فهد السلمان

فكاهة تغريدات ترميم الكرامة

عندما أقرأ تغريدات بعض الإخوة القطريين عن المقاطعة وتوابعها، والتي غالبا ما تدور حول ان قطر أصبحتْ أفضل حالًا بعد المقاطعة، وأن الاقتصاد القطري يشهد حالة استثنائية من النمو الفريد، وأن قطر تزداد نفوذًا، وأن رصيدها في العلاقات الدولية يرتفع يومًا بعد يوم، وأنها تكسب تعاطفًا دوليًا بشكل غير مسبوق، إلى غير ذلك من (فوائد) المقاطعة التي لا يعرفها غير المغردين القطريين. عندما أقرأ مثل هذه التغريدات أتمنى في نفسي على الإخوة هناك ألا يُظهِروا على الملأ كل هذه الحسنات التي جاءتْ بها إليهم مقاطعة الدول الأربع حتى لا يصابوا بالعين، أو الحسد على نعمة المقاطعة التي يصفونها بالحصار، لكن بنفس الوقت كان عليهم ألا يتساءلوا ما بين كل تغريدة وأخرى عن أمد المقاطعة، عفوا أقصد الحصار طالما أنهم يجنون منها كل هذا النعيم الذي يحسدهم عليه حتى المقاطعون، عليهم ألا يبيّنوا أنهم يستثمرون فيها أكثر مما كانوا يستثمرون مع الدول الأربع ومجالاتها البرية والجوية واللوجستية، عليهم طالما أنهم يحققون كل هذه الأرباح التي أصابت اقتصادهم، ووضعهم السياسي بالعافية أن يستعينوا على جني رزقهم بالكتمان. لكن زفرات وأنّات الضجر التي تحملها من حين لآخر بعض التغريدات الطائشة من ذات المغردين والتي تكاد تقول شيئًا مختلفًا، تجبرنا على إعادة قراءة تلك الإدّعاءات الفارهة التي بات واضحًا أنها لم تكن أكثر من محاولات يائسة لترميم الكرامة التي أفرزها الطيش، تمامًا مثلما كنا نفعل في طفولتنا عندما ننهزم ممن هو أكبر منا، وعندما تتعفّر ملابسنا بالتراب، نقف لندّعي ونحن ننفض الغبار عن أجسادنا أننا لا نشعر بأي ألم، في محاولة يائسة لترميم الكرامة. يقول وزير الدفاع القطري في مقابلة تليفزيونية: إن السعودية هي من خسرتْ قطر، في حين أن قطر لم تخسر السعودية، حسنًا لنتفق على هذا، إذن ما الذي يغضبكم يامعالي الوزير عندما يقول السعوديون إن قضيتنا مع قطر قضية صغيرة جدا، وأنها لا تستحق أكثر مما صُرف فيها من الاهتمام؟، ما الذي يغضبكم، ويجعلكم تحصون أيام المقاطعة يومًا يومًا طالما أنكم لم تخسروا شيئًا، أليس من الأولى أن ينصرف الرابح لإحصاء أرباحه ومغانمه عوضًا عن عض الأصابع دون ندم بخلاف السلوك الفطري لأي خاسر على وجه هذه الأرض؟.