صالح بن حنيتم

حقوق الكادر الطبي

كلما عرف الانسان ما عليه من واجبات وجعلها أهم مما له من حقوق كان أكثر انضباطا. هناك أناس استثنائيون قدموا ما يتوجب عليهم من واجبات على ما لهم من حقوق، راقون في تصرفاتهم، احترافيون في تعاملهم، وفي المقابل هناك أناس سلبيون، شعارهم (الانانية) وسوء النية! ولما للحقوق والواجبات من أهمية، سنت القوانين حتى لا تتحول المجتمعات الى غابات، رغم ذلك يبقى هناك العديد من الوظائف ممن يعاني أصحابها من التعدي وسلب الحقوق، على سبيل المثال الكادر الطبي في المستشفيات والمراكز الصحية من الجنسين يعانون التطاول والتجني والاعتداء اللفظي والجسدي من قبل البعض، وخاصة في أقسام الطوارئ، الغريب اننا دائما نسمع الكثير عن حقوق المرضى، وهذا امر صحي ولا جدال فيه، ولكن السؤال ماذا عن حقوق الكادر الطبي؟ لقد احسنت وزارة الصحة صنعا عندما أصدرت عقوبات صارمة لكل من يعتدي على الكادر الصحي سواء كان اعتداء لفظيا او جسديا. في أحد الأيام دخل شخص إلى غرفة الطوارئ في أحد المستشفيات وقام بإطلاق النار، نتج عنه إصابة أحد رجال الحراسات الأمنية، لحسن الحظ لم تكن إصابة بالغة، ولم ينل ذلك الجاني العقاب الموازي لجرمه، وبعد عدة أشهر حضر شخص للمستشفى وقام بإطلاق نار، ولكن هذه المرة أصيب فيها رجل أمن بطلق ناري في رأسه اودى بحياته، وبعد التحقيق تبين ان الجاني هو نفسه الشخص الذي أطلق النار في المرة الأولى. غالبا تحدث الاشتباكات في اقسام الطوارئ لأنها منطقة مفتوحة، وبإمكان اي شخص الدخول اليها، مما ينتج عنه تعطيل عملية علاج المصابين، ومن يحاول من الأطباء اخلاء قسم الطوارئ من المتجمهرين، ان صح التعبير، فسيفاجأون بمن قد يتطاول عليهم بكلمات نابية تتبعها لكمات خطافية. الله يكون بعون ممن يعمل في اقسام الطوارئ، فهناك تتضارب المشاعر بين الافراح والاحزان، فهذه عائلة تعيش افراحا باستقبال مولود بعد سنوات عقم، وفي زاوية أخرى بنفس القسم عائلة كساها الحزن حيث لم يشأ الله ان يكتب لمريضهم العيش بعد ساعات من الانعاش، وقيسوا على ذلك ضحايا الحوادث المرورية وغيرها وما يرافقها من احاسيس ومشاعر، فالطبيب والممرض من الجنسين يتفهم ذلك، ولكن هذا لا يعني ان يتجاوز ذووهم حدود الادب، فكرامة الناس خط احمر بما في ذلك كرامة اصحاب (البالطو) الابيض!. ولكي يتفرغ الكادر الصحي لخدمة المرضى في بيئة آمنة، أقترح وجوب وجود جهاز كشف الأسلحة بأنواعها عند مداخل المستشفيات، ثانيا تسلم حراسة المستشفيات الأمنية للحرس الوطني أسوة بالمجمعات السكنية