كلمة اليوم

النظام القطري وإشعال الأزمة

من خلال دعم قطر الواضح لقيادات الإخوان والتنظيمات الإرهابية كالقاعدة وداعش والنصرة فانها تتحمل كامل المسؤولية عن ابقاء فتائل الأزمة الخليجية مشتعلة وقائمة، فثمة سلسلة من المغالطات التي حاول وزير الخارجية القطري طرحها أمام مجلس حقوق الانسان، وهي مغالطات تدل على أن حكام الدوحة مازالوا يعزفون على منغومتهم المهترئة باعلان براءتهم من أي تهمة تدينهم بارتكاب دعم الارهاب بمختلف فصائله وميليشياته وتنظيماته التي لا تزال تهدد أمن واستقرار وسلامة دول المنطقة.محاولة قطر تسويق أزمتها في المحافل الدولية والاقليمية هي طريقة فجة لجذب أنظار الرأي العالمي لأزمة يحاول التنصل من تبعات مقتضياتها، فالدول الأربع الداعية لمكافحة الارهاب مازالت متمسكة بمواقفها الواضحة تجاه تلك الظاهرة الخبيثة التي يتنادى العالم بأسره لاحتوائها وتقليم أظافرأصحابها أينما وجدوا، ومازالت تدعم جهود الوساطة الكويتية على اعتبار أنها القناة الأمثل لمعالجة الأزمة وأسبابها.غير أن النظام القطري مازال يستمرئ دعمه لظاهرة شريرة ملفوظة من كل المجتمعات البشرية دون استثناء، فلابد لهذا النظام أن يعود الى رشده ويركن الى مبادئ حسن الجوار وقيام علاقات ايجابية مع محيطه الخليجي والعربي والاسلامي والدولي، وأن يتوقف تماما عن ممارسة انتهاك القوانين الدولية ذات الصلة بمحاربة الارهاب والتوقف عن تمويل دعاة تلك الظاهرة واحتضانهم على الأرض القطرية.وليس بخاف أن النظام القطري على مرأى من العالم وسمعه مايزال يدعم الأيديولوجيات المتطرفة والأفكار المنحرفة ونشر خطاب الكراهية والتحريض على ممارسة العنف من خلال وسائله الاعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية، ويصر على عدم تغيير سلوكه الشائن، واحترام حقوق الانسان وكرامته وحريته تقتضي نبذ المسالك الارهابية والعودة الى الصواب وتحكيم العقل والامتناع عن تصرفات غير مسؤولة لا يزال العالم يدينها بمختلف أشكال الشجب والاستنكار ويحارب من يقوم بتأييدها ومناصرتها.لن يتمكن النظام القطري بتدويل أزمته القائمة أن يخرج من عنق الزجاجة التي دخل فيها بمحض حريته وإرادته، وليس من سبيل للخروج منها الا بالتوقف النهائي عن دعم الارهاب ولجم وسائله الاعلامية عن طرائقها المنبوذة بالدعوة الى ممارسة العنف ودعم الفصائل الارهابية ونشر خطاب الكراهية، وبدون السعي لتحقيق هذا الهدف فان النظام القطري سيبقى منبوذا ليس من الدول الخليجية والعربية فحسب، بل من سائر دول العالم التي لا تزال تكافح ظاهرة الارهاب وتعمل على اجتثاثها من جذورها في أي مكان.