محمد البكر

في الخبر.. القبور مشكلة

ربما يكون أعضاء المجالس البلدية المتعاقبون على مدينة الخُبَر، ومعهم كبار رجال الأعمال والصحافة والإعلام، أقول ربما ناقشوا كل شيء يهم الناس في تلك المدينة، ما عدا أمرًا واحدًا ومهمًّا، وهو موضوع عدم تخصيص موقع جديد لمقبرة الخُبَر. فالمقبرة الحالية وحسب الأرقام ستمتلئ بين عام ونصف العام إلى عامَين من هذا اليوم في أحسن الأحوال.المساحات المتبقية في هذه المقبرة لا تزيد على ثلاثة آلاف وخمسمائة متر مربع، تكفي لألفي قبر فقط. وحسب معدل الوفيات السنوي، فإن هذه المقبرة تستقبل في المعدل ما يقارب 1050 من المتوفين كل عام، مما يعني أنه في حالة استمرار هذا المعدل -والأعمار بيد الله-، فإنها ستغلق أبوابها خلال العامين القادمين. وبعيدًا عن أي حسابات «إنسانية»، فإن الأمانة تعاملت مع هذا الأمر، كما لو كانت تتعامل مع محلات تشليح السيارات، فخصصت مكانًا بعيدًا جدًّا على طريق الرياض، لا يمكن أن يكون بديلًا مقبولًا للأهالي. ولا يخفى على أحد أن عدد سكان الخُبَر قد اقترب كثيرًا من نصف مليون نسمة، حسب الإحصاءات العامة، مما يعني ضرورة التحرك السريع لإيجاد موقع جديد للعقود الثلاثة القادمة.لست معنيًّا بفتح ملفات مَنْ فرَّطوا في الأراضي التي كانت تتبع بلدية الخُبَر، بقدر ما يعنيني البحث عن حلول ممكنة لهذه القضية. فمثلًا هناك شريط عريض وطويل جدًّا تم اقتطاعه من المطار القديم على شارع «الجزائر»، وهو الآن ضمن أملاك الدولة، ويمكن الاستفادة من أجزاء كبيرة منه لتخصيصه كمقبرة تكفي للعقود الثلاثة القادمة، بالإضافة لتشييد قاعات للتعزية خارج حدودها مع بناء مسجد ومغسلة للموتى إن لزم الأمر.الحل البديل هو في طريق الخليج العربي الممتد من جسر الملك فهد باتجاه الرياض، حيث توجد أراضٍ شاسعة تم استرجاع الكثير منها لصالح الدولة، ناهيك عن مساحات كبيرة جدًّا تعود لوزارة الدفاع، ويمكن تخصيص جزء صغير منها للمقبرة الجديدة.. المهم التحرك السريع، ولكم تحياتي.