د. منيرة المهاشير

ميزانية الخير

على ضوء توقعات وزارة المالية، فإن الميزانية لهذا العام ستسجل نتائج إيجابية جدا فيما يخص إيرادات 2017؛ بفعل تحسن ارتفاع أسعار النفط، ومواصلة تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية لزيادة الإيرادات غير النفطية، تحفها آمال المواطنين حيال رؤيتنا وخطط التحول الوطني والإنماء وفق مؤشرات معلنة، ستكون سببا في مزيد من الإصلاح. هذه القفزة تتزامن مع قفزات التحول الإلكتروني والأتمته في القضاء والخدمات الموجهة للمواطنين، مدفوعة بمراجعات دورية للأداء العام للأشخاص والمؤسسات. هذه المراجعة أعادت لموظفي الدولة البدلات قبل إقرار الميزانية، وكفيلة بتحقيق التوازن التنموي المستدام للمواطنين.نعم، مكافحة الفساد أعادت الكثير من الأموال للدولة، وهذا مهم، لكن الأهم هو انعكاساتها المالية والوظيفية والتنفيذية لا ليعمل الكل بنزاهة فحسب! لكن ليبدع فيما اؤتمن عليه. ستختفي قريبا الكثير من الأرقام الفلكية للمشاريع، مع وجود الجودة المتناهية في التنفيذ. شهدنا في الأيام الماضية شراكة حقيقية بين الوزارات والمواطنين في قياس رضا المستفيدين وإشراكهم في خطط الوطن وقد اطلعت مرارا على جهود نزيهة وجريئة بحضور شخصي وحضور افتراضي من خلال المواقع الإلكترونية. لا بد أن نعي كمواطنين أن الرؤية تعول كثيرا على فهمنا وتعاوننا مع الجهات الأمنية لحفظ الأمن، والرقابية لمراقبة الأسعار، ومع نزاهة وديوان المراقبة لمكافحة الفساد وللإبلاغ عن المفسدين والمستغلين والمتاجرين بحب الوطن وأنظمته. المملكة العربية السعودية أثبتت لنا، رغم ما يحيط بِنا من حروب وما يحاك لنا من مؤامرات بالمليارات، أنها قادرة بقيادتها وبأبنائها وبناتها على الازدهار والرخاء والثبات على مواقفها والوقوف مع كل عربي ومسلم وغير مسلم، أقول حين باع البعض واشترى جيرانه لم نساوم على ديننا وعروبتنا. كل ميزانية خير وأنتم بخير، كل ميزانية وأقلامنا وعقولنا وجرائدنا ومدارسنا وجامعاتنا ومساجدنا تنافح عن بلاد الحرمين وقادتها وشعبها.