محمد العصيمي

الخليجيون و «الأشقاء العرب»

في الاجتماع الوزاري لمجلس جامعة الدول العربية في القاهرة يوم الأحد الماضي كانت لغة وزيري خارجية السعودية والبحرين واضحة وزبدتها: إما أن تكون هناك آلية عربية لا تقبل اللبس في مواجهة الغطرسة والاعتداءات الإيرانية، وإما أن كلا سيبحث منفردا عن مصلحته وبالتالي يسقط وهم «الأشقاء العرب» ويتوقف الحديث عن الأمن القومي العربي.كنت مثل مواطنين عرب شرفاء من المحيط إلى الخليج ننتظر هذه اللغة، وهذا الوضوح بعد أن طال تهاون دول عربية كثيرة مع الإيرانيين وتركتهم يعتدون ويصولون ويجولون في سوريا والعراق ولبنان واليمن. وحين تجرأوا وأطلقوا صاروخهم على الرياض لم تتعد المواقف أكثر من بيانات باهتة اعتبرها الإيراني ذرا للرماد في عيون السعوديين والخليجيين.الإيرانيون، بالمناسبة، لن يوفروا عاصمة عربية واحدة لإعادة المجد الفارسي الزائل. ومن يظن من العرب أنه بمنأى عن خطرهم وصواريخهم فهو واهم. ومن يقلل من أهدافهم وأهداف أجندتهم هو إما أعمى أو يستعمي، إذ ماذا ننتظر وهم يوجهون صواريخهم نحو كعبة العرب والمسلمين، ويحرقون أنابيب النفط ومقومات اقتصاد البلدان التي يعتدون عليها عبر ميليشياتهم وأذرعتهم.السعوديون والخليجيون، وهذا كلام يشهد به التاريخ، وقفوا مع كل العرب في حروبهم وأزماتهم السياسية والعسكرية والاقتصادية. وقد حان الوقت ليقفوا معنا في إدارة الأزمة المستفحلة مع إيران وصد خطرها بكل الإمكانات المتوفرة لديهم. أي إننا جميعا الآن أمام استحقاق عربي تاريخي لنكون أو لا نكون. ومن يخذل الخليجيين من العرب سوف يدفع ثمنا باهظا، من بينه وعلى رأسه أنه سيفقد حتما أمنه واستقراره حين تصله يد الشيطان الإيراني لتعبث بمقدراته ومكاسبه الأمنية والتنموية. الوضع العربي الآن ليس على ما يرام في التعامل مع الخطر الإيراني. والخليجيون يشعرون أنه يتم التخلي عنهم أمام هذا الخطر الذي يناجزونه في كل مكان. وسنرى في قابل الأيام ما إذا كان العرب، بعد اجتماعهم الأخير، على قدر مسؤولياتهم أم ما زالوا يراوحون بين منطقتي التهوين والتردد.