محمد الصويغ

الثروة البشرية أهم الثروات وأغلاها

يتبين بوضوح من خلال تضاعيف الكلمة الضافية التي ألقاها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- بمناسبة إعلان ميزانية الدولة الجديدة أن الثروة البشرية للوطن هي أغلى الثروات في عرفه على الاطلاق، وهي ثروة اهتم بها قادة المملكة منذ انشاء الكيان السعودي الشامخ على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله- وحتى العهد الحاضر الزاهر.هذه الثروة تحتل مكانة خاصة في قلوب القيادات الرشيدة للمملكة بحكم أنها المحرك الحقيقي للتنمية واليها يجب أن توجه كل الخدمات لرخائها ورفاهيتها وعيشها الكريم، وقد قال -حفظه الله- في تلك الكلمة حرفيا: «ان هذه الميزانية تواصل الصرف على القطاعات التنموية المختلفة في جميع مناطق المملكة بمعدلات مرتفعة ولله الحمد، كما تحتوي على مخصصات للاسكان وانفاق كبير من الصناديق الحكومية سيسهم -باذن الله- في دفع العجلة الاقتصادية الى الأمام، وتوفير المزيد من فرص العمل للمواطنين والمواطنات».هذه الكلمات التي جاءت في كلمته -حفظه الله- تعطي دليلا واضحا وأكيدا على اهتمام القيادة الرشيدة بثروتها البشرية، فالصرف على القطاعات التنموية وانشاء مخصصات للاسكان، وانفاق الصناديق الحكومية لدفع العجلة الاقتصادية الى الأمام كلها تصب في روافد الاهتمام الواضح بالمواطنين والمواطنات، وميزانية الخير والعطاء التي وصفها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- في كلمته تلك بأنها أكبر ميزانية في تاريخ المملكة تؤكد على أهمية تحقيق تفاصيل رؤية المملكة 2030، وهي رؤية سوف تؤدي الى زيادة حجم الاقتصاد الوطني بوتيرة مستمرة ومتسارعة تحقيقا لأهداف الرؤية في تنويع القاعدة الاقتصادية وتمكين القطاع الخاص بدور أكبر مع المحافظة على كفاءة الانفاق.انها خطوات حكيمة سوف تؤدي الى تحقيق معدلات نمو اقتصادي وتخفف العبء عن المواطنين وتخفض عجز الميزانية بشكل تدريجي، وقد نجحت الدولة بفضل الله ثم بفضل قيادتها الرشيدة في تقليص الاعتماد على النفط ليصل الى نسبة خمسين بالمائة تقريبا، وهو تقليص مدهش حدث في زمن قياسي قصير بما يؤكد صحة وسلامة الاستثمارات الواسعة في مضامير التنمية المختلفة وتعديل برنامج التوازن المالي.وللوصول الى تحقيق تلك الغايات النبيلة فلا بد من الاستمرار في محاربة الفساد والحفاظ على المال العام ومواصلة التنمية الشاملة والمتوازنة لتنعم هذه الديار المقدسة الآمنة بالاستقرار، وينعم المواطنون والمواطنات فيها بنعمة الأمن والأمان والرخاء والطمأنينة والرفاهية في ظل مسيرة اقتصادية وتنمية مباركة وشاملة.