كلمة اليوم

دعم فلسطين.. التزام سعودي يتجاوز الضجيج

رغم كل العراقيل في عملية السلام بين العرب والدولة العبرية، ورغم تراجع الاهتمام العالمي بالقضية الفلسطينية تحت وطأة المتغيرات الدولية والأزمات الإقليمية التي باتت تفرض نفسها على أجندة الأحداث، وتحديدًا في العقدين الأخيرين، إلا أن موقف المملكة المبدئي من قضية العرب الأولى والدفاع عنها في كل المحافل ودعمها دبلوماسيًا وماديًا ومعنويًا لا يزال هو العنوان الأبرز في مجمل السياسة السعودية الثابتة ـ منذ التأسيس وحتى الآن ـ والتي لا تقبل جدلًا أو مساومات أو ابتزازًا واستعراضًا.وإذا كانت المملكة، قد شاركت أشقاءها العرب، ضريبة التضحية بالدم منذ نكبة 1948، وقادت بفعالية مجمل التحركات العربية لإنهاء العدوان الإسرائيلي وترسيخ الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، واستعادة الأراضي المحتلة، فإنها أيضا لا تزال تقود مجمل التضحيات الأخرى لدعم الأشقاء في فلسطين المحتلة، ولا تبخل بشيء من قوت أبنائها من أجل رفع الظلم عنهم ورعايتهم ومساعدتهم، حتى يتمكنوا من الوقوف على أرض صلبة في رحلة التحرير وإنهاء الاحتلال.. ليس هذا فقط، بل لا نبالغ إذا قلنا إن المملكة ـ قيادة وحكومة وشعبًا ـ تتحمل العبء الأكبر عربيًا ودوليًا وعلى كافة الصُّعُد من أجل ذلك الهدف السامي والنبيل.. في الوقت الذي يتشدق فيه كثيرون ـ للأسف ـ بالشعارات الفارغة وتبنّي مواقف انقسامية تزيد من تشتت الشعب الفلسطيني.وهنا تبرز الموافقة السامية الكريمة على رفع مساهمات المملكة الشهرية لدعم ميزانية السلطة الوطنية الفلسطينية من 7.7 مليون دولار إلى 20 مليون دولار شهريًا بزيادة قدرها 12.3 مليون دولار، إضافة لتسديد المملكة حصتها من زيادة رأس مال صندوقي الأقصى والقدس والبالغة 70 مليون دولار، على 4 أقساط سنوية.. تنفيذًا لقرارات قمة عمّان الأخيرة العام الماضي 2017.. وهو ما قام به بالفعل الصندوق السعودي للتنمية بتحويل ما يعادل مبلغ 40 مليون دولار لحساب وزارة المالية الفلسطينية، قيمة مساهمات المملكة لدعم ميزانية السلطة الفلسطينية لشهري ديسمبر ويناير الماضيين.الملاحظة الأهم، أن المملكة عندما تلتزم بمثل هذا الإجراء، بل وتزيده، فإنها تترجم عمليًا ودون ضجيج ـ بالأفعال لا الأقوال ـ مضمون مساندتها الدائمة للأشقاء الفلسطينيين، ولم يحدث أنها يومًا تنصَّلت من التزاماتها الأخلاقية والإنسانية، أو حاولت الاتجار بذلك بحثًا عن «شو» إعلامي كاذب أو استعراض دعائي أو بحث عن نفوذ بالحناجر والمايكروفونات.وسوف تستمر المملكة كعهدها دومًا في دعم القضية الفلسطينية على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والإنسانية، تاركة الضجيج الأحمق والطبول الجوفاء.. للبراميل الفارغة فقط، وما أكثرها.؟