نجيب الزامل

شركة الكهرباء: وش دعوا؟

شاركت مع أساتذة كبار في التحكيم لاختيار أفضل عشرين موظفا تحقيقا لفكرة إدارية ثورية وهي تأسيس مجلس إداري تنفيذي للشباب من داخل شركة الكهرباء السعودية، يشارك فعلا مع الإدارة العليا ويكسب الخبرات وجسر بين الموظفين والإدارة التنفيذية العليا. الفكرة لها منابت ودلالات شتى. وهي فكرة طرأت على خاطر شاب صغير بالشركة اسمه عبدالرحمن الحمادي -وأبرز اسمه فخورا- وفاتح بها رؤساءه العديدين فوق مرتبته حتى وصلت للرئيس التنفيذي للشركة، وتم تبنيها بحماسة تغيب عادة عن التكوينات الإدارية العليا.انظر فقط في هذا المنبت الأول:كان ممكنا ألا يهتم أحد بفكرة موظف شاب من عشرات الآلاف من العاملين بالشركة العملاقة. أو أن يتبناها رئيس لنفسه فوق رئيس وتُسلب الفكرةُ من صاحبها. أو أن يستهتر بها أحد الرؤساء كلما علت درجات السلم. على أن شيئا من هذا لم يحصل.لك أن تسبح في مياه الابتكار الإداري وتجد بالفكرة منابت كثيرة. منها أننا دوما نتحدث كثيرا عن بناء الصف الثاني في أي منشأة إدارية كبيرة رسمية كانت أم عامة، ولكن عقلية الاستحواذ والخوف على الكرسي واحتكار القرار جعل هذا العنصر المهم مجرد هيكل من هباء. أما أن تُحدث مجلسا حقيقيا فاعلا من شباب الشركة فهذا مشاركة حقيقية في القرار وأفضل وسيلة إعداد واقعية للقيادات المستقبلية.والأعجب أن شركة الكهرباء في تطوراتها الإدارية المتتالية لا تقوم بها عادة الشركات التي لا شريك لها بالسوق الضخم، هذا النوع من الشركات عادة ما يتضخم ويثقل ثم يعجز عن الحركة، الذي يجعل الشركات رشيقة وبلياقةٍ عقلية عالية هو السباق التنافسي.. وحضرت قبل الأمس حفل القطاف، وفي اجتماع من أهم اجتماعات الشركة يحضره كل قياديي الشركة يطلقون عليه اسم تداول ويفتح بالمشاهدة الالكترونية عبر مواقع الشركة في كل البلاد أعلن رئيس الشركة م. زياد الشيحة أسماء العشرين فائزا في عضوية المجلس.. لا، ليس هذا كل شيء فنواب الرئيس سيختارون بدورهم عشرين آخرين.هنا تتنفس الصعداء. لما تعلم أن الشباب السعودي بدأ يستوي على كرسيه في قاطرة القيادة.شرحت لصديق خليجي عن كل هذا فقال عفويا: (وش دعوا؟) وهي اصطلاح خليجي لمن يأخذ على عاتقه أمرا كبيرا باختياره وكأن بإمكانه ألا يفعل.فوجدت (وش دعوا؟) أفضل وصف في هذا المقام.