محمد العصيمي

لا بد من صنعاء وإن طال السفر

صنعاء المدينة العربية التاريخية، الصامدة من قبل ومن بعد، انتفضت في وجه الحوثيين الإيرانيين البشع، حيث لا يمكن أن يطيق أهلها أو تطيق القبائل الواقعة على طوقها أن يكونوا غير عرب يحكمون أنفسهم بأنفسهم ويذبون عن هويتهم كل باغ ومعتد مهما بلغت شراسته وطغيانه وافتراءاته على الأرض والناس. كان السفر إلى صنعاء وما زال سفراً طويلاً ومرغوباً لأنها عاصمة اليمن العربي الذي لا يرضى العرب أجمعون بأن يكون لقمة سائغة للإيراني أو غيره.خُلق اليمن عربيا وسيبقى عربيا إلى الأبد حتى لو بدا أحياناً لبعض الطامعين والمتآمرين أنه يمكن السيطرة عليه وإبعاده عن محيطه في الجزيرة العربية والخليج. ما يحدث الآن من كر وفر بين قوات المؤتمر الشعبي وجموع الشعب المنتفضة من جهة وجماعة الحوثي الظلامية الملالية من جهة أخرى هو معركة مشروعة لإنقاذ اليمنيين من رعبهم وجوعهم وعطشهم وأوجاعهم التي تسببت فيها عصابة تسعى لتغيير هوية بلادها ودينها ومرتكزها الإقليمي الجغرافي والتاريخي.المتتبع للحالة اليمنية في الأيام الثلاثة الأخيرة يلحظ وجود استبشار شعبي يمني كبير على شاشات التلفزيونات وفي وسائل التواصل الاجتماعي. وأهم دلالات هذا الاستبشار أن شعب اليمن كان ينتظر لحظة القذف بالحوثي إلى خارج المشهد في بلاده بعد أن خدعه بشعاراته وألاعيبه واستولى على عاصمته وسلب من كل يمني عداه أبسط حقوق السلطة في بلده وأبسط حقوق الحياة والمعيشة. والأهم أنه قد ثبت لليمني وغير اليمني من العرب أن أجندة إيران في الدول العربية ليست سوى أجندة تخريبية تدميرية تعيد هذه الدول قروناً إلى الوراء وتنزع منها كل مكتسبات التنمية التي حققتها في العقود الماضية بشق الأنفس. وعليه قد يكون في درس الانتفاضة اليمنية ضد الحوثيين ما يتعلمه كثير من المغرر بهم في أكثر من مكان عربي حين يساقون بالأحزاب والتنظيمات والميليشيات إلى الحظيرة الإيرانية القذرة. هناك الآن فرصة لوعي عربي شعبي كبير لفهم الأفعى الإيرانية التي تحاول أن تلتف على رقابهم ومصالحهم واستقرار دولهم.