عبدالكريم الفالح

الاتحاديون واعون... الهلاليون غاضبون!!

انتقدت «1»الاتحاد وجماهيره ففرحوا!انتقدت الهلال وجماهيره فغضبوا وشتموا أيضا!وهنا الفارق بين الوعي والغضب. لم يغضب ولم يشتم (كل) الهلاليين بل (بعضهم). هناك هلاليون واقعيون تشرفت بهم في «المنشن» الخاص بي، لكن كثيرا منهم يدافعون عن فريقهم بتعصب ويهاجمونه بتعصب إذا تراجع مستواه وبدأ في فقد النقاط كما هو الحاصل الآن. وهنا لا بد من دراسة وضع الجماهير الهلالية لصالح الهلال.. لا بد من استبيان تقوم به شركة دراسات لمعرفة السبب في هذا الغضب ووضع حلول له.. «2»كتبت مقالا الأسبوع الماضي بعنوان «فليهبط الاتحاد إلى الأولى» اتهمت فيه جماهير الأسود والأصفر وأعضاء شرفه بأنهم «مزيفون» وأنهم تخلوا عن ناديهم وهو في أمس الحاجة لهم. ورد الاتحاديون في «تويتر» بهدوء وقاموا بتحليل وضع ناديهم حتى أن أحدهم وهو «قرو المونديالي» نشر صورة من المقال و«منشن» عددا من إعلامييه وكتب: أين أنتم يا جمهور الذهب الوفي؟.. أين أنتم يا رجال العميد.. الاتحاد في أمس الحاجة لعشاقه من ذكور وإناث من كبار وصغار.. أين أنتم وأين دعمكم لكي يعود الاتحاد؟؟‏ مقال بقلم الإعلامي عبدالكريم الفالح بعنوان «فليهبط الاتحاد إلى الأولى» بينما قال المتابع عبدالرحمن الحاكم إنه مقال يحمس جمهور الاتحاد للعودة للمدرجاتأما الصقر المحلق فقال: «أتمنى من كل اتحادي غيور ان يقرأ مقال عبدالكريم الفالح في جريدة (اليوم) لهذا اليوم الاربعاء عن الاتحاد وما يمر به من ظروف صعبة»«3»وأتخيل كيف سيرد جمهور الهلال لو كتبت مقالا اتهمتهم فيه بأنهم «مزيفون»؟! لقد كتبت مقالا حول أوضاع الهلال بعنوان «الطقطقة على الهلال ولماذا يكرهونه؟» أوضحت فيه ما يحدث للهلال ووضع جماهيره معه، ولم أكتب بنفس القوة التي كتبت بها مقال الاتحاد إلا أن الهلاليين غضبوا وتعصبوا وشتموا، وأعتقد أن هذا لا يفيد فريقهم بل سيطمس الرؤية أمامه ويصنع الغموض حوله. كان لزاما عليهم أن يوضحوا أخطاء الفريق حتى يتم حلها ويخرج من أزمته الحالية. الغضب والتعصب لن يجلب للفريق إلا مزيدا من التقهقر والأسى. «4»وهنا... لا بد أن أشيد بالوعي والأدب الجماهيري الاتحادي الذي عرفناه منهم طوال تاريخهم. عشت في جدة قرابة عشر سنين لم أجد من جماهير العميد إلا كل خير، وحتى في عز الأزمات الاتحادية والتراجع كانوا يناقشوننا بكل هدوء، وكانوا يحضرون لمقر «الرياضية» التي كنت أعمل بها ويفتحون موضوعا معينا تم طرحه في الجريدة بكل وعي ودون تعصب سالكين بذلك طريق الوعي والحكمة.الحكمة والوعي طريقان يؤديان إلى النجاح، أما التعصب فهو المؤدي إلى الفشل. وليشكر الهلاليون ربهم أنهم يملكون رئيسا واعيا يمهد للهلال طرق الانتصارات والبطولات هو الأمير نواف بن سعد.. «5»لكن ما الطريقة التي تجنح بالجمهور الهلالي إلى الهدوء؟كيف يتحولون من جمهور قاس إلى جمهور أكثر هدوءا؟في اعتقادي أن الإعلام والنجوم الهلاليين يستطيعون قيادة الجماهير الهلالية لأن تكون أكثر هدوءا. الطرح الإعلامي الهادئ يؤدي إلى طرح هلالي واع، وتصريحات النجوم البعيدة عن التعصب تقود إلى هدوء جماهيري ملحوظ. إضافة إلى إقامة مؤتمرات وندوات للحد من القسوة الهلالية تجاه فريقهم والمنافسين. «6»أيها الهلاليون... اهدأوا قليلا... تقدموا كثيرا.