كلمة اليوم

قطع الطريق أمام أعداء المنطقة

تجمع دول مجلس التعاون الخليجي على تداول مسألتين حيويتين في الظروف الحالية التي تمر بها، تتمحور الأولى في سلسلة من الاعتداءات الغاشمة التي يمارسها النظام الايراني ضدها، يظهر بعضها بوضوح من خلال تزويد الميليشيات الحوثية الارهابية بالصواريخ البالستية لشن عدوانها على أراضي المملكة والمدن اليمنية، وتحريك عملائه في البحرين للقيام بعمليات ارهابية في هذا البلد الآمن المسالم ودعمه للعلاقات مع النظام القطري بغية التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة.وتتمحور الثانية في الأزمة القطرية القائمة التي لا يمكن حلحلتها الا بعودة الدوحة الى حضنها الخليجي ونبذ مختلف الخطوات الخاطئة التي تمارسها لدعم ظاهرة الارهاب سياسيا وماليا واعلاميا، وتصميمها على السباحة ضد التيار مخالفة بذلك النهج الخليجي والعربي والاسلامي والدولي لكبح جماح الارهاب ووضع الاستراتيجيات المناسبة لاحتوائه والتخلص منه.والظروف التي تمر بها دول المنظومة صعبة ازاء جملة من التحديات أبرزها المسألتان الايرانية والقطرية، فثمة أطماع فارسية معلنة من قبل النظام الايراني الدموي لبسط نفوذه على هذه الدول من خلال التدخل في شؤونها الداخلية والاعتداء على أراضيها ودعم موجات الارهاب في بعض أقطارها، كما أن الأزمة القطرية وتداعياتها تشكل تحديا صارخا لدول المجلس.وتلك ظروف صعبة تستدعي من الدول الخليجية مواجهتها بحزم وعزم حفاظا على وحدتها وتضامنها وقطع الطريق أمام المتربصين بها الدوائر والساعين لبث عوامل الفتنة والطائفية ونشر خطاب الكراهية في ربوعها، وتواجه دول المجلس في الوقت ذاته تحديات أخرى تتمثل في الأزمة السورية ووضع ميليشيا حزب الله الارهابي في لبنان والوضع في اليمن، والقضية الفلسطينية التي تمثل القضية المركزية للأمة العربية، وكلها أزمات تقتضي من دول المنظومة الخليجية المزيد من العمل الجماعي للخروج بنتائج ايجابية لحلحلة تلك الأزمات ومجابهة مخاطرها.والهدف النهائي لدول المنظومة هو الوصول الى قرارات ايجابية تستهدف ابعاد المنطقة عن شبح الارهاب وشبح الحروب وشبح الأطماع في مقدراتها والعمل على بسط الأمن والاستقرار في ربوعها وابعادها عن كل الأخطار التي تهدد سيادتها وصناعة مستقبل أجيالها، والموقف الموحد تجاه تلك الأزمات هو ما تسعى له المنظومة الخليجية وتركز عليه فهو السبيل الأمثل لمواجهة مختلف التحديات المحدقة بها، وانفراج الأزمات العالقة يمثل مدخلا سليما لإسدال سحابات من الأمن على منطقة تسعى دائما لنبذ الخلافات والأزمات والصراعات، وصولا الى الاستقرار المنشود ومواجهة التحديات التي تهدد سيادتها وتحاول ضربها في مقتل.والتوجهات الخليجية انطلاقا من هذا الهدف واضحة لدول العالم عبر تصميمها على مكافحة الارهاب ومنع التدخل في شؤونها الداخلية، والعمل مع سائر المنظمات والمؤسسات الدولية على تنفيذ واقرار التوصيات الخاصة باحلال السلم والأمن الدوليين، وإبعاد دول العالم عن شبح الحروب والوصول الى أفضل الحلول الناجعة لنشر الأمن في كل دول العالم دون استثناء.