فهد الخالدي

الإعلام والتعليم.. تكامل لا بد منه

العلاقة بين التعليم والإعلام ينبغي أن تكون علاقة تكامل، ودور كل منهما في صناعة الثقافة المجتمعية والرأي العام يوجب التعاون الوثيق بين المؤسسات الإعلامية والمؤسسات التربوية، ممثلة بأقسام الإعلام التربوي ودورها وتعاونها مع الإعلام، غير أن الملاحظ أن كفاءة هذه الأقسام تتفاوت تبعًا لخبرة القائمين عليها وقدرتهم على بناء علاقات مهنية وحتى شخصية مع المؤسسات الإعلامية، لكن الملاحظ أن هناك حالة من عدم الانسجام بين بعض الكتاب وإدارات الإعلام التربوي، تتجلى في الحملات التي شهدناها على بعض المؤسسات التعليمية حينًا، وعلى المعلمين بشكل خاص، والمفارقة أن بعض الذين قسوا على المعلمين في كتاباتهم وتعليقاتهم قادمون من المؤسسة التربوية، بل إن بعض الحملات وصلت إلى حد التشكيك في أداء المعلمين وإخلاصهم، وقد شارك فيها وللأسف بعض المسؤولين في التعليم أو أن ما صرحوا به فهم كذلك. في المقابل لا بد من الاعتراف بأن دور الإعلام التربوي ينبغي أن يكون أكثر تأثيراً، ولا يكتفي بالرد على الشكاوى التي يعبر عنها المواطنون من خلال الصحف أو على انتقادات بعض الأصوات والأقلام، بل ينبغي أن يتعدى ذلك إلى المبادرة بالتعريف بالمنجزات والجهود التي تبذلها المؤسسات التربوية والتربويون عامة وفي مقدمتهم المعلمون والتطور المستمر الذي يشهده التعليم في بلادنا سواء على صعيد توفير البيئة التعليمية المادية أو التخطيط والتطوير أو التنمية المهنية والتحسين في المخرجات والذي يتمثل في قدرة آلاف الطلاب الذين ينهون المرحلة الثانوية على مواصلة دراستهم في أكبر الجامعات العالمية والحصول على نتائج مشرفة في مختلف التخصصات، وهو ما يظهر واضحًا في الملتحقين ببرنامج الابتعاث الخارجي أو غيره إضافةً إلى المستوى المشرف لكثير من خريجي الجامعات الوطنية وفي مختلف التخصصات.. لا يعني ذلك أننا ندعو إلى إغلاق باب النقد البناء الذي يهدف إلى البناء بل الحد من الانتقاد الذي يبحث عن العيوب والسلبيات وينمي مشاعر الإحباط ويحد من الابداع.. على أية حال فإن للمؤسسة الإعلامية أن تتبنى شكاوى المواطنين وتنقلها، وأن تعطى هذه الجهات الفرصة لتوضيح الحقائق، كما أن للمواطنين جميعًا وفي مقدمتهم الكتاب أن يعبروا عن آرائهم، وأن يوجهوا النقد الهادف للجهات التعليمية، وهو النقد الذي يقوم على الحقائق الثابتة وليس على الشكوك والاتهامات، وفي نفس الوقت يعطي البدائل للممارسات التي يتعرض إليها، كما أن على جهات الإعلام التربوي أن تبادر إلى رسم صورة ذهنية إيجابية عن المؤسسة التربوية من خلال إبراز جهودها وجهود منسوبيها والمخرجات والمنجزات وأن تتيح ذلك لوسائل الإعلام، وهي أمور تدفع إلى التكامل المنشود والتعاون المثمر بعيداً عن سوء الفهم الذي ينبغي أن يتجنبه الجميع من أجل جهد مخلص لوطن يستحق البذل والعطاء.