كلمة اليوم

التضامن المنشود وأهمية المواجهة

أصبح من الضرورة بمكان بعد القرار الأمريكي المجحف بحق الفلسطينيين ويستشف منه الانحياز المطلق للكيان الاسرائيلي على حساب ذلك الحق التاريخي، أصبح من الضرورة تفعيل التضامن العربي والإسلامي المنشود لمواجهة القرار وافشاله وابطاله، فالتشديد على اتخاذ الاجراءات الحاسمة من قبل كافة الدول العربية والإسلامية لاجهاض مشروع القرار أضحى مهمة رئيسية وحيوية للعرب والمسلمين للابقاء على القدس والحفاظ عليها كعاصمة للدولة الفلسطينية.ولاشك أن القرار الأمريكي بكل تداعياته وسلبياته ومآخذه لا يخدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط ولا يخدم الوصول إلى تسوية شاملة وعادلة ودائمة للقضية الفلسطينية المعلقة ولا يخدم صورة الولايات المتحدة التي اهتزت بعد القرار كراعية أولى لعملية السلام في المنطقة، وبالتالي فان التضامن المنشود هو السبيل الأمثل للخروج بقرار موحد يضع الأمور في نصابها ويدفع الولايات المتحدة للعدول عن القرار.وتمسك الادارة الأمريكية بفحوى القرار يعني فيما يعنيه تراجع الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وفي كافة مناطق العالم وانتشار موجات التطرف، فالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الاسرائيلي هو قرار عدواني صارخ بحق الشعوب العربية والإسلامية فهو يمس مقدساتهم من جانب ويهدد من جانب آخر المصالح الأمريكية في المنطقة، فالولايات المتحدة بعد قرارها المجحف لم تعد وسيطا نزيها لتسوية الأزمة الفلسطينية، بل تحولت إلى حليف مساند لأعداء الأمتين العربية والإسلامية.ارتفاع شهداء القدس بعد اعلان القرار والمواجهات الدموية المحتدمة في قطاع غزة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الاسرائيلي ورفض الرئيس الفلسطيني لقاء نائب الرئيس الأمريكي وتصاعد موجات الاحتجاج على القرار من كافة دول العالم دون استثناء تشير بما لا يقبل الجدل عن الخطأ الذريع الذي وقع فيه الرئيس الأمريكي باصداره القرار قبل التوصل إلى تسوية شاملة لأزمة المنطقة، وهذا يعني أن القلق سوف يتصاعد في المنطقة ويدخلها في نفق مظلم ويؤثر تأثيرا مباشرا وسلبيا على كل الحلول المطروحة لانهاء الأزمة الفلسطينية العالقة.مصالح الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط أضحت مهددة في الصميم بعد اتخاذها للقرار الأحادي الذي يمثل عدوانا على مقدسات المسلمين، وعدوانا على أي توجه عقلاني لتسوية أزمة المنطقة، وعدوانا على حق تاريخي معلن لشعب فلسطين.الولايات المتحدة مطالبة اليوم باعادة نظرها في القرار وسحبه حفاظا على مصالحها في المنطقة، وحفاظا على وساطتها التي يجب أن تكون نزيهة لتسوية أزمة المنطقة، وحفاظا على أمن واستقرار وسيادة دول المنطقة وابعادها عن شبح التطرف والعنف بفعل الانحياز الأمريكي المطلق لاسرائيل واستهانتها بحقوق الأمتين العربية والإسلامية واستهانتها بحق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة على تراب أرضه الوطني وعاصمتها القدس.