاجل لانشاء مراكز ثقافية شاملة وانشاء صندوق تعاوني لرعاية المثقفين والمبدعين واعادة العمل بجائزة الدولة التقديرية وهي نقاط يمكن تحويلها الى قرارات وهناك جانب نقطة تحسين اللوائح المنظمة للمؤسسات الثقافية والاندية الادبية وهذه تستدعي وجود انظمة جديدة بدلا من تحسين القديمة.زهرة ابو علي قالت: شعرت بان التوصيات جاءت على عجل وكأنها صيغة نهائية اتخذتها الوزارة للقيام بالفعاليات الاجرائية مستقبلا ام هي مجرد توصيات على هامش الملتقى سيتم تغييرها بعد تحديد اللجان وفي كلتا الحالتين تم استخراج التوصيات بشكل سريع فلم يتم التطرق لمسألة تأسيس أكاديمية للفنون وكأن هذه التوصيات معلبة.وقال عبدالعزيز السماعيل: اعتقد ان التوصيات تخلط بين البنى الاساسية والدعم والمساندة.. نحن الان في المملكة لابد لنا من التركيز على البنى الاساسية التي كان من المفترض تواجدها قبل ثلاثين عاما, والتخطيط لا ينفع في حال عدم اقامة ووجود المكان الذي يساعد على اقامة الفعاليات الثقافية كالمسرحيات والمعارض التشكيلية وغيرها من الظواهر والفعاليات الثقافية التي يمكن من خلالها تفعيل الثقافة, وعموما البنى الاساسية لا تحتاج للمقترحات والتوصيات كونها مثل البنى الاساسية لاي مرفق كالصحة او التعليم او اي مرفق آخر وايجاده مهم وضروري.واشار جبير المليحان الى ان التوصيات تم تحديدها باسلوب غامض وغير واضح للمشاركين في الملتقى فهي غير قانونية ومجرد حبر على ورق.عبدالله الوصالي قال: اصر على ما قلته في البداية فالتوصيات كانت ضعيفة لانها كانت تحرص على ارضاء الجميع وهذا امر من المستبعد حدوثه وكان لابد من الشجاعة لبلورة توصيات حقيقية وشجاعة ومن ضمن التوصيات التي لابد من الاشارة اليها ضمان حرية التعبير المسؤولة للادباء والمثقفين والفنانين وتوفير الاجواء المناسبة لهم فكان بودي اضافة مسألة حماية ذوات المثقفين ونتاجهم الفكري من اي تعد مادي او معنوي وقد ورد في ورقة الدكتورة عزيزة المانع في الصفحة السابعة مثل هذه النقطة فقد كان هناك من يصولون ويجولون ووضعوا المثقف تحت الخط الاحمر وجعلوا دمه مباحا وهذا ما نرفضه ولا نجد المبرر له.مبارك الخالدي اشار الى ان التوصية كانت تتحدث عن ضمان الحرية المسؤولة موضحا ان كلمة المسؤولة اثارت الكثير من اللبس فلا يمكن تحديد حرية التعبير ووصفها باي صفة وقال لا اعرف ماذا يرد من هذا المصطلح؟وتناول عبدالله الوصالي النقطة السادسة التي كانت تتحدث عن تحديث الانظمة واللوائح وعلق عليها قائلا: يبدو لي ان هناك عدم وضوح في ملامسة وتصور ماهية المؤسسة القادمة وهذه النقطة هي انقلاب على النقطة الثالثة التي تنص على الترخيص بجمعية الكتاب والادباء وايضا الروح التوفيقية برزت كثيرا في النقطة السادسة, ومن وجهة نظري انها ادرجت ارضاء لبعض رؤساء الاندية فكيف نستعجل امرا محددا ونطلب في نفس الوقت تحديث المؤسسات الموجودة وهذه التوصية بالذات تتردد دائما في مؤتمرات الاندية الادبية وكان من المفترض الاستغناء عنها.وهناك حرص في التوصيات على تجنب ذكر الموسيقى والسينما بالرغم من ذكر كل الفنون وقد يكون ذلك بسبب الضغوطات.وتساءلت ايمان القويفلي تعليقا على كلام المليحان قائلة: في احدى نشرات الملتقى ورد انه تم توجيه الدعوة الى بعض المشايخ من ضمنهم الشيخ سلمان العودة ولكنهم لم يحضروا فما تعليقك؟ورد جبير المليحان قائلا: هناك العديد من الشخصيات التي تمت دعوتها ولم تحضر وهذا امر عادي ويحدث في مثل هذه الملتقيات ومن الافضل ان نعود الى نقطة عدم ذكر الموسيقى والسينما في التوصيات لانه يبدو لي انه تم الاستغناء عن ادراجها ضمن التوصيات خوفا من وصف الملتقى باوصاف من بعض الجهات التي قد تعارض ادراج اي شيء يتعلق بالسينما والموسيقى ضمن التوصيات. وهناك شيء تم التطرق اليه في النقطة التاسعة وهو تأكيد مشاركة المرأة الثقافية في داخل المملكة وخارجها وفق المبادئ الاسلامية وهذه توصية فضفاضة وعبارة كابحة ايضا.تقول زهرة ابو علي: اعتقد ان الملتقى في غنى عن الدخول في بعض التوصيات التي قد تعيق استمراريته ولهذا لابد من الحذر منها.ورأى عبدالله الوصالي ان هناك رضا عن وجود الاندية الادبية مؤكدا انه لابد من تفعيل مشاركة المرأة فيها وكذلك في جمعية الثقافة والفنون والتاكيد على وضع مقرات الاندية والجمعيات لتكون جاهزة لذلك.وقالت زهرة ابو علي: لا اخفي عليكم انني افقد الامل فيما يتعلق بتوفير الاجواء المناسبة لمشاركة المرأة في جمعية الثقافة والفنون او في الانتخابات البلدية ولهذا اقول ان كل الجلسات الخاصة بالمرأة ومناقشة وضعها الثقافي لم تمس اي شيء في ولم تستفزني كفنانة تشكيلية, واخشى ان تؤدي مطاطية التوصية الخاصة بمشاركة المرأة الى اخضاع المرأة للوصاية والحد من مشاركتها تبعا لموقف ووجهة نظر المفسر للتوصية.ويقول عبدالرحمن السليمان: فوجئت بالتوصيات لانها يبدو انها مبنية على الاوراق التي قدمت مسبقا فالمشاركون كانوا مدعوين منذ شهرين لكتابة واعداد الورقات, وفي التوصيات ازدواجية واضحة فهناك تناقض حيث تمت التوصية على وجود مراكز ثقافية بالرغم من وجود اندية ادبية ومراكز ثقافية وكنت اتمنى ان يشهد الملتقى جلسات خاصة لتوصيات عملية وليس كما ظهرت.وقال عبدالعزيز السماعيل: استغرب من عدم التطرق في التوصيات للموسيقى والسينما بالرغم من تواجدهما في المحاور في الملتقى وكان الملتقى لا يعنيه ان اكثر من 50% من الشعب السعودي هو من المستمعين للاغاني وهذه النسبة على مستوى السوق العربية.واشار احمد سماحة الى انه يجب ان نعرف ان هذه مجرد توصيات وفي رأيي هناك توصية هامة كان من المفترض وضعها على قائمة التوصيات وهي اهمية دور الثقافة في العالم فالمنتج الثقافي اصبح موازيا للمنتج الصناعي وامريكا تصدر اكثر من سبعين مليار دولار كمنتج ثقافي لا تحتاج الى سفن لعملها.. وقال سماحة اعود الى ورقة الدكتور غازي القصيبي واقول كما قال: لا يعول على الجهات الرسمية في تبني الثقافة فأرجو ان تعولوا على انفسكم بدلا من الاعتماد على الجوانب الاخرى.ايمان القويفلي: اعتقد انه من الضروري فتح المجالات لمشاركة المرأة بعيدا عن الاشكاليات الموجودة فهناك خطوات بدائية لابد من تجاوزها حتى تساهم المرأة في خدمة البلد من خلال الثقافة ولدى المرأة السعودية القدرة على تقديم نفسها بشكل محترم في المجال الثقافي.عبدالرحمن السليمان: لا اعلم ما السر في الاصرار على انشاء اكاديمية للفنون, فهي توصية عملية ولا تخضع لمسؤولية وزارة الثقافة والاعلام.@ (اليوم): ما الذي نقص الملتقى بالتحديد؟جبير المليحان: كانت تنقصه الشجاعة والجرأة فقط فكان يجب ذكر بعض الفنون بجرأة وبلا موانع وسيظل الملتقى حلما لابد من تفعيله حتى تصل الثقافة السعودية الى المستوى الذي نطمح اليه وان يتصف بالشمولية وتطور الآلية فيه وتتسع مشاركات الادباء فيه.عبدالعزيز السماعيل: اعتقد انه لا جدوى من ملتقى آخر اذا لم تقم الوزارة بتحديد سبل اخرى لضمان بروز الاستراتيجية الثقافية.توصيات الملتقى1- يؤكد المجتمعون على اعتبار اوراق العمل المقدمة للملتقى والنقاشات والمداولات البناءة التي دارت في جلساته والتوصيات التي انتهى اليها اساسا لوضع الاستراتيجية الوطنية للثقافة في المملكة.2- الاهتمام بالثقافة بوصفها اساسا لتحصين الأمة والنهوض بها لمواجهة الأزمات والتحديات التي تهدد كيانها كالتطرف والغلو والانهزام والتبعية وتعزيز الولاء الوطني.3- الاستعجال في الترخيص لجمعية الكتاب والأدباء السعوديين التي سبق ان رفعت عنها وزارة الثقافة والاعلام للمقام السامي في شهر صفر عام 1425هـ.4- ضمان حرية التعبير المسئولة للأدباء والمثقفين والفنانين, وتوفير الاجواء المناسبة للنشر والانتاج.5- وضع خطة طويلة الأجل لإنشاء مراكز ثقافية شاملة في مدن المملكة المختلفة على ان تشتمل تلك المراكز على بنية تحتية توفر كافة التجهيزات اللازمة لمختلف اوجه النشاط الثقافي والفني من قاعات للمحاضرات ومسارح ومعارض ومكتبات متنوعة وتخصيص الاعتمادات اللازمة لذلك.6- تحديث الأنظمة واللوائح والتنظيمات المتعلقة بالمؤسسات الثقافية المختلفة كالأندية الأدبية وغيرها بما يضمن لها ملاءمة التطورات الحديثة في التنظيم والادارة الجماعية ويساعدها على ارتياد آفاق جديدة في عالم الثقافة الواسع.7- اعادة هيكلة المؤسسات الثقافية القائمة كالاندية الادبية والجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون.. بما يساعد تلك القطاعات على حسن الاداء وتطوير العمل، وتخصيص الاعتمادات اللازمة لذلك.8- رصد مخصصات كافية في الميزانية للانفاق على كافة الانشطة الثقافية.9- تأكيد مشاركة المرأة الثقافية في داخل المملكة وخارجها وفق مبادئ وقيم مجتمعنا الاسلامي.10- الحاجة الى احداث مؤسسات ثقافية جديدة تهتم بالكتاب والفنون التعبيرية والشعبية والمسرح والفن التشكيلي.11- انشاء صندوق تعاوني لرعاية المثقفين والمبدعين تسهم فيه الدولة.12- الاهتمام بزيادة عدد المكتبات العامة بحيث تغطي جميع مدن وقرى المملكة وفق خطة وطنية مدروسة، على ان لا يقل العدد عن 25 مكتبة كل عام، مع ايجاد مكتبات عامة للنساء والاطفال ومكتبات متنقلة للاماكن التي ليست فيها مكتبات. وتحسين اوضاع المكتبات الموجودة بتوفير ما تحتاج من تجهيزات وكوادر فنية وبشرية.13- تشجيع المؤلفين والناشرين ماديا ومعنويا لتمكينهم من طبع ونشر المؤلفات وتوزيعها داخل المملكة وخارجها مع اعفاء الكتب من رسوم الشحن والجمارك والبريد.14- حث وتشجيع المؤسسات الاهلية والبنوك والموسرين من رجال الاعمال على تبني المشروعات الثقافية الخاصة.15- اعادة العمل بتقديم جائزة الدولة وتوسيع مجالاتها، لتشمل العلوم والفنون والآداب.16- تتولى وزارة الثقافة والاعلام انتاج برامج مناسبة للطفل تبث من وسائل الاعلام المختلفة.17- انشاء مراكز ثقافية وفنية للاطفال تسهم في زيادة الوعي الثقافي والفني بأشكال مختلفة.18- اقامة معارض للكتاب واعطاء عناية لكتاب الطفل وتخصيص جوائز للكتب والبرامج الثقافية المميزة.19- تتولى وزارة الثقافة والاعلام تنظيم ومتابعة الانتاج والعرض المسرحي ورعاية المنتمين له لضمان التوسيع والتطوير.20- تبني واحتضان المواهب الفنية الشابة في مجال المسرح والفن التشكيلي والخط والزخرفة والتصوير الفوتوغرافي عن طريق تدريبهم وابتعاثهم مع اهمية انشاء اكاديمية سعودية للفنون.21- تشجيع الموهوبين بتخصيص جوائز للابداع الفني في فروع الفنون التعبيرية المتعددة.22- اقامة هذا الملتقى دوريا مع مراعاة توسيع دائرة المشاركة فيه وتنقله بين مدن المملكة.
جمع من المثقفين داخل الملتقى
توصيات الملتقى