محمد العصيمي

لن ننسى ٢٠١٧

ربما تمر سنة ٢٠١٧ على كثير من الدول والشعوب مرور الكرام مثلها مثل أي سنة مرت من قبل، حيث لا جديد سوى حالة سياسية معينة، أو رقم اقتصادي يصعد ويهبط، لكنها بالنسبة للسعوديين هي سنة تاريخية واستثنائية ولا يمكن أن تنسى. وكما يفعل أجدادنا حين يحدثوننا عن سنوات بعينها كونها سنوات فارقة واستثنائية، سوف يحدث الأجداد الأحفاد، بعد أجيال، بأن سنة ٢٠١٧ هي سنة السعودية الجديدة. هي سنة انفتاح المملكة على العصر وعلى العالم، وهي سنة قهر التطرّف والتشدد وإعادة البهجة الطبيعية إلى المجتمع. هي سنة المحاربة الفعلية للفساد، وسنة تمكين المرأة بكل الصور والإمكانيات وإعطائها حق قيادة السيارة الذي طال انتظاره. هي السنة المكملة للفعل السعودي المؤثر على مستوى السياسة الإقليمية والدولية ومواجهة الاعتداءات الإيرانية على عدد من الدول العربية وعلى أمن واستقرار دول الخليج. وهي سنة كشف المزيد من الوجوه الزائفة التي توالي إيران أو غير إيران وتتربص بأمن المملكة وسلامة مجتمعها، سواءً أكانت هذه الوجوه تمثل دولاً أو منظمات أو أفرادا.في هذه السنة السعودية الاستثنائية في تاريخ المملكة تم تثبيت صيغ ومواقف جديدة للتعامل مع كل الدول على أساس المصلحة الوطنية السعودية البحتة، حيث لم يعد للمجاملات مكان في علاقة المملكة مع أي دولة. وأصبح ما يحكم علاقات المملكة الخارجية، العربية وغير العربية، هو قدر اقتراب أو ابتعاد هذه الدولة أو تلك من إجراءاتها ومواقفها. تنصرم سنة ٢٠١٧ وتأتي سنة ٢٠١٨ حاملة آمالاً عريضة للسعوديين على كل المستويات. على المستوى الخارجي ينتظر السعوديون مزيداً من حضور وتأثير بلادهم في المشهدين الإقليمي والدولي. وعلى المستوى الداخلي يترقبون مزيداً من الانفراجات الاقتصادية التي تبشر بها من الآن أسعار النفط المرتفعة، بما قد يساعد في تخفيف حدة ارتفاع أسعار الطاقة ونتائج تطبيق ضريبة القيمة المُضافة على السلع، وبما، أيضاً، يفتح مزيداً من فرص التوظيف وتقليل نسبة البطالة.