محمد البكر

ساهر والموت على الطرقات

كنت وما زلت من المؤيدين لنظام ساهر، وكتبت عن ذلك عدة مقالات، كان آخرها مقالا بعنوان «كلنا مستهترون». وأجزم أن هناك الكثيرين غيري، يشاركونني هذا الرأي. لكنني اليوم وبعد كل هذه السنوات التي تم تطبيق نظام ساهر فيها، أفاجأ كما يفاجأ غيري، بارتفاع عدد الوفيات جراء الحوادث لمعدلات قياسية، دفعت بنا لاحتلال المركز الأول في عدد وفيات حوادث السيارات في العالم.معدلات كارثية في عدد الضحايا، والأرقام كما يقال لا تكذب، ففي عام 2016 كان عدد الوفيات سبعة آلاف وفاة. ورغم أن هذا الرقم مخيف وخطير حسب المعدلات العالمية، إلا أنه ارتفع ليصل لأحد عشر الف وفاة في عام 2017، أي بزيادة مرعبة، حيث يموت ثلاثون شخصاً كل يوم جراء الحوادث المرورية. ناهيك عما تخسره الدولة من شباب يتحولون من طاقة منتجة إلى عالة على اسرهم ووطنهم، وكذلك ما تتكبده الحكومة من مبالغ ضخمة لمعالجة الإصابات، والتي من بينها الإعاقات الدائمة التي لا شفاء منها.هل فشل نظام ساهر؟!. وهل هو فعلاً، وكما قال البعض ممن اعتبرناهم متهورين، نظام جباية لا نظام حماية؟!. هل هذه الأرقام مؤشرات على فشل المديرية العامة للمرور في إجراء الدراسات والبحوث المتعلقة بالسلامة المرورية، والتي بدورها تبين الأسباب وتضع الحلول؟!. هل إدارات المرور بحاجة لأفكار جديدة ومصارحة ذاتية، للاعتراف بمواطن الخلل بدلا من تحميل السائقين كامل المسؤولية عما يحدث؟!. وهل أمن الطرق لديه القدرة والإمكانات الكافية لمراقبة الطرق السريعة والتي تشهد أكبر عدد من الحوادث المميتة؟!.أسئلة تحتاج لإجابات شافية. ولكم تحياتي.