د. فيصل العزام

إذا أكرمت الكريم ملكته وإذا أكرمت اللئيم تمردا

كل إنسان يحتاج إلى بناء علاقات مثمرة مع الآخرين، مبنية على الثقة والتفاهم، يجب ألا نتوقع من الآخرين أن يحبوا ما نحب ويكرهوا ما نكره وأن يتبنوا وجهات نظرنا أو توجهاتنا نفسها، التعامل مع الناس مطلب في حياتنا وهو من أهم أسباب وعناصر النجاح في الحياة وذلك بقوة تفكيرنا الإيجابي قد يقول البعض منا: أنا أعيش دون التعامل مع الناس، ويقول الآخر: أغلق باب بيتي وأتجنب ولا أخالط الناس وآخر يقول: أخالط الناس بحذر. لكن السؤال الذى يطرح نفسه: هل هذا يحقق الهدف الذى من أجله خلقنا الله؟ قال الله تعالى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلنكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم). إن معاملة الناس معاملة واحدة لا تستقيم مع حياة البشر فما يلائم هذا الشخص لا يناسب الشخص الآخر وما يحسن مع هذا لا يناسب الآخر ولذلك قيل: (خاطبوا الناس على قدر عقولهم).إن الله سبحانه وتعالى أمرنا أن نلتزم الحكمة في التعامل مع الناس وهذا هو عين العقل حيث يقول الحق تبارك وتعالى: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) وهناك قواعد ثابتة في التعامل مع الناس ومشتركة لجميع شعوب العالم المسلم وغير المسلم وهى تنطلق من الفطرة التي فطر الله الناس عليها ويجب علينا كمسلمين أن نتعلمها ونمارسها ونتدرب عليها وندرب أطفالنا وأبناءنا ولسنوات حتى نتخلص من طباعنا السيئة التى يكرهها الناس.تختلف طريقة التعامل مع الناس تبعاً لاختلاف العلاقة كذلك التعامل يتغير باختلاف الإفهام والعقول، فالشخص الفاهم تختلف طريقة تعامله عن الشخص المحدود العقل والفهم.التعامل يكون حسب طبيعته وقدراته يختلف كذلك التعامل باختلاف الشخصية وصفاتها وطريقة تعامل الشخص الشكاك والحساس تختلف عن الشخص السوي.التعامل مع الناس الأسوياء يختلف عن التعامل مع الناس الشواذ لكل شخصية طريقة للتعامل. فالسوي إذا أكرمته عرف المعروف وقدره والشاذ يتمرد، فإذا أكرمت الكريم ملكته وإذا أكرمت اللئيم تمردا.لذا أشارت العلوم التربوية إلى أن التعامل مع الناس فن، فكم من الناس لديهم الخبرة والثقافة والمهارة والعلم وفشل في التعامل مع الناس، وكم من الناس نجحوا وحققوا مراكز ومناصب قيادية لإجادتهم فن التعامل مع الناس، فالنجاح دائماً يبدأ من طريقة التعامل مع الناس تنجح في جميع مناحى الحياة سواء مع أسرتك أو أصدقائك أو مجتمعك والعالم كله.