عبدالعزيز اليوسف

الوطن بين الانتماء والنقد..

تعزيز الهوية وتحقيق الانتماء للوطن حاجتان يجب إدراك حصادهما النفسي والأمني والاجتماعي بشكل ملموس وينطلق ذلك من تنمية الثقافة الوطنية للفرد، وتطوير مهارات تفكيره حيث يسهم ذلك في تدعيم قيمة الوطن وتشكيل الوعي لدى المواطن.لا يمكن لمواطن صادق ان يجعل من نفسه ألة ناقدة..ناقمة على كل حدث وطني لا يناسبه، أو قرار حكومي لا يرغبه ثم يردد إن كثافة النقد وكثرة الشكوى والتذمر لا مشكلة فيها.. ويجد في نقده العشوائي بلا مبرر نوعا من الحق حتى لو كان بلا أثر إيجابي ولا وعي ولا فهم.جدلية الوطنية ترتبط واقعيتها بالسلوك الوطني الإيجابي لدى الفرد في المجتمع.. وفي كل أحوال الوطن.. وليس متعلقا برغباته، أو متصلا بإرادته.. حيث إن الخيارات الشخصية، والأطروحات الفردية، والآراء الذاتية الأحادية لا تسمح للمواطن بالربط، والتحليل المنطقي، والتفسير، والاستنتاج.. ولا تساعده على إدراك الحدث الحقيقي وخلفياته، ولا تعينه على الاعتبار من أخطاء التقدير لمجريات الأمور.المواطن البسيط قد يقع عقله على حالتين أولاهما إن كان هناك صمت أو طرح ايجابي حول حدث أو مسألة وطنية لا يتوافق معها توجه إلى حالة السخط، ونعت من يخالفه بما لا يليق..ثانيهما إن كان هناك من قد يوافقه وينسجم معه في النقد والتذمر فيسميه بما يمتعه.مشكلة الكثير أن معيار النقد الساخط لديه هو المصلحة.. الربح والخسارة.. بين الأخذ والمنح..إن مسه ما لا يرغب نقِم.. وإن لامسه ما يميل إليه طمع.. وهنا تكمن إشكالية معرفة الحق أين يكمن فتتشتت روح المواطنة.الوطن ليس حالة سهلة، وليس قيمة بسيطة لكي يكون مرتعا للنقد الساخط في كل اتجاه مهما حدث، فمكانة الوطن تكمن في حقائق ووقائع يجهلها ولا يملكها ذلك الفرد الناقم ولا يعرف تفاصيلها.. ولا يمكن ان يكون الوطن ساحة للاستنقاص أو المقارنات الفارغة مع أطراف أخرى، أو الخوض والسخرية من إجراءات أو الاستياء من قرارات ما بسبب فقدان بعض المنافع الخاصة.ويبقى القول: على المواطن ان يطالب بحقه المعتبر دوما لكن يتوجب عليه نبذ انفعالاته، وترك عاطفته وتقديم واقع وطنه الحقيقي على واقعه الشخصي فيستوعب كل حدث ومستجد وتحول يخص وطنه بما يستحق، ويرى بعقله الراشد، وقلبه الآمن كل الأبعاد التي تعين على أمن واستقرار ورقي الوطن.