محمد البكر

لجين .. والعم عبدالله فؤاد

بالأمس كتبت عن قصة البطلة الصغيرة «لجين الثقفي»، التي تحدّت إعاقتها، وكسرت عزلتها. واليوم أكمل الحديث حولها، ولكن من جانب آخر وهو جمعية «سواعد» التي تساعد لجين في محنتها. فهذه الجمعية هي الأولى في المملكة، بل وفي الشرق الأوسط التي تعتمد في إدارتها على موظفين من أصحاب الإعاقات الحركية. وهؤلاء يقدمون لإخوانهم المعاقين والمعاقات خدمة متخصصة في شتى المجالات الاجتماعية والثقافية والتوعوية، وحتى الرياضية.قصة هذه الجمعية تختلف عن بقية الجمعيات الأخرى؛ كونها فكرة طرحها عدد من الشباب ممن تجمعهم قصة واحدة وهي الإعاقة الحركية. وكلنا يعلم مدى صعوبة نجاح هذه الفكرة، كون مَن فكّر فيها ومَن حاول تحويل الحلم إلى حقيقة، أشخاص هم في الأساس بحاجة لمن يساعدهم في تدبير أمور حياتهم اليومية. بعد عام من المحاولات، وفقهم الله، أن قابلوا رجلًا من خيرة الرجال، صاحب قلب كبير وعاطفة جيّاشة، وساع ومحب لفعل الخير، وهو العم عبدالله فؤاد - يرحمه الله -، فمنحهم المقر الذي فتح لهم الطريق، وجدّد في حياتهم الأمل، فكان الأب الحنون لهم، والقلب الصادق، وفاعل الخير الجزيل. ومن تلك اللحظة وحتى يومنا هذا، هبّ رجال الأعمال والرعاة دعمًا لهذه الجمعية، التي ما زالت تحمل كل الحب والتقدير للراحل العم عبدالله فؤاد «يرحمه الله».أعود لبطلة قصتنا «لجين»، فأدعو الصديق فيصل عبدالله فؤاد لتبني علاج هذه الطفلة البطلة، وفق ما يراه، أو وفق ما طلبته والدتها، بتأمين جهاز خاص يعمل ببصمة العين بدلًا من الأنف والذقن الذي يؤثر على الظهر والنظر. وهو الشبل من ذاك الأسد.كم أتمنى لو أن وزارة التربية والتعليم، تطلق اسم هذه الطفلة على إحدى مدارسها، كرسالة منها لكل طفلة تتحدى الظروف وتشعل شمعة الأمل، ولا تيأس من رحمة الله. أما والدتها وأخوتها وأقاربها، فلهم أجمل تحية وتقدير. ولكم تحياتي.