كلمة اليوم

رسوخ مواقف المملكة أمام تلون المزايدين

هنالك مثل صيني يقول: (متى توفرت إرادة التهمة توفرت الأدلة)، والذين حاولوا جرّ تصريح معالي وزير الخارجية عادل الجبير في البرلمان الأوروبي مطلع الأسبوع الماضي، في سياق تعليقه على الموقف من قطر، وصلتها بدعم بعض التنظيمات الإرهابية، واستغلال الموقف من حماس كما لو أنه موقف من القضية الفلسطينية، في تسطيح فاضح للأمور، وتبريرها على هوى وأجندات أصحابها، ممن يسعون بمنتهى السذاجة لاجتزاء المواقف السياسية وفق ما يخدم مصالحهم، رغم أن الجميع يعلم أن حماس ليست هي القضية الفلسطينية، حتى أن السلطة الفلسطينية الشرعية كانت، وربما لا تزال على خلاف مع بعض توجهاتها. في السياسة كما هو معلوم لا يمكن التعامل باللونين الأبيض والأسود وحسب، على غرار ما سبق وأن تناولته هذه الافتتاحية حول فهم البعض بأن العداء مع إيران إنما هو بمعنى ما وفاق مع إسرائيل، أو أن رفض حماقات حماس هو تنكر للقضية الفلسطينية، الأمور لا يمكن أن تؤخذ بهذه المقاييس الساذجة، حتى وإن حاولت الجزيرة، والإعلام المحسوب على طهران تصوير الأمور بهذه الطريقة، والمملكة التي عرفت عبر التاريخ برزانتها ووقارها في التعامل مع السياسات الخارجية، وحرصها على تسمية الأشياء بأسمائها بعيدا عن المزايدات ما أكسبها احترام كل المنصفين، لا يمكن أن تساوم على القضية الفلسطينية، ولا أن تتنكر لها وهي التي بذلت في سبيلها الدم والمال، كما لا يمكن أن يكون خلافها أو اتفاقها مع حماس أو أي فريق فلسطيني هو المعيار لموقفها الثابت من القضية، وهذا ما تعرفه الجزيرة وكل إعلام الفتن والضلالات، لكنهم حين يلجأون إلى مثل هذه الأساليب الرخيصة في التلبيس على الناس، وكأن حماس هي الوكيل الحصري للقضية الفلسطينية، أو أنها هي وحدها الممثل الشرعي لها، فقط لمجرد إدانة موقف المملكة الواضح حتى من حماس ذاتها ومن حماقاتها، فإنها تكشف عن الخواء الذي بلغه هذا الإعلام الذي بات يبني اتهاماته ليس على الحجج، وإنما على الأضاليل التافهة، متوهما أن هذه التهم ستدفع المملكة إلى الاصطفاف معه للتصفيق لحماس وغيرها من التنظيمات التي تشوه القضية، وتسيء إليها أكثر مما تخدمها.مياه المملكة صافية ونقية، وبالتالي على هواة الاصطياد في الماء العكر العودة إلى وحولهم.