محمد العصيمي

غذاؤنا ودواؤنا

عن بعد تابعت المؤتمر العالمي السنوي للهيئة العامة للغذاء والدواء الذي يختتم أعماله اليوم في الرياض، فهذه الهيئة، من بين عدد قليل من الجهات الأخرى، تهمني أعمالها ونشاطاتها كونها ترعى غذاءنا ودواءنا؛ تفسحه وتراقبه وتدلنا على الصالح والفاسد منه. قبل تأسيس هذه الهيئة كان غذاؤنا ودواؤنا في مهب الريح وفي عواصف ضعاف النفوس من التجار. وقد طالبت، عند ظهورها، بأن تثقفنا نحن المواطنين لكي يكتمل دورها في سوق الاستهلاك السعودية الهائلة. وهي فعلت ذلك بقدر ما وما زال أمامها الكثير لتفعله على هذا الصعيد إذا كانت التوعية فعلاً من ضمن اختصاصاتها أو مما نص عليه مرسوم إنشائها.أهم ما لاحظته في مؤتمرها الأخير في الرياض أنها أحضرت خبرات دولية بلغت، بحسب اللجنة العلمية للمؤتمر، 250 مشاركة علمية من 20 دولة من بينها أمريكا وبلجيكا والسويد وبريطانيا. وهذا يعني أن في خطط هيئة الغذاء والدواء الاستفادة من التجارب الدولية التي سبقتنا في هذا المجال باعتبار أننا نسعى إلى مراكمة خبرة محلية، غذائية ودوائية، من المهم أن تبدأ من حيث انتهى الآخرون، ومن المهم الا تنغلق داخليا فتفقد مكاسب متاحة على المستويين الإقليمي والدولي.المنتظر من هذا المؤتمر، أيضا، أن يمهد الأرض لصناعة سعودية في مجالات الغذاء والدواء وصناعة الأجهزة والوسائل الطبية. وهي صناعة أعتقد أننا قطعنا فيها شوطا جيدا لكنها ما زالت بحاجة إلى التوسع وبحاجة إلى التطوير لتكون من ضمن الصناعات الأساسية التي تحقق قيمة مضافة إلى اقتصادنا ودخلنا الوطني. وإذا تبنت الهيئة هذا الجهد الاقتصادي، مع المعنيين في القطاعين العام والخاص، فمن المؤكد أننا سنحقق تقدما ممتازا في هذه الصناعة وليس هناك ما يمنع من أن تجاوز منتجاتها الاستهلاك المحلي إلى التصدير.يبقى أن أقول وأكرر إن لدى الهيئة، التي تعمل إلى الآن بصمت بعيدا عن وسائل الإعلام، مسؤوليات جساما في التثقيف المجتمعي في مجال الغذاء والدواء. ولا أشك أن تراكم خبراتها السابقة والناجحة سيساعدها في رسم مزيدٍ من استراتيجيات وخطط هذا التثقيف الذي سيؤدي، في نهاية المطاف، إلى تحمل الناس لمسؤولياتهم التي تدفع وتؤيد مسؤولياتها الرسمية.