محمد البكر

«كنف» والأيتام والأرامل

ربما مر اسم جمعية «كنف» الخيرية، عليكم مرور الكرام، فلم تعيروه اهتمامًا، ولم تفكروا في أهدافها، التي جاءت كمبادرة من ضمن المبادرات المتميزة التي دعمها وساندها سمو أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف. ولولا أنني كاتب تختلف نظرتي للأحداث، عن نظرة القراء العادية، لربما مر عليّ هذا الاسم كما مر عليكم.جمعية «كنف» مهتمة ومعنية بخدمة الأسر التي فقدت معيلها، من خلال توفير العلاج والرعاية الصحية لأفراد هذه الأسر عبر وثيقة تأمين طبي، تشمل كل الخدمات الطبية الأساسية. «كنف» قامت بتوفير ثلاثة آلاف بطاقة تأمين طبي مجانية للأيتام، والأرامل، وأسر السجناء، ويمكن لحاملها، تلقي العلاج والرعاية الصحية في المستشفيات الخاصة، والمراكز الطبية المتخصصة على مستوى المملكة، وبحد أعلى نصف مليون ريال لكل شخص يحمل البطاقة.في الأشهر الستة الماضية، قامت هذه الجمعية بجهود تنسيقية مع عدد من الجمعيات والمؤسسات الخيرية المتخصصة برعاية الأيتام والأرامل وأسر السجناء في المنطقة الشرقية للوصول إلى المستفيدين. وهذه من وجهة نظري واحدة من أهم الخطوات المطلوب تنفيذها كي يكون العمل الخيري عملا مؤسسيا.كلنا يعلم أن المريض يهمه في المقام الأول تلقي العلاج، إلا أن الجمعية ربطت ذلك أيضا بمبدأ حفظ كرامة المحتاج كأحد أهم أهدافها، لكيلا يشعر المستفيد بالدونية أو الإحراج، وبحيث تكون مراجعته للمستشفيات، مثل مراجعة أي شخص آخر مؤمَّن عليه طبيًا دون تمييز.رئيس مجلس إدارة الجمعية هو الصديق والجار الأستاذ محمد بن سعد الفراج، ورغم علاقتي به بحكم الجيرة والصداقة، إلا أنه لم يشر لي من قبل عن هذه المبادرة المباركة، ربما لإيمانه بأن العمل أهم من الإعلام.كل يوم نسعد بأخبار جديدة، وبمبادرات متميزة، من بعض رجال الأعمال، مع إقبال منقطع النظير من شبابنا وفتياتنا للعمل التطوعي في مثل هذه الجمعيات، مستفيدين من حماسة سمو أمير المنطقة لمثل هذه الأعمال الخيرية. ولكم تحياتي.